🔵 بث مباشر .. كنت يوما مكانك ( مشاركات الضيوف )
بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ممارسات ما يسمى "الطب الطاقي" أو "العلاج بالطاقة" في المجتمعات العربية، مدعوم
كنت يوماً مكانك: نقد علمي لممارسات الطاقة والطب البديل
بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ممارسات ما يسمى "الطب الطاقي" أو "العلاج بالطاقة" في المجتمعات العربية، مدعومة بتسويق مكثف ومصطلحات براقة مثل الذبذبات الكونية، الشاكرات، والهالة. لكن خلف هذه الشعارات، هناك الكثير من المغالطات العلمية والدينية، وأحياناً مخاطر حقيقية على الصحة النفسية والجسدية والعقيدة. في هذا المقال، نستعرض أبرز النقاط التي ناقشها ضيوف قناة "سحر اليوغا والطاقة" في بث مباشر بعنوان "كنت يوماً مكانك"، ونحللها من منظور علمي وشرعي وواقعي.
ما هي الشعوذة ولماذا تنتشر تحت مسميات حديثة؟
الشعوذة ليست مجرد سحر أو خرافة كما يظن البعض، بل هي في جوهرها خلط الحق بالباطل. كثير من ممارسي الطب الطاقي يخلطون معلومات علمية صحيحة مع كم هائل من المغالطات، ويضيفون إليها طقوساً ومعتقدات مأخوذة من فلسفات شرقية ووثنية. والنتيجة: منتج "علمي" مزيف يروج للناس على أنه علاج طبيعي أو روحي.
أخطر ما في الأمر أن بعض الأطباء أو من يدّعون صفة الطبيب، أصبحوا يروجون لأنفسهم كمعالجين بالذبذبات الكونية أو الطاقة المنبعثة من اليدين، بزعم أنها مرتبطة بالكون أو بقوى عليا قادرة على الشفاء من كل شيء. هذا النوع من الترويج لا يختلف عن الشعوذة التقليدية، بل ربما يكون أكثر خطورة لأنه يلبس ثوب العلم.
كيف يتم خداع الناس؟
يعتمد مروجو الطاقة على عدة أساليب نفسية وإعلامية لإقناع الناس:
- الخلط بين المصطلحات العلمية والدينية:يستخدمون كلمات مثل "الذبذبات"، "العقل الباطن"، "الكون"، ويضيفون إليها تفسيرات روحية أو دينية غير صحيحة.
- التلاعب بالترجمة:عند نقل هذه الممارسات من الغرب إلى المجتمعات العربية، يتم تحوير المصطلحات لتناسب الثقافة المحلية، فيقال مثلاً "أرسل رسالتك لله" بدلاً من "أرسلها للكون"، لإضفاء شرعية زائفة.
- استخدام الرموز العلمية والطبية:مثل ارتداء المعالجين لرداء أبيض أو استخدام كلمات طبية لإضفاء مصداقية.
- اللعب على وتر العواطف واليأس:يستهدفون من يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل نفسية، ويعدونهم بالشفاء السريع والسهل.
- توظيف الموسيقى والمؤثرات البصرية:في الفيديوهات أو الجلسات لجذب الانتباه وكسر الحواجز الدفاعية لدى المتلقي.
شهادات وتجارب شخصية: بين الوهم والحقيقة
خلال البث، شاركت إحدى الضيفات تجربتها مع "علوم الطاقة"، حيث لجأت إلى معالِجة طاقية بعد معاناة طويلة مع مرض "فيبروميالجيا"، وشعرت بتحسن مؤقت بعد جلسات طقسية شملت تمارين تنفس وأصوات وطقوس تشبه التنويم المغناطيسي. لكنها لاحقاً أدركت أن ما حدث كان استدراجاً من نوع آخر، وأن التحسن قد يكون وهمياً أو نتيجة تأثير نفسي أو حتى تدخلات شيطانية، كما أوضح الضيوف.
من المهم هنا التأكيد على أن بعض الحالات قد تتحسن فعلاً بسبب تأثير ما يُعرف بـ"البلاسيبو" (Placebo Effect)، أي التحسن النفسي الناتج عن توقع الشفاء، وليس بسبب فعالية العلاج نفسه. لكن هذا لا يبرر اللجوء إلى ممارسات غير علمية أو محرمة شرعاً.
الشاكرات والهالة: معتقدات وثنية بلباس عصري
أصل فكرة الشاكرات والهالة يعود إلى الفلسفات الهندوسية والبوذية، وهي ليست جزءاً من أي علم معترف به أو من العقيدة الإسلامية. رغم ذلك، يحاول بعض المروجين ربطها بالدين أو حتى تفسير بعض الآيات القرآنية على ضوئها، وهو تدليس خطير.
كما أن فكرة وجود "منافذ للطاقة" أو "بؤر مغناطيسية" في الجسم تسمح بدخول الشياطين أو الجن، لا أساس لها علمياً ولا شرعياً. التحصين في الإسلام يكون بذكر الله والدعاء، وليس بطقوس أو تخيلات حول هالات أو ألوان أو أحجار كريمة.
مخاطر التطبيع مع هذه الممارسات
- ضياع العقيدة:الإيمان بأن هناك قوى أو طاقات غير الله تتحكم في الشفاء أو المصير هو نوع من الشرك الخفي.
- الضرر النفسي والجسدي:بعض الممارسات قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية أو التأخر عن العلاج الطبي الصحيح.
- الاستغلال المالي:كثير من المعالجين يطلبون مبالغ طائلة مقابل جلسات لا قيمة لها.
- تفكيك الأسر والمجتمع:انتشار هذه الأفكار يؤدي إلى فقدان الثقة في الطب والعلم والدين، ويدخل الناس في دوامة من الأوهام.
كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟
- التوعية والبحث من المصادر الأصلية:لا تأخذوا المعلومات من المروجين العرب فقط، بل ابحثوا عن مصادرها الغربية أو الشرقية الأصلية، وستجدون أنها صريحة في كونها وثنية أو غير علمية.
- الرجوع للعلماء والمختصين:في حال وجود مشكلة صحية أو نفسية، استشيروا الأطباء والمعالجين النفسيين المعتمدين.
- التحصين الشرعي:بالذكر والدعاء والالتزام بتعاليم الإسلام.
- الرقابة الأسرية:خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، يجب مراقبة ما يتعرض له الأبناء من أفكار ومحتوى.
- التمييز بين الواقع والخيال:الأفلام والمسلسلات والألعاب الإلكترونية قد تروج لأفكار باطلة، ويجب توعية الأبناء بأن هذه مجرد تمثيل وليس واقعاً.
كلمة أخيرة
نحن اليوم نعيش في زمن اختلطت فيه المفاهيم، وتداخلت الثقافات، وازداد فيه تأثير الإعلام والسوشيال ميديا. الواجب علينا أن نكون أكثر وعياً وحذراً، وأن نعود إلى أصول ديننا وعلمنا، وألا نسمح لأي فكرة دخيلة أن تزعزع يقيننا أو تضر صحتنا أو تفرق أسرنا.
تذكروا:لا يوجد علاج حقيقي بالطاقة أو الذبذبات أو الشاكرات. الشفاء بيد الله وحده، والأخذ بالأسباب يكون بالعلم الصحيح والطب الموثوق، وليس بالخرافات أو الشعوذة المغلفة بمصطلحات عصرية.
**نأمل أن يكون هذا المقال قد ساهم في توضيح الصورة، ونسعد بتعليقاتكم وأسئلتكم على قناة "سحر اليوغا والطاقة".*