🔵 بث مباشر : بالأدلة الواضحة الحذر الحذر من قناة الساحر سيزر
في السنوات الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من القنوات التي تدّعي تعليم الطاقة، اليوغا، التخاطر، والسبليمنال وغيرها من المواضيع المر
الحذر من قنوات الطاقة والسحر: تجربة واقعية وتحذيرات هامة
في السنوات الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من القنوات التي تدّعي تعليم الطاقة، اليوغا، التخاطر، والسبليمنال وغيرها من المواضيع المرتبطة بما يسمى "علوم الطاقة". ورغم أن بعضها قد يبدو بريئًا أو مفيدًا في الظاهر، إلا أن هناك مخاطر حقيقية قد تهدد العقيدة والصحة النفسية لمن يتابعها دون وعي أو معرفة كافية.
في هذا المقال، نستعرض تجربة واقعية لإحدى المتابعات، ونحلل معًا خطورة بعض القنوات مثل قناة "الساحر سيزر"، ونوضح المفاهيم المغلوطة، مع تقديم نصائح عملية للعودة إلى الطريق الصحيح.
بداية القصة: من الفضول إلى الشك في الإيمان
تروي إحدى الأخوات أنها دخلت مجال الطاقة بالصدفة خلال فترة الكورونا، حيث وجدت وقت فراغ كبير دفعها لاكتشاف قنوات ومجموعات تهتم بهذه المواضيع. تقول:
"فعلاً لا أنصح أي أحد بالدخول لهذا المجال، لأن أبسط شيء يقومون به هو التشكيك في أبجديات الإيمان. بدأت ألاحظ تغيّرًا في علاقتي بالصلاة والعبادات، حتى أني أصبحت أكره أداء الصلاة والذكر، مع أني كنت محافظة جدًا من قبل."
تضيف أيضًا أن هذه القنوات تخلط بين الأحاديث النبوية وبعض الأفكار الغريبة، مما يجعل المتابع يقتنع تدريجيًا بأمور لا علاقة لها بالدين، حتى يصل إلى مرحلة من الضياع والتيه.
قنوات الطاقة: إغراءات ظاهرية وسموم خفية
من أكثر القنوات التي حذرت منها المتابعة قناة "دكتور سيزر". رغم أن البعض يراه مختلفًا عن غيره من مقدمي هذه المواضيع، إلا أن التحليل الدقيق لمحتوى القناة يكشف أنها تعتمد بشكل أساسي على ترويج مفاهيم مثل:
- المانترا: وهي كلمة سنسكريتية تعني "تعويذة"، وتستخدم في الديانات الهندية والبوذية كجزء من الطقوس الروحانية. في القناة، يتم وضع كلمة "مانترا" على فيديوهات موسيقية أو تمارين، ويُقال إنها تجلب الجمال أو تحقق الأمنيات.
- السبليمنال: وهي ترددات صوتية أو رسائل خفية يُزعم أنها تؤثر على العقل الباطن لتحقيق أهداف معينة مثل الجمال، الثقة بالنفس، أو حتى جذب الحبيب. لكن في الحقيقة، هذه الترددات قد تحمل رسائل أو تعاويذ غير مفهومة، وقد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعقلية.
تقول المتابعة:
"عندما بدأت أبحث عن السبليمنال، اكتشفت أنه خطير جدًا، ووجدت تعليقات لفتيات أصبن بأمراض نفسية خطيرة، وبعضهن لا زلن يعانين من آثار الموجات والترددات والأصوات الخفية."
التخاطر: حقيقة أم سحر مقنّع؟
من المواضيع الشائعة أيضًا في هذه القنوات "التخاطر"، والذي يُقدّم على أنه قدرة على إرسال واستقبال الأفكار بين الأشخاص عن بُعد. لكن التحليل الديني والعلمي يكشف أن التخاطر كما يُقدّم في هذه القنوات يعتمد على استحضار كيانات غير مرئية (شياطين أو جن)، وتقديم قرابين أو استخدام آيات قرآنية بطريقة غير شرعية، مما يؤدي إلى تدنيس النصوص الدينية واستخدامها في ممارسات محرمة.
"التخاطر كما يُقدّم هو نوع من السحر، حيث يتم استدعاء وسيط (شيطان) لنقل الرسائل بين الأشخاص، وغالبًا ما يتم خلط ذلك بآيات قرآنية أو أسماء الله الحسنى، مما يحوّلها إلى قرابين للشياطين."
لماذا ينجذب الشباب لهذه القنوات؟
- سهولة الوصول: القنوات متوفرة بكثرة على يوتيوب وفيسبوك وإنستغرام، وتستخدم عناوين جذابة مثل "اجذب الحبيب"، "حقق الثروة"، "اكتشف سر الجمال".
- الفراغ الروحي: كثير من الشباب يعانون من فراغ روحي أو ضعف في العلاقة مع الله، فيبحثون عن حلول سريعة وسهلة لمشاكلهم.
- قلة الوعي: معظم المتابعين لا يعرفون حقيقة هذه الممارسات، ويظنون أنها مجرد تمارين أو موسيقى للاسترخاء.
آثار خطيرة على الدين والصحة النفسية
- الابتعاد عن العبادات: كثير من المتابعين يلاحظون تراجعًا في الالتزام بالصلاة والذكر والشعور بالكسل أو النفور من العبادات.
- الاضطرابات النفسية: بعض الترددات أو الرسائل الخفية تسبب قلقًا، اكتئابًا، أو حتى أعراضًا جسدية غير مبررة.
- التشكيك في العقيدة: تدريجيًا، يبدأ المتابع في التشكيك في ثوابت الدين، وقد يصل إلى مرحلة فقدان الإيمان أو الضياع الروحي.
كيف تعود إلى الطريق الصحيح؟
إذا كنت قد تأثرت بهذه القنوات أو تعرف شخصًا تأثر بها، إليك خطوات عملية للعودة:
- التوبة الصادقة: أعلن توبتك لله من هذه الممارسات، واطلب منه المغفرة والهداية.
- العودة للعبادات: حتى لو شعرت بالكسل أو عدم الخشوع، استمر في الصلاة وقراءة القرآن والأذكار، فمع الوقت سيعود قلبك للحياة.
- البحث عن الصحبة الصالحة: تواصل مع أشخاص ملتزمين يساعدونك ويشجعونك على الثبات.
- الابتعاد عن القنوات المشبوهة: ألغِ اشتراكك في كل القنوات والمجموعات التي تروج للطاقة أو السحر أو التخاطر.
- الاستعانة بأهل العلم: إذا شعرت بالحيرة أو الضعف، لا تتردد في سؤال العلماء أو طلب النصيحة من أهل الخبرة.
رسالة أمل لكل من ضل الطريق
تذكر أن الله سبحانه وتعالى أقرب إليك من حبل الوريد، وأنه يفرح بتوبتك ورجوعك إليه. لا تيأس من رحمة الله، وابدأ من جديد، ولو بخطوات بسيطة. اجعل لنفسك وردًا يوميًا من القرآن والأذكار، واطلب من الله الثبات والهداية.
"من كان مع الله فماذا فقد؟ ومن كان مع الناس فماذا وجد؟"
خلاصة
قنوات الطاقة والسحر والتخاطر قد تبدو مغرية في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها مخاطر عظيمة على الدين والنفس. احذر من الانجراف وراء هذه الممارسات، وكن واعيًا لما تشاهده وتسمعه. عُد إلى الله، وتمسك بالعبادات، وابحث عن الصحبة الصالحة، وستجد السكينة والطمأنينة الحقيقية.
إذا كان لديك تجربة مشابهة أو تحتاج إلى دعم، لا تتردد في التواصل مع أهل العلم أو الصحبة الصالحة. وتذكر: سلامة دينك ونفسك أغلى من أي تجربة أو فضول.