🔵 بث مباشر ... للأستاذة / لولو الحربي وحضور نخبة كبيرة للحديث عن حقيقة الطاقة والتأملات والوعي
بقلم: لولو الحربي وضيوفها، قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتأمل والوعي بشكل واسع في المجتمعات العربية والإسلامية،
حقيقة الطاقة والتأملات والوعي: كشف الخرافات وتحصين الأسرة المسلمة
بقلم: لولو الحربي وضيوفها، قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتأمل والوعي بشكل واسع في المجتمعات العربية والإسلامية، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والدورات التدريبية. يترافق هذا الانتشار مع كثير من الادعاءات حول فوائد هذه الممارسات، سواء على مستوى الصحة النفسية أو الروحية أو حتى تحقيق النجاح والسعادة. لكن خلف هذه الشعارات البراقة، تختبئ مخاطر حقيقية تهدد العقيدة والصحة النفسية والجسدية للأفراد، بل وتمتد لتؤثر على الأسرة والمجتمع بأسره.
في هذا المقال، نستعرض أبرز ما جاء في بث مباشر جمع نخبة من المختصين والمهتمين بهذا المجال، حيث ناقشوا بعمق حقيقة الطاقة والتأملات والوعي، وأوضحوا جذور هذه المفاهيم، وكيفية تسللها إلى مجتمعاتنا، وسبل الوقاية منها.
كيف تنتشر مفاهيم الطاقة والتأمل في مجتمعاتنا؟
بدأت القصة من خلال دورات وورش عمل يقدمها أشخاص يدّعون الاختصاص، ويستغلون حاجات الناس النفسية والاجتماعية، مثل الرغبة في الزواج أو الحصول على المال أو تجاوز الأزمات النفسية. كثير من النساء، خاصة من يعانين من الفراغ أو مررن بتجارب صعبة كالطلاق أو الوحدة بعد كبر الأبناء، يجدن في هذه الدورات ملاذًا مؤقتًا أو وسيلة لاستكشاف الذات. لكن سرعان ما يتحول الفضول أو البحث عن التطوير إلى انزلاق في ممارسات خطيرة تمس العقيدة والصحة.
غالبًا ما يتم الترويج لهذه المفاهيم عبر قصص نجاح وهمية، وشهادات مزيفة، ووعود بالحصول على شهادات غير معترف بها، أو فتح مراكز علاجية. وتنتشر هذه الدورات أحيانًا تحت مسميات التنمية البشرية أو تطوير الذات، ما يسبب خلطًا بين التنمية الحقيقية وهذه الخرافات.
الجذور العقدية والفكرية لمفاهيم الطاقة والتأمل
أوضح ضيوف البث أن فلسفات الطاقة والتأمل ليست وليدة العصر الحديث، بل تعود جذورها إلى عقائد وثنية قديمة، مثل الخيمياء البابلية، والهندوسية، والبوذية، وبعض الفلسفات الإغريقية. وقد تم تطويرها وتغليفها لاحقًا بقوالب "علمية" أو "تنموية" لتناسب المجتمعات الغربية، ثم أُعيد تصديرها إلى المجتمعات الإسلامية بقالب "إسلامي" عبر ما يسمى بـ"أسلمة الطاقة".
هذه الفلسفات تعتمد على مفاهيم مثل "الشاكرات"، و"الكارما"، و"قانون الجذب"، و"اليوغا"، وغيرها، وكلها تتعارض مع التوحيد الخالص الذي جاء به الإسلام. بل إن بعض هذه الممارسات تُعد من صميم أعمال السحر والشرك، حتى لو تم تغليفها بمصطلحات دينية أو علمية.
كيف يتم استدراج الأفراد إلى عالم الطاقة؟
يتم الاستدراج عبر عدة طرق، أهمها:
- الادعاء بالعلمية والبحث العلمي: يتم ربط الطاقة بمفاهيم فيزيائية أو نفسية، رغم عدم وجود أي إثبات علمي حقيقي يدعم هذه الادعاءات.
- استغلال الحاجات النفسية والاجتماعية: مثل الرغبة في الشفاء، أو تجاوز مشكلات الحياة، أو تحقيق النجاح السريع.
- الترويج للنتائج السريعة: وادعاء تحقيق الراحة النفسية أو النجاح المالي أو حتى "التنوير الروحي".
- الخلط بين التنمية البشرية والتنمية الروحية: واستخدام مصطلحات براقة لإضفاء الشرعية على هذه الممارسات.
- الاعتماد على شهادات وتجارب شخصية: غالبًا ما تكون مزيفة أو مضخمة أو منسوبة لأشخاص مجهولين.
شهادات وتجارب شخصية: من الانبهار إلى الندم
شارك بعض الضيوف تجاربهم الشخصية، حيث دخلوا عالم الطاقة بدافع الفضول أو البحث عن التطوير الذاتي، ثم اكتشفوا بعد فترة أنهم تورطوا في ممارسات خطيرة. تروي إحدى المشاركات أنها كانت ضد هذه الممارسات في البداية، لكنها انجرت إليها بعد إلحاح صديقاتها ورغبتها في الكمال والتطوير. ومع مرور الوقت، بدأت تلاحظ تغيرات سلوكية ونفسية عليها، وعانت من مشاكل صحية ونفسية، وانعزلت عن أسرتها، حتى اكتشفت الحقيقة وعادت إلى رشدها.
تشير هذه التجارب إلى أن كثيرًا من الممارسين لا يدركون خطورة ما يقومون به إلا بعد فوات الأوان، وأن الخروج من هذا العالم يحتاج إلى وقت وجهد وتوبة صادقة وعودة إلى الله.
مخاطر الطاقة والتأملات على العقيدة والصحة
1.المخاطر العقدية
- الشرك بالله: كثير من الممارسات تعتمد على الاستعانة بغير الله، أو الاعتقاد بوجود قوى خفية تتحكم في الكون، أو الاعتماد على الطلاسم والأحجار والرموز الوثنية.
- إنكار السنة وتحريف نصوص القرآن: يتم تأويل الآيات والأحاديث لخدمة هذه الفلسفات، أو إنكار السنة النبوية بحجة الاكتفاء بالقرآن.
- ترويج عقائد الحلول ووحدة الوجود وتناسخ الأرواح: وهي عقائد تتعارض مع التوحيد.
2.المخاطر النفسية والاجتماعية
- العزلة والانفصال عن الأسرة: كثير من الممارسين يبتعدون عن أسرهم وأصدقائهم، ويعيشون في عالم خاص بهم.
- الاضطرابات النفسية: مثل القلق، والاكتئاب، والهلوسات البصرية والسمعية، والشعور بالفراغ الروحي.
- الاستغلال المالي والعاطفي: حيث يتم استنزاف أموال الممارسين عبر الدورات والجلسات الوهمية.
3.المخاطر الجسدية
- الممارسات البدنية الضارة: مثل بعض تمارين اليوغا التي تسبب مشاكل في العضلات والمفاصل، أو الامتناع عن تناول أطعمة معينة بشكل غير صحي.
- التعرض للإيذاء الجسدي أو النفسي: نتيجة بعض الطقوس أو الجلسات التي تُمارس دون إشراف طبي أو ديني.
كيف نكتشف أن أحد أبنائنا أو أقاربنا دخل عالم الطاقة؟
من العلامات التحذيرية:
- العزلة المفاجئة والانطواء.
- الاهتمام المفرط بمصطلحات مثل الطاقة الإيجابية والسلبية، أو الشاكرات، أو الكارما.
- ارتداء أو جمع الأحجار الكريمة بشكل غير معتاد.
- استخدام البخور أو الشموع أو الرموز الغريبة في الغرفة.
- طرح أسئلة وجودية غريبة أو التشكيك في العقيدة.
- رفض حضور المناسبات العائلية أو الدينية.
- الاهتمام الزائد بتغيير النظام الغذائي دون مبرر صحي.
- التعلق الزائد بمدربين أو شخصيات على وسائل التواصل الاجتماعي.
دور الأسرة والمجتمع في الوقاية
- الوعي والتثقيف: يجب على الآباء والأمهات تثقيف أنفسهم وأبنائهم حول حقيقة هذه الممارسات، وعدم الاستهانة بأي تغير سلوكي أو فكري يظهر على الأبناء.
- الحوار المفتوح: بناء جسور الحوار مع الأبناء، وعدم الاكتفاء بالمراقبة الصامتة.
- العودة إلى القرآن والسنة: غرس حب النبي صلى الله عليه وسلم والسيرة النبوية في نفوس الأبناء، وتوضيح أن السعادة والسكينة لا تأتي إلا من الله.
- عدم ترك الأبناء فريسة للفراغ: شغل أوقاتهم بأنشطة مفيدة، وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية.
- التحقق من مصادر المعلومات: عدم تصديق أو مشاركة أي محتوى أو فيديو دون التأكد من مصدره ومصداقيته.
- الاستعانة بالعلماء والمتخصصين: في حال الشك أو الحاجة إلى فتوى أو استشارة.
رسالة إلى كل مسلم ومسلمة
- لا تتركوا المعلومة تقف عندكم: شاركوا الوعي، وأنقذوا من حولكم من الوقوع في هذه المهالك.
- تمسكوا بالكتاب والسنة: هما الحصن الحصين من كل بدعة وضلالة.
- تذكروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "وأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم".
- احذروا من كل ما يخالف العقيدة: ولو بدا في ظاهره علميًا أو تنمويًا أو حتى ترفيهيًا.
- التوبة والعودة إلى الله: بابها مفتوح دائمًا، ومن وقع في هذه الممارسات فليبادر بالتوبة والرجوع إلى الله، والاستعانة بالرقية الشرعية والذكر.
الختام
انتشار مفاهيم الطاقة والتأملات والوعي ليس مجرد موضة عابرة، بل هو غزو فكري وعقدي وصحي يستهدف المجتمعات المسلمة في صميم عقيدتها وأخلاقها وصحتها. الوقاية تبدأ من الوعي، والتسلح بالعلم الشرعي، وعدم الاستهانة بأي ممارسات أو أفكار دخيلة. لنكن جميعًا سفراء للوعي، ولنحمل رسالة النصح والإرشاد لمن حولنا، فكلنا مسؤولون أمام الله عن أنفسنا وأهلينا ومجتمعاتنا.
لمزيد من المعرفة والاطلاع على تجارب حقيقية ونقاشات متخصصة، تابعوا قناة "سحر اليوغا والطاقة" على يوتيوب، وشاركوها مع من تحبون.