🔵 بث مباشر أبو فيصل :حقيقة تم وأسمح أقبل أتصل ، بممارسات اليوجا والطاقة والوعي والكهانة والتنجيم

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الروحية والطاقية مثل اليوغا، التأمل، الريكي، الثيتا، البرانا هيلينغ، وغيرها من مدارس "العصر الجديد" (Ne

س
سحر اليوقا و الطاقة
نوفمبر 09,2025
6 دقائق
0

حقيقة عبارات "تم وأسمح وأقبل وأتصل" في ممارسات اليوغا والطاقة والوعي والتنجيم

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الروحية والطاقية مثل اليوغا، التأمل، الريكي، الثيتا، البرانا هيلينغ، وغيرها من مدارس "العصر الجديد" (New Age) بين الشباب المسلم. هذه الممارسات غالبًا ما يتم تسويقها على أنها وسائل للشفاء، التحرر، جلب الطاقة الإيجابية، أو حتى تحقيق الوفرة والثراء. لكن خلف هذه الشعارات البراقة، هناك مفاهيم وطقوس ذات جذور غامضة وخطيرة، خاصة ما يتعلق بعبارات مثل:"تم"، "أسمح"، "أقبل"، "أتصل"وغيرها.

في هذا المقال، سنكشف حقيقة هذه العبارات، جذورها التاريخية، وخطورتها على العقيدة والوعي، بناءً على تحليل معمق لمحتوى أحد البثوث التوعوية حول هذا الموضوع.

كيف تدخل هذه العبارات إلى حياة الممارسين؟

غالبًا ما يطلب المدربون في دورات الطاقة أو التأمل أو جلسات التشافي من المشاركين التلفظ بعبارات مثل: "أقبل"، "أسمح"، "أتصل"، "تم"، "استقبل"، "أنوي"، "افتح النية"، "اسمح للطاقة النورانية"، "استقبل رسائل الكون"، "أفوض الكون"، "أطلق النية"، "افتح بوابات النور"، وغيرها.

هذه العبارات تُطرح في سياقات مختلفة: عند بداية الكورس، أثناء التأملات، جلسات التشافي عن بعد، عند استخدام الخرائط الفلكية، قراءة التاروت، أو حتى في منشورات المدربين على وسائل التواصل الاجتماعي. وغالبًا ما يُقال للممارس: "اكتب في التعليقات: تم"، أو "أكتب: أسمح"، أو "أقبل".

يظن الكثيرون أن هذه العبارات مجرد كلمات إيجابية أو وسيلة للاعتراف بالمشاعر والأفكار، لكنها في الحقيقة تحمل معانٍ أعمق بكثير.

الجذور التاريخية والفلسفية لعبارات السماح والقبول

1.الكلمات المفتاحية في الطقوس الوثنية

عبر التاريخ، اعتُبرت كلمات مثل "القبول" و"السماح" و"الاتصال" بمثابة "الكلمات المفتاحية" لفتح بوابات العالم الروحي الوثني. في الحضارات القديمة (الهندوسية، الطاوية، الكبالا، الهرمتيزم، البوذية، وحتى في بعض الفلسفات الإغريقية والبابلية)، كان يُعتقد أن التلفظ بهذه العبارات مع استحضار النية يفتح باب الاتصال مع كائنات أو قوى روحية عليا.

2.النية والتصديق القلبي

لم تكن هذه العبارات مجرد كلمات، بل كان يشترط أن يُعقد بها اللسان ويصدقها القلب. أي أن الممارس لا يكتفي بالنطق، بل يؤمن ويصدق بفعالية وتأثير هذه العبارات، فيتحول إلى "بوابة" لاستدعاء هذه القوى أو الكيانات.

3.العصر الجديد وتغليف الوثنية بغلاف علمي أو ديني

رواد العصر الجديد (New Age) أعادوا تغليف هذه العبارات بغلاف علمي أو حتى ديني، فصاروا يروجون لها باعتبارها أدوات للسلام النفسي، التحرر من المعتقدات السلبية، برمجة العقل، أو حتى وسائل للشفاء الذاتي. لكن في جوهرها، بقيت تحمل نفس المفاهيم الوثنية القديمة، مع اختلاف في التسويق والمصطلحات.

كيف تعمل هذه العبارات في واقع الممارس؟

عندما يلفظ الممارس عبارات مثل "أقبل"، "أسمح"، "أتصل"، مع استحضار النية والتصديق القلبي، فإنه عمليًا يمنح "إذنًا" أو "تفويضًا" لقوى أو كيانات غير مرئية (سواء سُميت طاقة، كون، مرشدين، أو حتى كواكب) للتأثير عليه. وهذا ما يُعرف في الخيمياء القديمة بسحر الكلمة أو "تعويذة الربط".

مثال توضيحي:

  • كما أن عقد الزواج يتم بكلمات محددة (الإيجاب والقبول) مع النية، فينعقد به القران، فإن عبارات السماح والقبول في طقوس الطاقة تُعتبر بمثابة "عقد باطني" بين الممارس وتلك القوى أو الكيانات.

خطورة هذه العبارات على الوعي والعقيدة

  • فك الحصانة الروحية:المسلم المحصن بعبادته وأذكاره، إذا آمن بهذه الطقوس وعبارات السماح والقبول، يفك عن نفسه التحصين ويعرض نفسه للتأثيرات السلبية.
  • الاستدراج الروحي:يبدأ الممارس بالشعور بالنشوة أو "الطاقة الإيجابية"، ثم يدمن على هذه الحالة، وقد يصل به الأمر إلى أمراض نفسية مثل الهلاوس، الذهان، أو الانفصال عن الواقع.
  • الاستعانة بغير الله:تتحول النية من التوجه لله وحده إلى التوجه للكون، الكواكب، الأرواح، أو ما يُسمى "المرشدين الروحيين". وهذا يُعد من أخطر أبواب الشرك الخفي أو الإلحاد الروحي.
  • تغيير المفاهيم الدينية:يُروج أن النية ليست بالضرورة لله، بل يمكن توجيهها للكون أو الطاقة أو أي قوة أخرى، مما يفسد مفهوم النية في الإسلام ويحولها إلى أداة "تجلي" أو "خلق واقع" خارج إطار التوحيد.

كيف يتم استدراج الممارس؟

  • طلب الإذن:لا تستطيع الكيانات أو الشياطين التأثير على الإنسان إلا إذا منحها إذنًا بالقبول والسماح، سواء باللفظ أو النية أو حتى بالكتابة.
  • تعويذة الربط:المدرب أو "الشيخ النوراني" يلقي على الممارس تعويذة القبول والسماح، فيبدأ الممارس بالارتباط بهذه القوى دون أن يشعر، ويظن أنه في طريق الشفاء أو الاستنارة.
  • تغيير الواقع والمعتقدات:يبدأ الممارس بترديد عبارات مثل: "اتصل بنفسك"، "اسمح لطاقتك"، "افتح شاكراتك"، "غيّر وعيك"، "تحرر من معتقداتك"، فيدخل تدريجيًا في حالة من الفوضى الفكرية والروحية.

سحر الكلمة في الخيمياء القديمة

الخيمياء القديمة اعتبرت أن "سحر الشفاء" أو "سحر الكلمة" لا يعمل إلا بأخذ الإذن والقبول من الشخص المستهدف. وهذا ما يحدث اليوم في جلسات الطاقة والتأمل: المدرب يطلب منك القبول والسماح، فإذا وافقت، يبدأ التأثير عليك.

حتى في حالات العجز (غيبوبة، أطفال)، يتم تطبيق ما يُسمى "قانون الثلاثة" لإعطاء الإذن نيابة عن الشخص العاجز.

النية: من عبادة الله إلى عبادة الكون

في الإسلام، النية أساس قبول العمل والعبادة. أما في مدارس الطاقة والعصر الجديد، تم تحريف مفهوم النية ليصبح أداة لفتح بوابات التجلي، وجلب الوفرة، وتحقيق الأهداف عبر "ذبذبات الكون". هكذا يُستبدل الإيمان بالله بالإيمان بقوى أخرى، ويُطلب من الممارس أن يتوجه بقلبه وعقله إلى غير الله.

الخلاصة: كل كلمة استدعاء ولها ثمن

كل نية أو عبارة سماح وقبول هي بمثابة استدعاء، وكل استدعاء له ثمن. السحر الطاقي اليوم لا يحتاج دوائر على الأرض، بل يبدأ من الفكر والخيال، ويُحضّر بعقل الممارس نفسه. ومع الوقت، قد يشعر الممارس بخلل في أفكاره ومشاعره وجسده، ويصل إلى نقطة اللاعودة، فيما يُسمى في الخيمياء "التشابك الروحي".

ماذا يجب علينا؟

  • الوعي والتحقق:لا تصدق كل ما يُقال لك، حتى من أقرب الناس. ابحث، تحقق، اقرأ من مصادر متعددة، وخصوصًا بلغات أخرى إن استطعت.
  • الرجوع للأصول:تمسك بدينك، بأذكارك، وبمفاهيم النية الصحيحة في الإسلام. لا تجعل قلبك وعقلك بوابة لأي قوة سوى الله سبحانه.
  • الحذر من العبارات المفتاحية:انتبه لأي دورة أو مدرب يطلب منك التلفظ أو الكتابة بعبارات مثل "تم"، "أسمح"، "أقبل"، "أتصل"، "أنوي"، وغيرها من العبارات المفتاحية.

خاتمة

عبارات السماح والقبول ليست مجرد كلمات عابرة، بل تحمل خلفها طقوسًا وفلسفات وثنية قديمة أُعيد تغليفها وتسويقها للعصر الحديث. فكن واعيًا، ولا تجعل قلبك وعقلك بوابة لأي قوة سوى الله عز وجل.

"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا"(سورة الجن: 6)

اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا من كل شر، واهدهم إلى الصراط المستقيم.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك