🔵 بث مباشر ... الأستاذة ندى والنظر للقمر في طقوس الطاقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الروحانية وطقوس الطاقة التي ترتبط بمفاهيم مثل التأمل والنظر إلى القمر وربطها بطاقة الأنوثة. في هذا المق
النظر إلى القمر وطقوس الطاقة: نظرة علمية ونقدية
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الروحانية وطقوس الطاقة التي ترتبط بمفاهيم مثل التأمل والنظر إلى القمر وربطها بطاقة الأنوثة. في هذا المقال، سنستعرض جذور هذه الطقوس، ونحلل علاقتها بالعلوم الحديثة، مع توضيح الفروق الجوهرية بينها وبين علم النفس الحقيقي.
جذور طقوس القمر في الثقافات القديمة
يرتبط القمر في العديد من الحضارات القديمة بمفاهيم روحية وطقوس وثنية. فقد كان يُنظر إلى القمر كرمز للأنوثة، بل وكان يُعتقد أن المرأة هي سبب وجود الكون بأسره، وليس فقط وجود الإنسان. من هنا، نشأت معتقدات تمجد المرأة وتربطها بالقوى الكونية، حتى أن بعض هذه المعتقدات ذهبت إلى أن حواء خُلقت قبل آدم.
في العصور الوثنية، كان القمر يُعتبر إلهة، وتمثله أسماء مثل عشتار وكالي وغيرهما. ومع تطور هذه المعتقدات، أصبح القمر المنير يُربط بكوكب الزهرة، ويُنظر إليه كرمز للشعلة الأبدية والأم المقدسة وأحيانًا البغي في الوقت نفسه، في تناقضات تحملها هذه الأساطير.
هذه التصورات انتشرت من حضارات الشرق الأقصى كاليابان، إلى حضارات أخرى، حيث كانت المرأة تُعتبر حرة بلا قيود، تمثل البكارة والملكية في آن واحد. ومع مرور الزمن، تطورت هذه الأفكار ودُمجت في علوم الطاقة الحديثة، حيث رُبطت حياة المرأة الفسيولوجية والنفسية بالقمر ودورته الشهرية.
طقوس الطاقة والأنوثة: بين الخرافة والعلم
في علوم الطاقة المعاصرة، يتم تعليم المرأة أنها مصدر الحياة، وتُربط طقوس الأنوثة بالقمر، خاصة في أيام اكتمال البدر أو ما يُسمى "الأيام البيض". لكن من المهم معرفة أن هذه الأفكار ليست إلا امتدادًا لمعتقدات وثنية قديمة، وليست مبنية على أسس علمية.
هناك خلط شائع بين الأحاديث النبوية حول صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وبين صيام الأيام البيض، حيث لم يحدد الحديث النبوي أيامًا معينة، بل أي ثلاثة أيام من الشهر.
علم النفس وعلوم الطاقة: اختلاف جوهري
يجب التفريق بين علم النفس كعلم معترف به في الأوساط الأكاديمية، وبين ما يُسمى "علم الطاقة". فحتى الآن، لم يتمكن علم الطاقة من تقديم نظريات واضحة أو أدلة علمية ثابتة، ولا يُعترف به كعلم حقيقي في المجتمع العلمي.
هناك أيضًا خلط بين مفاهيم مثل "الصديق الخيالي" أو "العائلة الروحية" التي يتم ترويجها في بعض مدارس الطاقة، وبين العلاج النفسي الحقيقي. علم النفس لا يعالج الناس بخلق شخصيات خيالية في أذهانهم، ولا يعترف بمثل هذه الأساليب.
الهلاوس النفسية والهلاوس الروحية: الفروق الأساسية
من المهم التمييز بين الهلاوس النفسية والهلاوس الروحية. فالهلاوس النفسية غالبًا ما تتعلق بتخيلات عن أعداء من الوسط المحيط، مثل العائلة أو الأصدقاء، دون القدرة على تحديد شخصيات واضحة. أما الهلاوس الروحية، فقد تتعلق بتخيلات عن كائنات أو شياطين، ويكون الشخص قادرًا على وصفها بدقة أكبر، حتى وإن كانت خيالية.
علم النفس الحقيقي مقابل علم النفس الموازي
ظهر ما يُسمى "علم النفس الموازي" في منتصف القرن التاسع عشر، حيث أسسه بعض العلماء والفلاسفة الذين كانت تحركهم معتقداتهم الروحية. ورغم أن بعضهم حائزون على جوائز علمية، إلا أن المجتمع العلمي رفضهم لاحقًا بسبب عدم وجود أدلة علمية كافية.
أُنشئت جمعيات ومراكز بحثية مثل مركز "راين للبحوث" لدراسة هذه الظواهر الروحية، لكنها لم تتمكن من إثبات صحة هذه العلوم. بل إن جامعات كبرى مثل ستانفورد وديوك تبنت بعض هذه الدراسات لفترات، لكنها أعلنت في النهاية فشلها في إثبات أي نتائج علمية حقيقية.
لذلك، يجب على المتلقي التمييز بين علم النفس الحقيقي المعترف به، وبين ما يُسمى "علم النفس الموازي" أو "الزائف" الذي يروج لعلوم الطاقة والروحانيات دون أساس علمي.
كيف نحمي أنفسنا من الخلط بين العلم والخرافة؟
من الضروري أن يكون لدى الأفراد وعي كافٍ للتمييز بين العلوم الحقيقية والعلوم الزائفة. فانتشار الجهل والخرافات غالبًا ما يكون نتيجة لغياب الوعي أو الجهل بطبيعة هذه العلوم. لذلك، يجب دائمًا البحث والتحقق من أي معلومة قبل تصديقها أو نشرها.
الخلاصة
طقوس النظر إلى القمر وربطها بطاقة الأنوثة هي امتداد لمعتقدات وثنية قديمة، ولا تستند إلى أي أساس علمي. أما علم النفس الحقيقي، فهو علم معترف به وله أسسه ونظرياته الواضحة، ويختلف تمامًا عن علوم الطاقة أو علم النفس الموازي. يجب علينا جميعًا أن نتحلى بالوعي ونبحث عن الحقيقة من مصادر موثوقة، وألا ننجرف وراء الممارسات التي لا تدعمها الأدلة العلمية.