🔵 بنتنا الأستاذة جست : ما رأيته بكورسات الإستحقاق لأحمد عمارة وصديقتي ترك الإسلام بالكامل
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات تطوير الذات وقوانين الطاقة، وعلى رأسها ما يُعرف بـ"قانون الاستحقاق" الذي يروج له بعض المدربين العرب مثل أحم
تجربة حقيقية مع كورسات الاستحقاق: الأثر الديني والنفسي والاجتماعي
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات تطوير الذات وقوانين الطاقة، وعلى رأسها ما يُعرف بـ"قانون الاستحقاق" الذي يروج له بعض المدربين العرب مثل أحمد عمارة. في هذا المقال، ننقل لكم تجربة حقيقية لإحدى الفتيات العربيات، تتابع دراستها للدكتوراه في أمريكا، والتي خاضت هذه الدورات لسنوات، لتشاركنا بتأملاتها حول التأثيرات العميقة لهذه الدورات على الدين، النفس، والأسرة.
بداية الرحلة: الفضول وحب المعرفة
تقول صاحبة التجربة: "دخلت عالم الطاقة وقانون الاستحقاق بدافع الفضول، خاصة بعد أن أرسلت لي صديقتي فيديو عن فيلم 'السر'، ثم بدأت أسمع عن أحمد عمارة ودوراته. في البداية، لم أكن مقتنعة تمامًا، لكنني كنت أمر بظروف صعبة وأبحث عن حلول سريعة، فوجدت نفسي أنجذب أكثر لهذا العالم."
تشير إلى أن الصحبة والبيئة المحيطة كان لهما دور كبير في الانخراط في هذا المجال، حيث تقول: "أول من عرّفني على هذا العالم كانت صديقة لي، وهي الآن تركت الإسلام تمامًا بعد تعمقها في هذه الدورات."
التأثير الديني: زعزعة المفاهيم والثوابت
أحد أخطر ما لاحظته صاحبة التجربة هو التأثير العميق على الجانب الديني، حيث تقول:"كورس الاستحقاق يغير تدريجيًا جميع المفاهيم الدينية، يدخل الإنسان للدورة وهو يحمل بعض المعلومات الدينية، لكنه يخرج منها وقد تم مسح كل شيء تقريبًا، فلا يبقى لديه أي معلومة ثابتة."
توضح أن المدرب يفسر الدين كأنه مجرد معادلات رياضية: "الدعاء، مثلاً، لم يعد له معنى كما نعرفه؛ بل يجب أن يكون بالتأمل والخيال، وتطبيق قوانين الاستحقاق. إذا لم يتحقق لك شيء، فهذا يعني أن استحقاقك منخفض، وليس لأن الله سبحانه وتعالى اختار لك ما هو خير."
كما تشير إلى أن هذه الدورات تدعو إلى التشكيك في السنّة النبوية، بل وحتى في بعض العبادات، وتدفع المتلقي للبحث عن طرق خاصة للعبادة بعيدًا عن الموروث الديني، مما يتركه في حيرة وشك دائمين.
التأثير النفسي: جلد الذات وفقدان الأمان
من الناحية النفسية، تصف صاحبة التجربة حالة من الدوامة المستمرة:"يصبح الإنسان دائم البحث عن المشكلة التي خفضت استحقاقه، وأي شعور سلبي مثل الحزن أو القلق يُفسّر على أنه نتيجة خطأ في الاستحقاق، مما يؤدي إلى جلد الذات باستمرار."
تضيف: "فقدت التوكل على الله والشعور بالأمان، وصرت أقارن نفسي بالآخرين وألوم نفسي على كل تقصير، حتى في أبسط الأمور الحياتية."
التأثير الأسري والاجتماعي: ضعف الروابط وتضخيم الذات
تقول: "من الأفكار التي تروج لها هذه الدورات أن الأسرة والأهل ليسوا سوى جزء من اختبارك في الحياة، وأنك غير مسؤولة عنهم، بل يجب أن تركز فقط على نفسك."توضح أن هذا أدى بها إلى الشعور بالنفور والغضب تجاه والدها وأهلها، وتفضيل العزلة والتأمل على العلاقات الأسرية والاجتماعية.
أما بالنسبة للمتزوجات، فتشير إلى أن نسبة الطلاق كانت مرتفعة بين المشاركات في مجموعات الواتساب الخاصة بهذه الدورات، كما أن كثيرات تخلين عن الحجاب وبدأن يشعرن بالغربة عن ذواتهن ومجتمعاتهن.
الحجاب وقضية "القيود الطاقية"
من المفاهيم التي تروج لها هذه الدورات، أن الحجاب هو "طاقة قيد" صنعتها الأديان لحبس الأنثى، وأنه يجب التخلص من كل القيود والأحكام، حتى لا ينخفض استحقاق المرأة.تقول صاحبة التجربة: "فعلاً، بعد فترة من الكورسات، نزعت الحجاب، وبدأت أرى كل شيء نسبيًا، حتى الحلال والحرام لم يعد لهما معنى واضح."
التأملات والطقوس الغريبة
تشير إلى أن جزءًا كبيرًا من الكورسات يعتمد على التأملات، وبعضها يتضمن ترديد عبارات مثل "أنا إله"، أو تمارين تعود بك إلى رحم الأم لتنظيف الطاقات السلبية. تقول: "بعد بعض التأملات، بدأت أرى أشياء غريبة وأحسست بمرض جسدي غير مبرر."
كيف توقفت عن هذا الطريق؟
تذكر صاحبة التجربة أن نقطة التحول كانت بعد سماعها لمقاطع نقدية من أشخاص متخصصين سابقين في مجال الطاقة، حيث أدركت أن المجال كله مشبوه، وأن كثيرًا من المدربين يروجون لمفاهيم خاطئة ويشككون في الثوابت الدينية.
الدروس المستفادة والنصائح
تلخص صاحبة التجربة أهم الدروس التي خرجت بها:
- عدم تصديق أي شخص لمجرد أنه يحمل لقب "دكتور" أو "مدرب" دون البحث والتأكد من خلفيته.
- الحذر من الانجراف وراء الحلول السريعة والوعود الزائفة، خاصة في أوقات الضعف النفسي.
- الصحبة لها تأثير كبير؛ فالصديق قد يجر صديقه إلى طرق خطيرة دون أن يشعر.
- ضرورة العودة للثوابت الدينية والبحث عن الدعم من الأسرة والمجتمع، وعدم الاستهانة بأي شعور سلبي أو أزمة نفسية.
وتختم بنصيحة لكل من تفكر في دخول هذا المجال:"لا تصدقي كل ما يقال عن الطاقة والاستحقاق، ولا تظني أن السعادة والنجاح تأتي عبر خيال أو تأملات فقط. حافظي على دينك وعقيدتك، واطلبي الدعم ممن تثقين بهم، ولا تنخدعي بالمظاهر أو الألقاب."
كلمة أخيرة
قانون الاستحقاق كما يُروج له في بعض الدورات ليس سوى وهم قد يؤدي إلى ضياع العقيدة، وتدمير النفس والعلاقات الاجتماعية. التجربة الحقيقية خير دليل على ضرورة الحذر، والعودة للثوابت، وعدم الانقياد وراء كل جديد دون تمحيص أو تدقيق.
شاركنا رأيك:هل سبق وسمعت عن دورات الاستحقاق أو الطاقة؟ ما رأيك في هذه التجارب؟ شاركنا في التعليقات.