🔵 بث مباشر : حوار مع ممارس للطاقة المؤسلمة والشيخ / طاهر الغانم حفظه الله ورعاه
في عصر تتسارع فيه المفاهيم الجديدة وتنتشر فيه ممارسات الطاقة والتأمل بين الشباب، يزداد الجدل حول مدى توافق هذه الممارسات مع العقيدة الإسلامية. في هذا
حوار علمي حول الطاقة المؤسلمة والتأمل بين المنهج الإسلامي والممارسات الوافدة
في عصر تتسارع فيه المفاهيم الجديدة وتنتشر فيه ممارسات الطاقة والتأمل بين الشباب، يزداد الجدل حول مدى توافق هذه الممارسات مع العقيدة الإسلامية. في هذا المقال، نستعرض حوارًا علميًا دار بين الشيخ طاهر الغانم وأحد ممارسي "الطاقة المؤسلمة"، بهدف توضيح الفروق الجوهرية بين منهج الإسلام في معرفة الله وتهذيب النفس، وبين ما يُروَّج له تحت مسميات الطاقة والتأمل.
منهج معرفة الحق في الإسلام
يبدأ الحوار بتأكيد أن منهج معرفة الحق في الإسلام يقوم على الاجتهاد الشخصي في طلب الحقيقة، وليس على الاتباع الأعمى لمن يدعي امتلاك "الطريق المختصر" أو "العلاج السريع". أشار الشيخ إلى أن من يدعو الناس إلى جلسات علاجية أو وعود بالشفاء عبر الطاقة دون منهجية علمية أو شرعية، إنما يمارس نوعًا من الخداع.
التأمل والتفكر: هل هما واحد؟
ناقش الطرفان الفرق بين التأمل (Meditation) والتفكر (Contemplation) في المنظور الإسلامي. أوضح الشيخ طاهر أن القرآن الكريم لم يذكر لفظ "التأمل" وإنما حضّ على "التفكر" في خلق الله وآياته، وهو عمل عقلي يهدف لمعرفة عظمة الله وتوحيده، وليس ممارسة روحية غامضة أو طقوسًا مستوردة.
قال الشيخ:"التفكر هو إعمال العقل في دراسة ومعرفة الآيات الظاهرات البينات التي جعلها الله سبحانه وتعالى دالة عليه... أما التأمل فلا يوجد دليل عليه في القرآن أو السنة."
النفس والشيطان: تصحيح المفاهيم
انتقد الشيخ مقولة أن "شيطان كل إنسان هو نفسه"، موضحًا أن الشيطان في اللغة هو من شطن أي بَعُد وانشق عن الحق، وليس هو النفس البشرية. القرآن الكريم يفرق بين الشيطان والنفس، ويبين أن الشيطان من الجن، أما النفس فهي محل التزكية أو التزكية.
معرفة الله بين الفطرة والدليل
أكد الشيخ أن معرفة الله ليست سرًا غامضًا أو علمًا خفيًا، بل هي أمر فطري ودليلها في الكون والآيات. حتى الكفار في زمن النبي كانوا يدركون بفطرتهم أن الله هو الخالق، لكن انحرافهم كان في صرف العبادة لغير الله.
الروح: علم غيبي لا يعرفه إلا الله
سُئل الشيخ عن إمكانية معرفة أسرار الروح أو الوصول إلى علوم "الروحانيات" من خلال التأمل أو الطاقة. أجاب بأن الروح من أمر الله، ولا يعلم حقيقتها أحد حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بالآية:
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" (الإسراء: 85).
هل مارس النبي التأمل؟
أثيرت مسألة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتأمل في غار حراء. أوضح الشيخ أن النبي كان يتحنث ويتعبد على ملة إبراهيم عليه السلام، ولم يكن يمارس جلسات تأمل بالمعنى الحديث. التفكر في خلق السماوات والأرض مشروع، لكنه ليس "تأملاً" كما يُروج له اليوم.
العلوم الخفية و"العلم الخاص"
ناقش الحوار فكرة وجود "علوم خاصة" لم يبلغها النبي للصحابة، أو أن هناك أسرارًا روحية لم تُكشف إلا لخواص الناس. رفض الشيخ هذا الادعاء، مؤكدًا أن النبي بلغ كل ما أوحي إليه، والدين اكتمل بنزول قوله تعالى:
"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" (المائدة: 3).
أي ادعاء بوجود علم خفي أو أسرار لم تُبلغ هو طعن في أمانة النبي صلى الله عليه وسلم.
منزلة الصحابة ودرجات الفهم
أوضح الشيخ أن الصحابة كانوا على علم وفهم عظيمين، وليس صحيحًا تصويرهم بأنهم "عوام" لم يستوعبوا معارف النبي. بل كانوا خير القرون، وأمرنا الله باتباع سبيلهم.
بوذا والنبي: هل بوذا نبي؟
سُئل الشيخ عن ادعاء بعض ممارسي الطاقة أن بوذا كان نبيًا. أجاب بأن هذا القول غير صحيح، وحتى لو افترضنا جدلًا أنه كان نبيًا، فإن اتخاذ قومه له إلهًا لا يُحمل عليه ذنبًا، كما لم يُحمل عيسى عليه السلام ذنب من اتخذه إلهًا من دون الله.
جلسات الطاقة: هل هي من الإسلام؟
حذر الشيخ من ممارسات الطاقة التي تعتمد على أفكار وثنية هندوسية أو بوذية، مثل قوانين الجذب والوفرة وطاقة الأنوثة وغيرها، والتي تروج لفكرة أن الكون هو مصدر الرزق والشفاء بدلًا من الله. مثل هذه الممارسات تخرج عن التوحيد، ويجب الحذر منها.
الملائكة وخدمة الإنسان
أكد الشيخ أن الملائكة لهم مهام محددة أوكلها الله لهم، مثل حفظ الإنسان وكتابة أعماله وقبض الأرواح، لكن لم يُثبت في القرآن أو السنة أن الملائكة تخدم الإنسان في أموره الدنيوية كغسل الأواني أو الطبخ، كما يروج بعض دعاة الطاقة.
خاتمة: الدين كامل وواضح
اختتم الشيخ الحوار بالتأكيد على أن الدين الإسلامي كامل وواضح، لا يحتاج إلى إضافات أو اجتهادات باطلة. كل ما لم يرد في كتاب الله وسنة نبيه مردود، لقوله صلى الله عليه وسلم:
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
على المسلم أن يتحرى الدليل في كل ما يتعلق بعقيدته وعبادته، وألا ينخدع بالمصطلحات البراقة أو الممارسات الوافدة التي لا أصل لها في الإسلام.
ملخص عملي للمتعلمين:
- التفكر في الإسلام مشروع ومطلوب، أما التأمل بمفهومه الروحي الوافد فليس من الدين.
- معرفة الله فطرية ودليلها في الكون والشرع، وليست سرًا غامضًا يُكشف بجلسات خاصة.
- الروح من أمر الله، ولا يعلم حقيقتها أحد.
- لا يوجد في الإسلام "علم خاص" أو أسرار روحية مخفية عن الأمة.
- كل ممارسة أو فكرة تخالف التوحيد أو تستمد من عقائد وثنية فهي مرفوضة شرعًا.
- الملائكة لا تخدم الإنسان في أموره الدنيوية إلا بما ورد في النصوص.
- الدين كامل، وأي إضافة أو تحريف مردود على صاحبه.
للمزيد من الفهم:ينصح المتعلمون بالرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية لفهم العقيدة الصحيحة، وعدم الاعتماد على الممارسات أو الأفكار الوافدة التي لا أصل لها في دين الإسلام.