🔵 بث مباشر ... بث الأستاذة رسن
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المرتبطة بالطاقة والتنمية البشرية في عالمنا العربي. ومع تصاعد هذه الموجة، ظهرت العديد من الدو
مواجهة شبهات الطاقة والتنمية البشرية: بين الحقيقة والوهم
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المرتبطة بالطاقة والتنمية البشرية في عالمنا العربي. ومع تصاعد هذه الموجة، ظهرت العديد من الدورات والمدربين الذين يروجون لأفكار وفلسفات مستوردة، بعضها يحمل في طياته مخالفات شرعية أو حتى شبهات عقدية خطيرة. في هذا المقال، نستعرض أبرز النقاط التي تمت مناقشتها في بث مباشر على قناة "سحر اليوغا والطاقة"، حيث تناول المشاركون تجاربهم، وقدموا نصائح مهمة للتعامل مع هذه الظواهر.
التأويل الباطني للقرآن: خطر حقيقي
من أخطر ما يتم تداوله في بعض دورات الطاقة والتنمية البشرية هو ما يُسمى بـ"التأويل الباطني" للقرآن الكريم. حيث يقوم بعض الأشخاص بتفسير الآيات بعيدًا عن سياقها ومعانيها الصحيحة، ويعطونها دلالات تخدم أفكارهم الخاصة أو الفلسفات الشرقية الدخيلة. على سبيل المثال، يتم إسقاط مفاهيم مثل "ماء الخلق" على الفراغ الكوني أو تفسير أسماء الله الحسنى بطريقة تخالف العقيدة الصحيحة.
يحذر المتخصصون من هذه التأويلات، ويؤكدون على أهمية الرجوع إلى التفاسير المعتبرة وعدم الانسياق وراء من يدّعي أن لديه "وحيًا" أو "كشفًا" خاصًا. فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، وله أصول في التفسير لا يجوز تجاوزها.
تجربتي مع التلاعب والتدليس
اعترف أحد المشاركين في البث أنه كان في فترة من حياته منجرفًا خلف هذه التيارات، وكان يمارس التأملات ويبتكر تفسيرات باطنية للآيات، بل وصل به الأمر إلى إعداد دورات انتشرت في الوطن العربي، مبنية على أفكار باطلة لا أصل لها في الدين. ويؤكد أن الدافع وراء ذلك كان الشعور بالنقص المعرفي أو محاولة سد ثغرات الفلسفات الشرقية، فتم إسقاطها على القرآن لتبريرها.
هذه التجربة الشخصية تؤكد أن الإنسان قد يقع في فخ التدليس والتلاعب إذا لم يكن لديه قاعدة معرفية شرعية متينة، وأن العودة للحق ممكنة متى ما صدق الإنسان مع نفسه وبحث عن الحقيقة.
أهمية المعرفة والقراءة
أجمع المشاركون في البث على أن مواجهة الشبهات المنتشرة اليوم تتطلب تعزيز المعرفة والقراءة، خاصة في الكتب التي تناولت نقد الفلسفات الشرقية والعقائد الوثنية وبرامج التنمية البشرية الحديثة. من أهم هذه الكتب:
- "أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المعاصرة"للدكتورة فوز بنت عبداللطيف كردي.
- "حركة العصر الجديد: مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها"للدكتورة هيفاء الرشيد.
- "التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية: دراسة عقدية"للدكتورة هيفاء الرشيد.
- "المؤثرات الغيبية في النفس الإنسانية بين الدين والفلسفة"للدكتورة فوز كردي.
هذه الكتب تجمع بين التأصيل الشرعي والتحليل المنطقي، وتستند إلى مراجع عديدة، ما يجعلها مصادر موثوقة لمن أراد الفهم الصحيح.
استراتيجيات المدربين: كيف يُمرّر الوهم؟
أشار المتحدثون إلى أن بعض مدربي الطاقة والتنمية البشرية يستخدمون استراتيجيات نفسية متقدمة لجذب المتابعين، مثل:
- التلاعب بالمصطلحات: تغيير أسماء الممارسات أو إعطائها طابعًا علميًا أو روحانيًا مقبولًا.
- الاستعطاف والتمثيل: ادعاء أنهم ضحايا لهذه الممارسات ويريدون الخروج منها، في حين أن هدفهم الحقيقي هو الترويج لها.
- إثارة الشبهات تدريجيًا: إدخال أفكار مخالفة للعقيدة بشكل تدريجي حتى يتقبلها المتابعون دون وعي.
- الاستعلاء في النقاش: محاولة إظهار التفوق على المحاورين ورفع الصوت والاستهزاء بالأفكار المخالفة.
هذه الأساليب تهدف إلى التأثير على العقول وإبعاد الناس عن أصول دينهم، لذا يجب الحذر وعدم الانسياق وراء أي شخص دون التأكد من خلفيته العلمية والشرعية.
كيف نواجه هذه الشبهات؟
- التحقق من مصادر المعرفة: لا تأخذ العلم إلا من أهله المعروفين بالعلم الشرعي.
- الرجوع للسياق: عند سماع أي تفسير أو تأويل، راجع سياق الآية أو الحديث، ولا تكتفِ بجزء مقتطع.
- عدم مناقشة المشاغبين: بعض الأشخاص لا يبحثون عن الحقيقة، بل عن إثارة الجدل وزعزعة الثوابت، فلا تعطيهم مجالًا لنشر الشبهات.
- التركيز على المستمعين: الهدف هو توضيح الحق لمن يبحث عنه بصدق، وليس الانتصار في النقاشات الجانبية.
- الاستفادة من الكتب الموثوقة: اقرأ واطلع على المؤلفات التي تناولت هذه المواضيع بعمق وموضوعية.
الفرق بين البحث عن الحق وإثارة الشبهات
من المهم التمييز بين من يسأل بحثًا عن الحقيقة، وبين من يثير الشبهات لمجرد التشويش. الباحث عن الحق يتقبل النقاش ويستمع للأدلة، أما المشاغب فيستخدم أساليب المراوغة والمقاطعة ورفع الصوت.
نصيحة أخيرة
في زمن كثرت فيه الشبهات وسهل فيه انتشار المعلومات المغلوطة، أصبح من الواجب على كل فرد أن يتحصن بالعلم والمعرفة، وأن يكون يقظًا تجاه ما يُعرض عليه من أفكار وممارسات. ولا تنسَ أن العودة إلى القرآن والسنة بفهم العلماء الثقات هي الحصن الحصين من كل انحراف أو ضلال.
مصادر موصى بها للقراءة
- "أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المعاصرة" – د. فوز بنت عبداللطيف كردي
- "حركة العصر الجديد: مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها" – د. هيفاء الرشيد
- "التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية: دراسة عقدية" – د. هيفاء الرشيد
- "المؤثرات الغيبية في النفس الإنسانية بين الدين والفلسفة" – د. فوز كردي
الخلاصة
الوعي بالمخاطر الفكرية والعقدية التي تنتشر تحت مسميات الطاقة والتنمية البشرية ضرورة ملحة في عصرنا. لا تكن متلقيًا سلبيًا، بل كن باحثًا عن الحق، محصنًا بالعلم، واعيًا لما يدور حولك. واجه الشبهات بالمعرفة، وكن سببًا في هداية نفسك وغيرك.