🔵 بث مباشر ... العلاقة بين المدرب والممارس وتأصيلها الفلسفي
من قناة سحر اليوغا والطاقة في عصر تزداد فيه الضغوط النفسية والاجتماعية، يبحث الكثيرون عن حلول سريعة لمشاكلهم، سواء كانت نفسية أو جسدية أو حتى روحية.
العلاقة بين المدرب والممارس وتأصيلها الفلسفي: كشف أوهام التنمية البشرية وعلوم الطاقة
من قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في عصر تزداد فيه الضغوط النفسية والاجتماعية، يبحث الكثيرون عن حلول سريعة لمشاكلهم، سواء كانت نفسية أو جسدية أو حتى روحية. في هذا السياق، انتشرت ظاهرة المدربين في مجالات التنمية البشرية و"علوم الطاقة"، وظهر ما يمكن تسميته بسوق بيع الأوهام. هذا المقال يستعرض العلاقة بين المدرب والممارس، ويكشف جذور هذه الظاهرة من منظور فلسفي واجتماعي وديني، مستعرضًا تجارب واقعية ونصائح عملية للوقاية من الوقوع في فخ الوهم.
وهم التنمية البشرية وعلوم الطاقة: كيف بدأ؟
منذ القدم، كان هناك من يستغل حاجات الناس وضعفهم، سواء عبر العرافة أو الشعوذة أو ما يسمى اليوم بعلوم الطاقة والتنمية البشرية. ومع تطور العصر، تغيرت الأدوات لكن بقي المبدأ: بيع الأمل الزائف مقابل المال.
يتم الترويج لهذه الدورات والكتب تحت عناوين براقة مثل:- "كيف تصبح مليونيرًا في أسبوع"- "سبع خطوات لاحتلال كوكب زحل"- "تعلم لغة جديدة في 10 دقائق"- "احصل على شهادة الدكتوراه بالوقوف أمام المرآة"
هذه العناوين تستهوي الباحثين عن حلول سحرية، لكنها في الواقع لا تقدم إلا الوهم، وغالبًا ما تترك آثارًا نفسية واجتماعية سلبية على الأفراد.
من هم ضحايا بيع الوهم؟
ليس كل من يقع في فخ هذه الدورات أو الأفكار شخصًا ساذجًا أو ضعيف العقل. بل كثير من الضحايا أناس أذكياء، لكنهم مروا بظروف صعبة، أو عاشوا أزمات نفسية أو عاطفية، أو لديهم تساؤلات لم يجدوا لها إجابات في محيطهم. أحيانًا يكون الدافع هو البحث عن الحب أو التقدير أو حتى التميز.
هناك ثلاث فئات رئيسية من ضحايا بيع الوهم:
- الدعاة وبعض المثقفين: بعض الدعاة يستخدمون مفاهيم الطاقة لدعم قضايا دينية، حتى لو كان ذلك بالاستناد إلى تجارب علمية مزيفة أو غير مثبتة.
- تجار الوهم أنفسهم: وجدوا في سوق الطاقة والتطوير الذاتي تجارة مربحة، فأنشأوا أكاديميات ودورات وبدأوا ببيع منتجات لا أساس لها من الصحة.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو أمراض صعبة: هؤلاء يبحثون عن حلول سريعة، فيجدون في قصص الشفاء السحري والتجارب الوهمية ملاذًا مؤقتًا، لكنهم غالبًا ما يخرجون من التجربة بحالة أسوأ.
لماذا يصدق الناس هذه الأوهام؟
- غياب الثقافة العلمية والدينية: ضعف المعرفة بأساسيات الدين أو العلم أو حتى التاريخ يجعل الإنسان عرضة لتصديق أي فكرة براقة.
- الرغبة في حلول سريعة وسهلة: كثيرون لا يملكون الصبر على العلاج الحقيقي أو العمل الجاد، فيبحثون عن "العصا السحرية".
- تأثير الإعلام والسوشيال ميديا: انتشار المؤثرين الذين يتحدثون في كل شيء دون تخصص، وتقديمهم كخبراء في مجالات متعددة، يخلق حالة من الضياع المعرفي.
- الفراغ العاطفي والاجتماعي: الحاجة للشعور بالانتماء أو التميز أو حتى الأمان تدفع البعض للانخراط في هذه الدوائر.
كيف يتم استدراج الضحية؟
الاستدراج لا يحدث فجأة. يبدأ غالبًا بعبارات تحفيزية أو إشعار الضحية بأنها مميزة أو "مختارة" لتغيير العالم. ثم يتم تقديم أسرار "كونية" أو شهادات وهمية تعطي شعورًا بالإنجاز والتميز. مع الوقت، يبدأ الشخص بفقدان قدرته على التفكير النقدي، ويصبح أكثر تقبلاً للأفكار الغريبة، حتى يصل إلى مرحلة يصعب عليه الخروج منها دون دعم.
أثر هذه الدورات على الأفراد والمجتمع
- تدمير الثقة بالنفس: كثير من الضحايا يخرجون من التجربة وهم أكثر شكًا في أنفسهم وفي العالم من حولهم.
- ضياع المال والوقت: دفع مبالغ طائلة مقابل وعود كاذبة.
- تفاقم المشاكل النفسية: بدلًا من العلاج، تتفاقم الأزمات بسبب الاعتماد على حلول غير علمية.
- تشويه المفاهيم الدينية والعلمية: الخلط بين الدين والعلم والخرافة يؤدي لتشويش فكري خطير.
تجربة واقعية: رحلة مع الخرائط الفلكية
شاركت إحدى المتابعات تجربتها المؤلمة مع ما يسمى بـ"الخرائط الفلكية". بدأت القصة بفضول بسيط، ثم تعمقت في عالم التنجيم، حتى أصبحت تعاني من وسواس قهري وخوف شديد من المستقبل، وشعور بفقدان الأمل في الحياة. التجربة أوضحت كيف يمكن للفضول أو لحظة ضعف أن تقود الإنسان إلى متاهات نفسية وروحية خطيرة.
كيف تحمي نفسك من فخ الوهم؟
- خذ العلم من أهله: لا تستمع إلا للمختصين في مجالاتهم، سواء في الدين أو الطب أو علم النفس.
- تجنب الدورات أو البثوث المشبوهة: كل ما له علاقة بالتنجيم، الطاقة، الخرائط الفلكية، أو وعود تحقيق الأحلام بسرعة، هو في الغالب وهم.
- عالج مشاكلك عند المختصين: إذا كنت تعاني من مرض عضوي، اذهب للطبيب. إذا كانت المشكلة نفسية، استعن باختصاصي نفسي.
- لا تستهين بضعفك في لحظات الأزمات: لحظات الضعف قد تدفعك للبحث عن أي ضوء، حتى لو كان زائفًا. كن واعيًا بذلك.
- املأ وقتك بما ينفعك: اشغل نفسك بالعمل، العائلة، التعلم الحقيقي، وتجنب الفراغ الذي قد يجرك للأوهام.
- تقرب إلى الله بالعبادة والدعاء: الإيمان والثقة بالله هما السلاح الحقيقي لمواجهة الأزمات.
موقف الدين من هذه الممارسات
الإسلام واضح في تحريمه للكهانة والعرافة والتنجيم وكل ما يدعي علم الغيب. قال النبي ﷺ: "من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد". حتى الذهاب إليهم من باب الفضول يحرم الإنسان من قبول صلاته أربعين ليلة.
الدين يدعو إلى الأخذ بالأسباب المشروعة، واللجوء إلى الله بالدعاء، وعدم ربط المصير بأي مخلوق أو كوكب أو طاقة مزعومة.
نصائح ختامية
- لا تشتري الوهم مهما كان مغريًا.
- لا تدع لحظات ضعفك تقودك إلى طرق مظلمة.
- خذ العلم من أهله، وكن ناقدًا لكل ما يعرض عليك، خاصة عبر وسائل التواصل.
- تذكر أن السعادة والراحة الحقيقية في الرضا بقضاء الله، والعمل الجاد، واللجوء إلى الله في كل حين.
- إذا وقعت في فخ هذه الدورات أو الممارسات، لا تيأس. باب التوبة مفتوح، والعودة إلى الطريق الصحيح ممكنة دائمًا.
مصادر موثوقة للتعلم والتوعية
- متابعة العلماء والمختصين في العقيدة عبر قنوات موثوقة.
- قراءة كتب التوحيد والعقيدة السليمة (مثل كتب ابن عثيمين، الفوزان، ابن باز).
- الانضمام إلى مجموعات توعوية تحارب الخرافة وتدعو للعلم الصحيح.
الخلاصة
سوق بيع الأوهام لن يختفي طالما هناك طلب وجمهور يبحث عن الحلول السريعة. لكن الوعي، والتعلم من أهل الاختصاص، والتمسك بالقيم الدينية والعلمية، هي الحصن الحقيقي لكل فرد ومجتمع. لا تكن ضحية لوهم جديد، وكن أنت صانع واقعك بالإيمان والعمل والعلم.
"اسمع الجعجعة ولا أرى طحينًا"هذا المثل ينطبق على تجار الوهم: ضجيج وشعارات، بلا فائدة حقيقية.
للمزيد من الشهادات والتجارب الواقعية، يمكنك متابعة قناة "سحر اليوغا والطاقة" على يوتيوب، والانضمام إلى منتدى "نور الحقيقة" على التليجرام.