دورين فيرتشيو تفضح ممارسات الطاقة وتطوير الذات واليوغا ومنهج العصر الجديد

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي ظواهر مثل "الطاقة"، "تطوير الذات"، "اليوغا"، و"مدارس العصر الجديد". انتشرت هذه المفاهيم من خلال دورات وكتب ومدربين يدّعون القدرة على تغيير الحياة وتحقيق السعادة والنجاح من خلال ممارسات روحية أو نفسية. لكن مع تزايد هذه الظواهر، بدأت تظهر أصوات ناقدة من داخل هذه الدوائر نفسها، كان من أبرزها صوت دورين فيرتشيو، إحدى أشهر رموز "العصر الجديد" في الغرب، والتي تبرأت من هذه الممارسات وكشفت حقيقتها.

في هذا المقال، سنستعرض أبرز النقاط التي وردت في بث قناة "سحر اليوغا والطاقة"، والتي ناقشت فيها شهادات وتجارب حقيقية حول مخاطر هذه الممارسات، مع التركيز على اعترافات دورين فيرتشيو، وكيف أثرت هذه الظواهر سلبًا على الأفراد والأسر والمجتمعات.

خلفية عن "العصر الجديد" ودورين فيرتشيو

العصر الجديد (New Age) ليس مجرد حركة فكرية، بل أصبح منظمة عالمية لها أذرع مؤثرة في مجالات الطاقة، التنجيم، التأمل، اليوغا، وتطوير الذات. هذه المنظمة خرجت من الغرب، وتحديدًا من دوائر ماسونية، وأعادت تصدير مفاهيم روحية وفلسفية قديمة في قوالب حديثة وجذابة.

دورين فيرتشيو كانت واحدة من أعمدة هذه الحركة، حيث ألفت أكثر من 70 كتابًا تُعد مراجع أساسية في الطاقة والتنجيم والتاروت والتأمل. كانت تُعتبر "البنت المدللة" للعصر الجديد، وحققت شهرة عالمية، حتى في بلدان مثل الصين واليابان.

لكن بعد سنوات طويلة من الممارسة والتأليف والترويج، أعلنت دورين فيرتشيو توبتها وعودتها إلى المسيحية، وبدأت في فضح حقيقة هذه الممارسات وخطرها على الأفراد والمجتمعات.

شهادات وتجارب واقعية

خلال البث، شارك العديد من المتابعين تجاربهم الشخصية مع دورات الطاقة والتأمل وتطوير الذات. من هذه التجارب:

• تجربة فتاة تونسية:بعد ستة أسابيع فقط من ممارسة بعض تمارين الطاقة، بدأت تعاني من كوابيس وأحلام مزعجة، وشعرت بقلق شديد وأرق متواصل. عندما حاولت التواصل مع أحد المتخصصين، بدأت ترى تهديدات في أحلامها من "شياطين" تمنعها من الحديث عن تجربتها.
• تجربة مع دورات تطوير الذات:إحدى المتحدثات ذكرت كيف كانت تتابع مدربين عالميين مثل توني روبنز، وتشارك في دورات البرمجة اللغوية العصبية (NLP)، لتكتشف لاحقًا أن هذه العلوم زائفة ولا علاقة لها بحقيقة تغيير الذات، بل تؤدي إلى الإدمان على الدورات والشعور المؤقت بالنشوة، ثم الإحباط والفراغ.
• تجربة مع التنجيم والتاروت:أكدت إحدى المشاركات أن دورات التاروت والخرائط الفلكية تدفع الإنسان إلى الإيمان بآلهة وثنية، وتجعله يقدم القرابين لكواكب مثل الزهرة وعطارد، في تكرار لممارسات الوثنيين القدامى.

آثار مدمرة على الأفراد والأسر

طرح مقدم البث سؤالًا مهمًا: كم من البيوت هُدمت بسبب هذه الممارسات؟ كم من الأزواج انفصلوا؟ كم من الأبناء والبنات انحرفوا عن عقيدتهم؟ كم من الأمهات والأخوات تألمن بسبب دخول أحد أفراد الأسرة في هذه الدوائر؟

هذه الممارسات، رغم ما ترفعه من شعارات الوعي والسلام الداخلي، أدت في كثير من الحالات إلى:

• تفكك الأسربسبب تغير معتقدات وسلوكيات الأفراد.
• انقطاع العلاقة مع اللهوانحراف العقيدة، حيث يبدأ البعض في تفسير النصوص الدينية حسب أهوائهم، أو استبدال العبادات بممارسات وثنية مثل التأمل واليوغا.
• انتشار الخرافات والشعوذةتحت مسمى العلم والطاقة.
• إدمان الدورات والبحث عن النشوة المؤقتةدون تحقيق تغيير حقيقي في الحياة.

اعترافات دورين فيرتشيو: من الداخل إلى الفضيحة

أهمية شهادة دورين فيرتشيو أنها جاءت من قلب المنظومة، فهي ليست مجرد ناقدة خارجية، بل كانت من أكبر المروجين والداعمين لممارسات الطاقة والتأمل والتنجيم. بعد توبتها، بدأت تنشر مقاطع فيديو تفضح فيها هذه الممارسات، وتكشف كيف أن:

• الطاقة ليست علمًا، ولا علاقة لها بالفيزياء أو الكيمياء أو الكهرومغناطيسية، بل هي خرافات ممزوجة بقليل من الحقائق وكثير من الأكاذيب.
• الشيطان يستدرج الإنسان بالحلوى: في البداية، يشعر الممارس بنشوة وسعادة مؤقتة، لكن سرعان ما يقع في فخ الإدمان والضياع الروحي.
• شعار "اتبع حدسك" أو "اتبع قلبك"هو وسيلة لتغذية نظام الحريات المطلقة، وتبرير المنكرات والفجور، حيث يتحول الإنسان إلى عبد لشهواته وأهوائه، ويبتعد عن القيم الدينية والأخلاقية.
• العصر الجديد قائم على الوثنية: عبادة الأصنام، تعدد العلاقات، شرب الخمر، تعاطي المخدرات، كلها كانت جزءًا من حياة رواد العصر الجديد، كما اعترفت دورين بنفسها.
• كتب ودورات الطاقة والتأمل والتنجيمتعتمد على التواصل مع "أرواح" أو "مرشدين روحيين"، وهي في حقيقتها تواصل مع الشياطين، كما أوضحت دورين في كتابها "لا خداع بعد الآن".

الرد على شبهات المدافعين عن الطاقة

خلال البث، تم طرح تحدٍ مباشر: أين الدليل العلمي أو الديني على وجود الشاكرات أو الطاقات الكونية؟ لم يستطع أي من المدافعين عن هذه الممارسات تقديم دليل من القرآن أو السنة أو حتى من العلم التجريبي على صحة هذه الادعاءات.

بل إن معظم الردود كانت تدور حول التأويلات الفلسفية أو التجارب الشخصية غير القابلة للتحقق أو القياس العلمي.

لماذا ينجذب الناس لهذه الممارسات؟

أشار المتحدثون إلى عدة أسباب:

• ضعف المعرفة الدينية والعقدية: كثير من الناس يدخلون هذه الدوائر بسبب جهلهم بالعقيدة الصحيحة، أو بسبب مشاكل نفسية واجتماعية يبحثون لها عن حلول سريعة.
• تسويق احترافي: مدربو الطاقة وتطوير الذات يتقنون فنون الإقناع والتأثير النفسي، ويستخدمون قصص النجاح الزائفة، والإبهار البصري، واللغة العاطفية لجذب الناس.
• خلط الدين بالخرافة: بعض المدربين يقدمون أنفسهم بلباس ديني، ويستخدمون آيات وأحاديث في غير موضعها، لتمرير أفكار العصر الجديد تحت غطاء إسلامي.
• غياب الرقابة الأسرية والمجتمعية: في ظل غياب التوعية، يقع كثير من الشباب والفتيات فريسة لهذه الدورات والممارسات.

كيف نحمي أنفسنا وأسرنا؟

• تعلم العقيدة الصحيحة: العلم الشرعي هو الحصن الحقيقي ضد الشبهات والانحرافات.
• الرجوع إلى المصادر الموثوقة: القرآن والسنة وفهم السلف الصالح، وعدم أخذ الدين من مدربي الطاقة أو التنمية البشرية.
• التحقق من أي ادعاء: لا تقبل أي فكرة دون دليل واضح من الشرع أو العلم.
• الحوار المفتوح مع الأبناء: الاستماع لهم، وتوجيههم، وتحذيرهم من مخاطر هذه الممارسات.
• نشر الوعي المجتمعي: من خلال المحاضرات، ووسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي.

الخلاصة

ما كشفته دورين فيرتشيو، وغيرها من الناجين من دوائر الطاقة والعصر الجديد، يجب أن يكون جرس إنذار لكل فرد وأسرة. هذه الممارسات ليست مجرد تمارين استرخاء أو تطوير ذات، بل هي منظومة فكرية خطيرة تهدد العقيدة والأخلاق والمجتمع.

علينا جميعًا أن نكون على وعي وحذر، وأن نحصن أنفسنا وأبناءنا بالعلم الصحيح، وألا ننجرف وراء كل جديد دون تحقق أو تمحيص.

"تعلموا دينكم، فالعلم الشرعي هو الحصن الحقيقي من كل شبهات هذا العصر."

مصادر إضافية

• قناة دورين فيرتشيو على يوتيوب (Doreen Virtue)
• كتاب "No More Deceit" (لا خداع بعد الآن) لدورين فيرتشيو
• دراسات نقدية حول علوم الطاقة والتنمية البشرية

ساهم في نشر الوعي، وشارك هذا المقال مع من تحب.