🔵 بث مباشر 2 : مدربين الطاقة كيف يروجون للاسقاط النجمي

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم مثل "الإسقاط النجمي" و"الجسد الأثيري" في أوساط التنمية الذاتية والطاقة الروحية. يروج بعض مدربي الطاقة لهذه الأفكار ع

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق
0

مدربو الطاقة وترويج الإسقاط النجمي: حقائق وتحذيرات

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم مثل "الإسقاط النجمي" و"الجسد الأثيري" في أوساط التنمية الذاتية والطاقة الروحية. يروج بعض مدربي الطاقة لهذه الأفكار على أنها حقائق علمية أو تجارب روحية عالية، ويزعمون إمكانية تدريب الناس على خوضها. في هذا المقال، سنلقي الضوء على هذه المفاهيم، ونكشف حقيقتها من منظور علمي وشرعي، مع توضيح مخاطر الانسياق وراءها.

ما هو الإسقاط النجمي؟

الإسقاط النجمي، كما يروج له بعض مدربي الطاقة، هو تجربة يدّعون فيها أن الإنسان يستطيع الخروج من جسده المادي عبر "الجسد الأثيري" أو "الجسد النجمي" والسفر إلى أماكن وأبعاد أخرى. ويزعمون أن هذا الخروج يتم عبر تدريبات وتمارين معينة، أو بمساعدة "وسيط روحي".

تقسيمات الجسد في فلسفات الطاقة

يدّعي هؤلاء المدربون أن للإنسان عدة أجساد أو طبقات، منها:- الجسد المادي- الجسد الأثيري (أو الروحاني)- الجسد العاطفي- الجسد العقلي- الجسد السببي- الجسد النجمي

ويقولون إن كل طبقة لها دور في التجربة الروحية، ويربطون بينها وبين وجود "الهالة" حول الإنسان.

حقيقة الادعاءات: علمياً وشرعياً

من الناحية العلمية

حتى اليوم، لا يوجد أي إثبات علمي موثق لوجود "الجسد الأثيري" أو إمكانية خروج الإنسان من جسده المادي والسفر عبر أبعاد أخرى. كل ما يروّج له في هذا المجال هو ادعاءات غير مدعومة بأدلة علمية، وغالباً ما ترتبط بحالات الهلوسة أو التأثيرات النفسية الناتجة عن المخدرات أو التنويم المغناطيسي أو اضطرابات النوم.

من الناحية الشرعية

في العقيدة الإسلامية، الروح أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، ولا يمكن للإنسان إخراج روحه من جسده بإرادته أو عبر تمارين أو طقوس. خروج الروح من الجسد لا يكون إلا عند الموت أو أثناء النوم (خروج جزئي مؤقت)، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية. أما الادعاء بإمكانية السفر إلى "عالم البرزخ" أو العودة منه فهو مخالف للنصوص الشرعية، ويعد من الغيب الذي لا يجوز الخوض فيه إلا بدليل صحيح.

كيف يروج مدربو الطاقة للإسقاط النجمي؟

يستخدم بعض مدربي الطاقة أساليب متعددة لتسويق الإسقاط النجمي، منها:-الادعاء بوجود تجارب شخصية:يروي البعض قصصاً عن خوضهم تجارب "الموت" أو "زيارة البرزخ" ثم العودة للحياة، ويصفونها بأنها تجارب روحية جميلة.-الاعتماد على تقسيمات فلسفية للجسد:يربطون بين الشاكرات (مراكز الطاقة) وعدد الأجساد، ويزعمون أن لكل شاكرة جسداً خاصاً.-تقديم الإسقاط النجمي كعلم أو تدريب:يعرضونه كدورات أو ورش عمل، ويطلبون مقابلاً مادياً كبيراً، مدعين أن بالإمكان تعلم هذه المهارات.-الاستشهاد بنصوص دينية مجتزأة:يحاولون ربط بعض الآيات أو الأحاديث بمفاهيمهم، دون فهم صحيح للسياق الشرعي.

المخاطر النفسية والاجتماعية

الانخراط في مثل هذه الممارسات ليس مجرد تجربة عابرة، بل قد يؤدي إلى:-اضطرابات نفسية:مثل الهلوسة، الانفصام، حالات الهلع والخوف، والإدمان على البحث عن تجارب غريبة.-الانحراف العقدي:حيث تتسلل أفكار وثنية أو شركية مخالفة للعقيدة الإسلامية، مثل الاعتقاد بوجود "نسخة من الإله" داخل الإنسان.-الاستغلال المالي:حيث يدفع البعض مبالغ طائلة لحضور دورات أو جلسات يديرها مدربون غير مؤهلين علمياً أو شرعياً.-الاستعانة بالجن والشياطين:كثير من هذه الممارسات ترتبط فعلياً بطقوس سحرية أو استحضار أرواح، وهو أمر محرم وخطير شرعاً.

الرد الشرعي والعلمي

1.الروح أمر غيبي

لا يمكن لأي إنسان أن يتحكم في روحه أو يخرجها من جسده بإرادته. قال تعالى:

"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" (الإسراء: 85)

2.حياة البرزخ لا يعلمها إلا الله

لا يستطيع أحد أن يعيش تجربة البرزخ ثم يعود إلى الدنيا ليحكي عنها. من يدعي ذلك فهو مخالف لنصوص القرآن والسنة.

3.خروج الروح عند النوم ليس كالخروج عند الموت

النوم هو وفاة صغرى، تعود بعدها الروح بإذن الله، أما الموت فهو خروج نهائي لا عودة منه إلا يوم القيامة.

4.الاستشهاد بنصوص دينية خارج سياقها

كثير من المدربين يقتطعون نصوصاً دينية ويؤولونها بما يخدم أفكارهم، دون علم أو فهم صحيح.

نصيحة للباحثين عن الحقيقة

  • لا تنخدع بالتجارب الشخصية أو القصص الغريبة: ليست كل تجربة شخصية دليلاً على الحقيقة، فالعبرة بالدليل العلمي والشرعي.
  • استشر أهل العلم الموثوقين: في الأمور الغيبية والدينية، عد دائماً للعلماء وكتب التفسير والحديث المعتبرة.
  • احذر من الدورات أو الجلسات المدفوعة في هذا المجال: غالباً ما يكون الهدف تجارياً بحتاً.
  • تمسك بعقيدتك وتجنب الشبهات: لا تدخل في ممارسات أو طقوس غير واضحة الأصل أو تخالف دينك.

الخلاصة

الإسقاط النجمي كما يروج له مدربو الطاقة ليس علماً ولا حقيقة مثبتة، بل هو خليط من الخرافات والممارسات الوثنية والسحرية التي قد تضر بعقيدة الإنسان ونفسيته. الواجب على المسلم أن يحذر من هذه الأفكار، وأن يتمسك بالعلم الصحيح والدين القويم، وألا يتبع كل ناعق أو باحث عن الشهرة على حساب عقول الناس وأموالهم.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، واجعل هذا العلم حجة لنا لا علينا.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك