🔵 بث مباشر 1 : مدربين الطاقة كيف يروجون للاسقاط النجمي
في السنوات الأخيرة، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي موجة من المدربين الذين يروجون لما يسمى بـ"علوم الطاقة" و"الإسقاط النجمي". يدعي بعض هؤلاء المدرب
مدربو الطاقة وترويج الإسقاط النجمي: بين الخيال والخطر على العقيدة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي موجة من المدربين الذين يروجون لما يسمى بـ"علوم الطاقة" و"الإسقاط النجمي". يدعي بعض هؤلاء المدربين قدرتهم على خوض تجارب روحية خارقة، مثل رؤية الملائكة أو عرش الرحمن، ويعرضون هذه التجارب كحقائق يمكن لأي شخص أن يصل إليها من خلال دوراتهم المدفوعة. هذه الظاهرة أثارت جدلاً واسعاً بين المختصين في الدين، والمجتمع، وأولياء الأمور، خاصة مع تزايد استهداف فئة الشباب والمراهقين.
في هذا المقال، نستعرض كيف يروج مدربو الطاقة لمفاهيم الإسقاط النجمي، ونناقش المخاطر الفكرية والدينية والاجتماعية لهذه الظاهرة، مستندين إلى آراء مختصين وتجارب واقعية.
ماذا يقول مدربو الطاقة؟
يبدأ بعض المدربين حديثهم بوصف تجارب شخصية يزعمون فيها أنهم صعدوا إلى "المستوى السابع" أو خرجت أرواحهم من أجسادهم، ليشاهدوا أماكن مليئة بالملائكة، أو حتى عرش الرحمن. يصفون هذه المشاهد بأنها "لا توصف بالكلمات" ويكررونها بأسلوب تشويقي لجذب المتابعين، خاصة من الشباب واليافعين.
تستخدم هذه الروايات لغة مؤثرة وعاطفية، وتربط بين هذه التجارب وبين "حب الله" و"التقرب إلى الله" بطريقة تبدو روحية، لكنها في الحقيقة تخلط بين الخيال والدين، وتخالف النصوص الشرعية والعقيدة الإسلامية.
كيف يتم الترويج للمحتوى؟
يعتمد المدربون على عدة استراتيجيات لجذب المتابعين:
- أسلوب التشويق والغموض: يوحون للمشاهد أن هناك أسراراً عظيمة لا يعرفها إلا من خاض هذه التجربة، ويحثونه على الاشتراك في الدورات لمعرفة المزيد.
- الادعاء بالاتصال بالعالم الغيبي: مثل رؤية الملائكة أو عرش الرحمن، وهي أمور لم يدعها حتى الأنبياء والصحابة.
- التشكيك في العلماء والموروث الديني: يروجون لفكرة أن العلماء "متشددون" وأن التراث الإسلامي "موروث قديم" يجب تجاوزه لصالح "الوعي الجديد".
- الاستغلال المالي: بعد عرض التجربة، يدعون المتابعين للاشتراك في دورات مدفوعة لتعلم "الإسقاط النجمي" أو "فتح البصيرة".
ردود العلماء والمختصين: التحذير من خطورة الإسقاط النجمي
يؤكد العلماء أن ما يروج له مدربو الطاقة ليس سوى خرافات وأوهام، بل ويصل الأمر إلى الكفر والشرك بالله في بعض الحالات. فالنبي محمد ﷺ، وهو أشرف الخلق، لم يدعِ رؤية عرش الرحمن في رحلة الإسراء والمعراج، بل عندما سُئل عن رؤية الله قال: "نورٌ أنى أراه".
يذكر المختصون أن هذه التجارب قد تكون من تأثير الشياطين أو نتيجة حالات نفسية أو إيحاءات ذاتية، ولا علاقة لها بالواقع أو بالدين. وقد أشار بعض المشاركين في الحوار إلى أن الشياطين قد تزين للإنسان صوراً أو مشاهد في عقله أو منامه، ليظن أنه عاش تجربة روحية حقيقية.
الإسقاط النجمي: خرافة أم خطر حقيقي؟
الإسقاط النجمي هو مصطلح يُستخدم لوصف تجربة "خروج الروح من الجسد" والسفر في عوالم خفية. في الحقيقة، لا يوجد أي دليل علمي أو شرعي على صحة هذه الظاهرة. ويؤكد العلماء أن الادعاء بمعرفة الغيب أو رؤية الملائكة أو عرش الرحمن من الأمور التي لا يملكها إلا الله، وأن الانسياق وراء هذه الأفكار قد يؤدي إلى الانحراف عن العقيدة الصحيحة.
كما أن الترويج لهذه الأفكار بين الشباب والمراهقين يشكل خطراً كبيراً، حيث يتم استدراجهم بعيداً عن الدين والعلم، ويُغذى فيهم حب التميز والبحث عن الخوارق، مما يجعلهم عرضة للاستغلال النفسي والمادي.
التأثيرات النفسية والاجتماعية
أشار بعض المشاركين إلى أن كثيراً من هؤلاء المدربين لا يدركون حقيقة ما يروجون له، وأن تجاربهم قد تكون ناتجة عن حالات نفسية، أو حتى تعرضهم لأعمال سحرية أو إيحاءات شيطانية. كما أن بعضهم يستغل هذه الادعاءات لتحقيق الشهرة وجني المال، دون وعي بخطورة ما يفعلونه على المجتمع.
ومن المؤسف أن هناك فئة من الشباب والفتيات، بسبب ضعف المعرفة الدينية أو الفراغ الروحي، قد ينجذبون لهذه الدورات ويصدقون هذه الخرافات، مما يؤدي إلى زعزعة إيمانهم، وتشويه فهمهم للعقيدة، بل وربما إلى الإلحاد أو الشرك بالله.
كيف نحمي أبناءنا ومجتمعنا؟
- التوعية الدينية: يجب تعزيز الثقافة الدينية الصحيحة لدى الأبناء، وشرح حقيقة الغيبيات كما وردت في القرآن والسنة.
- النقد العلمي والمنطقي: تعليم الأبناء التفكير النقدي، وعدم تصديق كل ما يُعرض على الإنترنت دون دليل.
- المتابعة الأسرية: متابعة ما يشاهده الأبناء على وسائل التواصل، وفتح حوارات معهم حول هذه المواضيع.
- دور العلماء والمؤسسات: على العلماء والدعاة التصدي لهذه الظواهر ببيان الحقائق، وتفنيد الشبهات بطريقة علمية وعقلانية.
- التبليغ عن الحسابات الضارة: الإبلاغ عن الحسابات التي تروج للسحر أو الخرافات أو تسيء للعقيدة.
خلاصة
ظاهرة مدربي الطاقة وترويج الإسقاط النجمي ليست مجرد خرافة عابرة، بل هي خطر حقيقي يهدد عقيدة الشباب واستقرار المجتمع. من واجبنا جميعاً — علماء، وأولياء أمور، ومربين — أن نتصدى لهذه الأفكار، ونحمي أبناءنا من الوقوع في براثن الجهل والخرافة. فالعقيدة الصحيحة، والعلم النافع، هما الحصن المنيع في وجه كل موجات التضليل والانحراف.
تنبيه:كل ما يُروّج له من تجارب "خروج الروح" أو "رؤية الغيب" عبر دورات الطاقة أو غيرها، هو مخالف للدين والعقل، ولا ينبغي الانسياق وراءه. فلنحذر جميعاً، ولنعمل على توعية أبنائنا ومجتمعنا.