🔵 بث مباشر .. كنت يوما مكانك

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة في مرحلةٍ ما من حياتي، كنت في نفس مكانك، أبحث عن إجابات لأسئلة وجودية، أبحث عن السعادة والراحة النفسية، وأتوق لفهم أسرا

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
4 دقائق

كنت يوماً مكانك: رحلة من الشك إلى اليقين في مواجهة علوم الطاقة الزائفة

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة: من الشك إلى الوعي

في مرحلةٍ ما من حياتي، كنت في نفس مكانك، أبحث عن إجابات لأسئلة وجودية، أبحث عن السعادة والراحة النفسية، وأتوق لفهم أسرار الكون والروح. لم أكن أعلم حينها أن جهلي بديني وضعف إيماني، وعدم معرفتي بآليات البحث والتفكير العلمي، جعلني فريسة سهلة لأفكار خبيثة تتخفى تحت مسميات براقة مثل "الطاقة" و"الوعي" و"التنمية الذاتية".

اليوم، وبعد أن هداني الله وعدت إلى النبع الصافي، أدركت أهمية التمييز بين العلم الحقيقي والزائف، وأهمية العودة إلى المصادر الموثوقة. أكتب لكِ اليوم، أختي وأخي، لعل الله يفتح بصيرتك، فترين الحق حقاً وتتبعينه، وتبتعد عن سراب السبل الكثيرة التي لا تزيدك إلا عطشاً وضياعاً.

كيف تميّز بين العلم والشعوذة؟

تعريف الشعوذة

في اللغة العربية، الشعوذة هي ضرب من ضروب السحر، وتعني كل ما خفي ولُطِّف، وكل خداع وتخيلات لا حقيقة لها، تصرف أعين الناس عن حقيقة الشيء. في التنمية البشرية، الشعوذة تعني عرض أمر ظاهر معروف، وخلطه بمعانٍ باطنة مجهولة أو حتى منكرة عقلاً ونقلاً، ثم تقديمها في جملة واحدة وكأنها متساوية في القيمة.

أمثلة على الخلط بين العلم والشعوذة

  • الطاقة: كلمة مقبولة علمياً في الفيزياء، لكن حين تُلصق بها مفردات مثل "طاقة الله" أو "طاقة الأسماء الحسنى" أو "طاقة الروح"، تصبح مفاهيم غير معروفة أو حتى منكرة عقلاً وشرعاً.
  • المظاهر الخادعة: لم يعد المشعوذ يظهر بزي تقليدي، بل قد يكون ببدلة عصرية وربطة عنق، أو حتى يحمل لقب "دكتور" أو "مدرب" أو "معالج". قد يكون طبيباً أو مهندساً أو أكاديمياً، لكنه يخلط بين العلم والجهل، ويقدم الوهم في صورة علم.
  • البرمجة اللغوية العصبية، الريكي، الفراسة، الجذب: كلها أمثلة على علوم زائفة يتم ترويجها اليوم تحت مسميات علمية أو دينية.

كيف تكتشف المشعوذ؟

إليك بعض العلامات التي تساعدك على كشف المشعوذ أو المشعوذة:

  • ادعاء شهادات وهمية: إذا زعم أنه يحمل شهادة دكتوراه ولم يثبت ذلك، أو أظهر شهادة من جامعة غير معترف بها، فهو مشعوذ.
  • تغيير المسميات باستمرار: من "خبير طاقة حيوية" إلى "خبير طاقة حرارية" إلى "خبير طاقة روحية"... إلخ.
  • تكرار عبارات بلا دليل: مثل "الدراسات تقول" دون ذكر أي دراسة حقيقية.
  • خلط الدين بالخرافة: كأن يخلط آيات القرآن بطقوس غريبة، أو يفسر القرآن حسب هواه.
  • ترويج علوم زائفة: مثل تحليل الشخصية بخط اليد، الجذب، الريكي، الفراسة من شكل الوجه، ويقدمها كعلم.
  • ادعاء أدوار متعددة: طبيب، مدرب، معالج، خبير علاقات، وكلها دون أساس علمي حقيقي.
  • السرية والطقوس: يطلب من المتدربين عدم مشاركة محتوى الدورات، ويهددهم بعدم الاستفادة من "الطاقة" إن فعلوا.

لماذا ينتشر هذا الفكر الزائف؟

شهد العالم مؤخراً تحولات جذرية في كل المجالات، من انتشار الإنترنت إلى الأزمات الصحية والاقتصادية، وصولاً إلى قضايا الهوية والدين. في ظل هذه التحولات، أصبح الكثيرون يبحثون عن إجابات سريعة وسهلة لأسئلتهم الوجودية، فوقعوا في شباك من يروجون لعلوم الطاقة والتنمية الذاتية الزائفة.

هؤلاء الأشخاص غالباً ما يخلطون بين معتقدات شرقية (هندوسية، بوذية) وأفكار غربية، ويغلفونها بمسميات إسلامية لجذب المسلمين، فينشأ بذلك "دين جديد" يعتنقه الناس دون وعي.

علامات انزلاق الأبناء في عالم الشعوذة والطاقة

للأمهات والآباء، انتبهوا لهذه العلامات على أبنائكم وبناتكم:

  • الانعزال عن الأسرة.
  • الاهتمام المفرط بالشموع، الأحجار، الكريستالات، الأساور والعقود الملونة.
  • ممارسة اليوجا والتأمل والطقوس المرتبطة بها.
  • اقتناء مجسمات هرمية أو تماثيل لبوذا وشيفا أو صور الكواكب والمجرات.
  • الحديث المستمر عن الطاقة والهالات والشاكرات.
  • الميل للنظام النباتي أو الاهتمام المبالغ بالنباتات.
  • الحديث السلبي عن الدين الإسلامي، والإشادة بالديانات الوثنية.
  • الاحتفاظ ببطاقات التارو أو الاهتمام بالأبراج والخرائط الفلكية.

لماذا لا يقبل دعاة "الوعي الزائف" النقاش؟

غالباً ما يرفض هؤلاء أي نقاش أو نقد، ويعتبرون كل من يخالفهم في الرأي "طفيلياً روحياً" أو "زومبي" يجب التخلص منه. يزرعون في أتباعهم شعوراً بعدم التقبل المجتمعي، فيسعى الشخص للانتماء لجماعتهم بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب عقله وروحه.

استراتيجياتهم في التأثير

  • تقديس الأشخاص: يظهر المدرب أو المعالج في صورة مثالية، يروج للسعادة والنجاح الدائمين.
  • السرية التامة: يمنعون مشاركة محتوى الدورات، ويهددون بعدم الاستفادة من الطاقة.
  • الاعتماد على تجارب شخصية: يروّجون لقصص وتجارب شخصية لا يمكن التحقق منها علمياً.
  • الخلط بين العلم والدين: يستخدمون مصطلحات علمية ودينية بلا فهم أو مرجعية واضحة.
  • نسف الموروث: يسعون لمسخ القيم والأخلاق والدين، واستبدالها بممارسات سحرية وخرافات.

قصص واقعية: ضحايا وهم الطاقة

كثير من الفتيات والشباب وقعوا ضحايا لمدربين ومعالجين بالطاقة، دفعوا أموالاً طائلة دون فائدة، بل وتفاقمت مشاكلهم النفسية. للأسف، القوانين لا تحميهم دائماً، وتستمر هذه التجارة في استغلال الضعفاء.

كيف تحمي نفسك وأبناءك من هذه العلوم الزائفة؟

  • تزود بالعلم من مصادره الموثوقة: اقرأ وتعلم من العلماء والمختصين الحقيقيين.
  • اعتمد على التفكير النقدي: لا تقدس الأشخاص أو الأقوال، وابحث عن الأدلة العلمية.
  • ميز بين العلم الحقيقي والزائف: اسأل عن الدليل، وراجع المصادر.
  • راقب أبناءك: انتبه لأي تغيرات سلوكية أو اهتمام بممارسات غريبة.
  • احذر من الدورات والبرامج غير المعتمدة: لا تدفع مالك أو وقتك في شيء غير مثبت علمياً أو شرعياً.

الخاتمة: الحقيقة المرة خير من الوهم المريح

الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح. ابحث عن حقيقة الأشياء بتجرد وحيادية، ولا تتبع أو تقدس الأشخاص أو الأقوال. لا تخف ولا تتردد ما دامت نيتك لله. فالله سيهديك للحق وينير طريقك.

كنت يوماً مكانك، وها أنا اليوم أحذرك من الوقوع في نفس الفخ. احرص على روحانيتك الصافية، فهي أغلى ما تملك، وهي الصلة النقية بينك وبين رب العالمين.

دعوة للنقاش

إذا كان لديكِ تجربة أو سؤال حول هذا الموضوع، شاركينا في التعليقات لنثري النقاش ونحمي أنفسنا وأبناءنا من هذه التيارات الفكرية الزائفة.

شكراً لقراءتكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والحق.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك