🔵 بث مباشر : ما هي مصادر التلقي ؟ وكيف تحددها لتحمي نفسك من الشبهات والنصب والإحتيال النفسي والعلمي
في زمن كثرت فيه المعلومات وتعددت مصادرها، أصبح من الضروري لكل إنسان، وخاصة المسلم، أن يكون لديه وعيٌ عميق بكيفية اختيار مصادر التلقي المعرفي والديني.
ما هي مصادر التلقي؟ وكيف تحددها لتحمي نفسك من الشبهات والنصب والاحتيال النفسي والعلمي
مقدمة
في زمن كثرت فيه المعلومات وتعددت مصادرها، أصبح من الضروري لكل إنسان، وخاصة المسلم، أن يكون لديه وعيٌ عميق بكيفية اختيار مصادر التلقي المعرفي والديني. فالانفتاح الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار المدربين والدعاة غير المؤهلين، جعل كثيرًا من الناس عرضةً للشبهات، والنصب، والاحتيال النفسي والعلمي. في هذا المقال، سنستعرض معًا ماهية مصادر التلقي، وكيف يمكن تحديدها، وأهمية ذلك في حماية النفس والعقل والدين.
الفئات المستهدفة من الحديث عن مصادر التلقي
قبل أن نبدأ في تحديد مصادر التلقي، من المهم أن نعرف الفئات الأكثر حاجة لهذا الموضوع:
- الباحثون عن الحقوهم الأشخاص الذين يبحثون بجدية عن المعرفة الصحيحة في مختلف المجالات، وليسوا منجرفين وراء الخرافات أو الشعوذة.
- الممارسون للمدارس الروحانية والطاقةوهم أبناؤنا وبناتنا ممن يمارسون التأمل، التنجيم، قراءة الطالع، التاروت، أو غيرها من المدارس الروحانية، وأحيانًا يكونون مغيبين أو مسلوبي الإرادة.
- الذين في المنطقة الرماديةهؤلاء هم من مارسوا بعض هذه الأمور، لكنهم بدأوا يشكون في صحتها، ويقعون بين الشك واليقين، ينتقلون من مدرب لآخر بحثًا عن الحقيقة.
- الناجونوهم من خرجوا من هذه الدوائر، إما بيقين تام، أو ما زالوا يعانون من بعض الوساوس والأفكار العالقة، أو يعانون من آثار نفسية رغم سلامة عقيدتهم.
لماذا يجب تحديد مصادر التلقي؟
كل إنسان يحتاج إلى مصادر يعتمد عليها في فهم أمور دينه ودنياه. فلو لم تكن مصادر التلقي واضحة ومحددة، يصبح الإنسان عرضةً للشبهات، ويصبح من السهل خداعه أو التأثير عليه بأي فكرة أو معتقد باطل. تحديد المصادر يعني أن يكون لديك مرجعية واضحة، تضع عليها كل ما تسمعه أو تقرأه أو تشاهده، لتعرف هل هو صحيح أم باطل.
ما هي مصادر التلقي الصحيحة؟
1.القرآن الكريم بفهم السلف الصالح
القرآن هو المصدر الأول للتلقي، لكن ليس بفهم أي شخص أو تفسيره الشخصي، بل بفهم النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة، والسلف الصالح من العلماء الربانيين. لا يجوز تفسير القرآن بفهم أشخاص غير مؤهلين أو مدربين طاقة أو غيرهم.
2.السنة النبوية الصحيحة بفهم الصحابة والسلف
السنة النبوية هي المصدر الثاني، ويجب أن تُفهم كما فهمها الصحابة والسلف الصالح، لا كما يفسرها أصحاب الأهواء أو المدارس المنحرفة.
3.إجماع علماء الأمة من أهل السنة والجماعة
أي مسألة يجب أن تُعرض على إجماع جمهور العلماء المعتبرين، وليس على أقوال المنحرفين أو المبتدعين أو من ليس لهم دراية بالعلم الشرعي.
4.العلم التجريبي الحقيقي (ما لم يعارض الدين)
العلم التجريبي مصدر مهم في أمور الدنيا، بشرط ألا يتعارض مع ثوابت الدين. فهناك أمور علمية قد تخالف الشريعة مثل الاستنساخ أو الموت الرحيم أو غيرها، يجب الحذر منها.
5.العقل الراجح (غير المغيب)
العقل أداة للمعرفة والتمييز، لكن لا يُقدَّم على النصوص الشرعية، بل يُستخدم بعد عرض الأمر على المصادر السابقة. العقل المغيب أو المسلوب لا يُعتد به.
كيف نستخدم هذه المصادر بشكل تدريجي؟
عند مواجهة أي شبهة أو معلومة جديدة:
- اعرضها أولًا على القرآن بفهم السلف.
- ثم على السنة النبوية بفهم الصحابة والسلف.
- ثم على إجماع العلماء.
- ثم على العلم التجريبي الحقيقي.
- وأخيرًا، استخدم العقل الراجح في التمييز بعد المرور بالمصادر السابقة.
لا تبدأ بالعقل قبل النصوص، ولا تجعل العلم التجريبي حَكمًا في أمور الغيب والدين.
أمثلة عملية على الانحراف في مصادر التلقي
كثير من الناس ينجرفون خلف مدربي الطاقة، قارئي التاروت، المنجمين، وغيرهم، ويظنون أن ما يقولونه حقائق علمية أو دينية. تجد من يصدق أن الخرائط الفلكية أو التاروت يمكن أن تكشف الغيب أو تحدد مصيره، ويبدأ في ربط كل أحداث حياته بما سمعه من هؤلاء.
الحقيقة أن هؤلاء يعتمدون على الإيحاء، أو على معلومات عامة قد تصدق بالصدفة، أو على استغلال ضعف الإنسان وحاجته للأمل. لا يعلم الغيب إلا الله، وكل من يدعي ذلك فهو كاذب أو دجال.
كيف تحمي نفسك من الشبهات والاحتيال؟
- تعلم أساسيات دينك من مصادره الصحيحة.
- لا تسلم عقلك لأي شخص مهما كان عنوانه أو شهرته.
- اسأل عن الدليل والبرهان ولا تكتفِ بالتجربة الشخصية أو القصص.
- ابتعد عن كل من يدعي معرفة الغيب أو التحكم بالطاقة الكونية أو ما شابه.
- إذا كنت تعاني من آثار نفسية أو وساوس، فالعلاج يكون بالرجوع إلى الله، والتحصين، وطلب العلاج عند المختصين الموثوقين، وليس عند الدجالين.
أهمية فك البرمجة الذهنية الخاطئة
من وقع في هذه الممارسات عليه أن يساعد نفسه بفك البرمجة الذهنية التي تعرض لها. لا يكفي أن يتوقف عن الممارسة، بل يجب أن يغير معتقده من الداخل، ويوقن أن الله وحده هو المتصرف في الكون، وأن الغيب لا يعلمه إلا الله، وأن كل ما يقال من تنجيم أو قراءة طالع هو كذب وافتراء.
دور العقل في مواجهة الشبهات
العقل أداة مهمة، لكن يجب أن يكون عقلًا راجحًا غير مغيب، ويجب أن يستخدم بعد التعلم واكتساب المعرفة من المصادر الصحيحة. أما الاعتماد على العقل وحده دون علم أو تجربة أو مرجعية، فهو سبب في الوقوع في الشبهات والانحرافات.
نصيحة أخيرة
لا تغتر بكثرة المتابعين أو انتشار الأفكار، فالحقيقة غالبًا مع القلة. تمسك بحبل الله، واطلب العلم من أهله، ولا تسلم نفسك لأي مدرب أو قناة أو شخص إلا بعد أن تعرض قوله على مصادر التلقي التي ذكرناها.
خلاصة
- حدد مصادر التلقي في حياتك، ولا تخرج عنها.
- اعرض كل معلومة أو شبهة على هذه المصادر.
- احذر من الدجالين ومدربي الطاقة والمنجمين.
- ساعد نفسك على فك البرمجة الذهنية الخاطئة.
- العلاج نصفه بعد الله في تصحيح المعتقدات.
- تعلم، اسأل، وابحث دائمًا عن الدليل.
مصادر إضافية للمعرفة
- كتب التفسير المعتمدة.
- شروح السنة النبوية.
- دروس العلماء الربانيين.
- المصادر العلمية الموثوقة.
- الاستشارة مع أهل الاختصاص في كل مجال.
حفظكم الله من كل سوء، ووفقكم للعلم النافع والعمل الصالح.