🔵 بث مباشر : لا بد ان تكون هناك خطة مجتمعية تشرف عليها الدول لإنتشال أبنائنا من ماسونية العصر الجديد
في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي انتشارًا واسعًا لممارسات الطاقة واليوغا وبعض المفاهيم المستوردة من ما يُسمى "العصر الجديد". هذه الظواهر لم تعد ت
ضرورة وجود خطة مجتمعية تشرف عليها الدول لإنقاذ أبنائنا من "ماسونية العصر الجديد"
في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي انتشارًا واسعًا لممارسات الطاقة واليوغا وبعض المفاهيم المستوردة من ما يُسمى "العصر الجديد". هذه الظواهر لم تعد تقتصر على فئة معينة من المجتمع، بل طالت مختلف الشرائح: من المثقفين، والأطباء، والمهندسين، وطلبة العلم، وحتى الأكاديميين في الجامعات. أمام هذا المد المتزايد، أصبح من الضروري مناقشة الحلول الواقعية، بعيدًا عن التنظير، والتركيز على أهمية وجود خطة مجتمعية تشرف عليها الدول، لحماية أبنائنا من هذه الموجة الفكرية الخطيرة.
مراحل التأثر بممارسات العصر الجديد
من خلال متابعة حالات عديدة، يمكن تصنيف المتأثرين بهذه الممارسات إلى ثلاث فئات رئيسية:
- الممارس الواعي: شخص مارس أو اطلع على هذه الممارسات، لكنه ما زال يحتفظ بوعيه وقدرته على التمييز، ويمكن إقناعه بسهولة نسبية بترك هذه الطرق.
- المبرمج جزئيًا: هنا تبدأ البرمجة الفكرية بالظهور، ويصبح من الصعب إقناع الشخص بخطورة ما يمارس، إذ يمر بمرحلة طويلة من التأثر العقلي والعاطفي.
- المستكبر والمعاند: يصل الشخص إلى مرحلة من العناد والاستكبار، ويرفض الحوار أو النقاش، ويصبح من شبه المستحيل إقناعه بالعدول عن أفكاره.
هذه المراحل توضح مدى تعقيد المشكلة، وأنها ليست مجرد ظاهرة سطحية، بل عملية تغيير عميق في القناعات والسلوكيات.
خطورة التنظير وغياب التشخيص الواقعي
كثير من النقاشات الدائرة حول هذه الظواهر تظل في إطار التنظير، دون فهم حقيقي لواقع الممارسين أو تشخيص دقيق لحالاتهم. فغالبية المتحدثين لم يمروا بتجربة فعلية، بل يكتفون بطرح وجهات نظر نظرية. هذا يؤدي إلى حلول سطحية لا تلامس جوهر المشكلة.
على سبيل المثال، يظن البعض أن مجرد العودة للعقيدة أو الالتزام بالشرع هو الحل الكافي. لكن من غاص في هذه الممارسات لسنوات، وتعرض لبرمجة فكرية عميقة، قد يرى العقيدة نفسها رجعية أو متشددة، بل وربما يعتبرها عائقًا أمام "التطور الروحي". لذا، لا يكفي أن نقول "العقيدة هي الحل" دون معالجة حقيقية لجذور المشكلة.
أهمية الاحتواء والحوار الحكيم
من أخطر ما تفعله هذه الممارسات هو فصل الممارس عن محيطه الأسري والاجتماعي، وزرع قناعات عدائية تجاه الدين والأسرة والمجتمع. هنا تبرز أهمية الاحتواء، والصبر، والحوار الهادئ الحكيم. يجب أن نحتضن أبناءنا المتأثرين، ونوضح لهم الشبهات من الناحية الشرعية والعقلية والفنية، دون عنف أو قسوة، بل بحكمة ورحمة.
دور العلماء والمختصين في المواجهة
شهدنا في السنوات الأخيرة جهودًا عظيمة من بعض العلماء والمختصين الذين لم يكتفوا بإصدار الفتاوى، بل غاصوا في تفاصيل هذه الممارسات، ودرسوها بعمق، وقدموا برامج توعوية وورش عمل ولقاءات مباشرة مع المتأثرين. هذه الجهود أثمرت عن عودة الكثيرين إلى جادة الصواب، وأثبتت أن المواجهة الفعالة تتطلب معرفة دقيقة بتفاصيل الممارسات، وليس فقط إصدار الأحكام العامة.
الحاجة إلى حل مجتمعي تشرف عليه الدول
الحل ليس في يد الأفراد أو بعض القنوات التوعوية فقط، بل يجب أن يكون هناك تدخل مجتمعي منظم تشرف عليه الدول. المطلوب خطة شاملة تشارك فيها جميع أطياف المجتمع: العلماء، الأطباء، المختصون في العلوم الإنسانية والاجتماعية، الإعلام، والتعليم. لا يمكن تحقيق نتائج ملموسة دون تكاتف الجهود الرسمية والشعبية.
اليوم، نرى ممارسات الطاقة تنتشر بين الأطفال في سن السابعة، وبين النساء في أعمار الخمسين والسبعين. هناك حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يتابعها الملايين، وتلقى تفاعلاً هائلاً من جميع أنحاء الوطن العربي، ما يدل على عمق المشكلة واتساعها.
خطورة الاستخفاف بالظاهرة
البعض يظن أن هذه الممارسات أقل خطرًا من المخدرات، لكن الواقع أن آثارها قد تكون أشد فتكًا، إذ تدمر العقيدة، وتزعزع القيم، وتفكك الأسر، وتدفع البعض إلى سلوكيات خطيرة تصل إلى القطيعة مع الأهل أو حتى الجرائم.
أهمية التوعية المتخصصة
التوعية ليست مجرد نقل فتاوى أو أحكام شرعية، بل تحتاج إلى فهم عميق لآليات التأثير والبرمجة التي يتعرض لها الممارسون. يجب أن تكون هناك برامج توعوية متخصصة، وورش عمل، ولقاءات مباشرة، وجهود مشتركة بين المختصين في الشريعة، وعلم النفس، والاجتماع، والإعلام.
الختام: مسؤولية الجميع
إن مواجهة "ماسونية العصر الجديد" وممارسات الطاقة ليست مسؤولية فردية أو جهدًا عابرًا، بل هي معركة وعي تحتاج إلى خطة مجتمعية شاملة، تشرف عليها الدول، وتشارك فيها جميع النخب والقطاعات. علينا أن ندعو الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا، وأن نتحرك جميعًا بجدية قبل أن نصل إلى "مرحلة اللا عودة".
المصادر:- قناة سحر اليوغا والطاقة- لقاءات وبرامج توعوية لعلماء ومختصين في الشريعة والاجتماع