🔵 بث مباشر .. ( مدربين الطاقة والوعي ضربوا الدين والأسرة والمجتمع )
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة مدربي الطاقة والوعي بشكل واسع في المجتمعات العربية والإسلامية، وأصبحت هذه الظاهرة محط جدل ونقاش بين المختصين والمهتمي
مدربو الطاقة والوعي: تهديد للدين والأسرة والمجتمع
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة مدربي الطاقة والوعي بشكل واسع في المجتمعات العربية والإسلامية، وأصبحت هذه الظاهرة محط جدل ونقاش بين المختصين والمهتمين بالشأن الديني والاجتماعي. يتخفى هؤلاء المدربون خلف عناوين براقة ومسميات جذابة مثل "مدرب حياة"، "أخصائي وعي"، "لايف كوتش"، ويقدمون أنفسهم كخبراء في التنمية البشرية وتطوير الذات، مدعين امتلاكهم أسرار السعادة والنجاح، بل ويزعم بعضهم القدرة على علاج الأمراض النفسية والجسدية بطرق غير علمية.
في هذا المقال، نستعرض أبرز محاور النقاش حول هذه الظاهرة، ونوضح مخاطرها على العقيدة والصحة النفسية والاجتماعية، ونقدم نصائح عملية للتمييز بين العلم الحقيقي والدجل، بناءً على نقاشات وتجارب واقعية من قناة "سحر اليوغا والطاقة".
كيف يظهر مدربو الطاقة؟
يحرص مدربو الطاقة على الظهور بمظهر جذاب واحترافي: مكاتب مرتبة، شهادات معلقة، كتب كثيرة، ملابس أنيقة، وأحيانًا يحرصون على الظهور في برامج تلفزيونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، ليعطوا انطباعًا بالثقة والنجاح. يدعون أنهم قرأوا مئات الكتب، وحصلوا على شهادات من جامعات مرموقة، بينما في الواقع كثير من هذه الشهادات دورات قصيرة أو حتى وهمية، وبعضها لا يتجاوز أسبوعين!
يستخدمون أساليب تسويقية مثل "احصل على 16 شهادة في دورة واحدة"، أو "دورة مجانية مع شهادات معتمدة"، ويستغلون حاجة الناس للنجاح أو الشفاء أو حل المشكلات الأسرية والنفسية.
التلفزيون والشهرة: هل تعني المصداقية؟
يستغل بعض المدربين ظهورهم في برامج تلفزيونية أو قنوات خاصة لإضفاء هالة من المصداقية على أنفسهم، ويزعمون أن هذا دليل على صحة ما يقدمونه. لكن الحقيقة أن كثيرًا من هذه البرامج تبحث فقط عن مشاهدات، وبعضها يستضيف أي شخص مقابل المال أو العلاقات الشخصية، وليس بناءً على الكفاءة أو العلم الحقيقي.
الظهور الإعلامي ليس دليلًا على صحة الأفكار أو سلامة الممارسات، بل يجب دائمًا البحث عن الدليل العلمي والشرعي لأي فكرة أو ممارسة.
الطاقة والروحانيات: بين العلم والدجل
يقدم مدربو الطاقة مفاهيم مثل "علم الطاقة"، "الهالة"، "الشاكرات"، "قانون الجذب"، ويزعمون أن الإنسان يستطيع التحكم في واقعه وجذب الرزق والصحة والسعادة بمجرد تغيير "تردداته" أو "طاقته" أو ممارسة التأمل. كثير من هذه المفاهيم مأخوذ من ديانات وفلسفات شرقية مثل البوذية والهندوسية، حيث كان كبار البوذيين والسحرة يدعون التحكم في عوالم الجن.
يدّعي بعضهم أن هذه العلوم مدعومة بالقرآن أو السنة، ويستدلون بآيات عن الحسد أو العين، ويقولون إن الحسد "طاقة" تخرج من الإنسان. لكن علماء التفسير يؤكدون أن كلمة "الطاقة" في القرآن تعني "الاستطاعة"، وليس لها علاقة بهذه المفاهيم المستحدثة.
الرد العلمي والشرعي
- القرآن والسنة لم يذكرا أبدًا أن الحسد أو العين عبارة عن "طاقة" بالمعنى الفيزيائي أو الروحاني المنتشر اليوم.
- العقيدة الإسلامية واضحة في أن الرزق والصحة بيد الله وحده، وليس للكون أو الطاقة أو الشاكرات أي دور في ذلك.
- أي علم أو ممارسة تتعارض مع أصول العقيدة والتوحيد فهي باطلة ومرفوضة.
مخاطر مدربي الطاقة على الدين والأسرة والمجتمع
1.ضرب العقيدة والتوحيد
يدعو مدربو الطاقة إلى أفكار مثل "الكون يمنحك"، "أنت محور الكون"، "الطاقة تجلب الرزق"، وهي أفكار تتعارض مع التوحيد وتؤدي إلى الشرك الخفي أو حتى الإلحاد الروحي.
2.تفكيك الأسرة والمجتمع
يحث بعض المدربين على "التحرر" من القيود الاجتماعية والدينية، ويشجعون على التمرد على العادات والتقاليد، بل ويصل الأمر أحيانًا إلى تشجيع الطلاق أو الهروب من المنزل بحجة "رفع الوعي" أو "تحرير الطاقة".
3.خطر على الصحة النفسية والجسدية
يدعي بعضهم القدرة على علاج الأمراض النفسية أو الجسدية بوسائل غير علمية (جلسات طاقة، تأمل، تنظيف شاكرات...)، ما يؤدي إلى ترك العلاج الطبي الصحيح، وتفاقم الحالة الصحية، بل وقد يصل الأمر إلى استغلال الضحايا ماديًا أو حتى جنسيًا في بعض الحالات.
4.نشر الخرافات والشعوذة
تنتشر بين أوساط المدربين والممارسين مفاهيم مثل "جلب الرزق بقانون الجذب"، "التواصل مع الملائكة"، "توأم الشعلة"، "الأحجار الكريمة"، "التاروت"، وكلها بوابات للشعوذة والسحر وعبادة الشيطان أو القوى الخفية.
كيف تميز بين العلم والدجل؟
- راجع المصدر العلمي أو الشرعي:أي ممارسة أو فكرة لا يوجد لها أصل في القرآن أو السنة أو العلم الحديث، فهي مشبوهة.
- اسأل عن المؤهلات الحقيقية:الشهادات الحقيقية تصدر من جامعات معترف بها، وليس من دورات قصيرة أو عبر الإنترنت بلا اعتماد.
- احذر من الخلط بين التنمية البشرية والدين:كثير من المدربين يخلطون بين علم النفس والتنمية البشرية والروحانيات والدين، ليضفوا هالة زائفة على كلامهم.
- لا تنخدع بالمظاهر أو الشهرة:المظهر الأنيق أو الظهور الإعلامي لا يعني المصداقية.
- اطلب البرهان:كما قال الله تعالى: "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ". لا تقبل أي فكرة بلا دليل.
- استشر أهل الاختصاص:في حال وجود مشكلة نفسية أو صحية، راجع الأطباء أو الأخصائيين المعتمدين، وليس مدربي الطاقة أو المشعوذين.
دور المجتمع والأسرة في مواجهة الظاهرة
- التوعية:نشر الوعي بين أفراد الأسرة والمجتمع حول مخاطر هذه الممارسات، خاصة بين الشباب والمراهقين.
- القوانين:الدعوة إلى سن قوانين صارمة تجرم الممارسات الدجلية والاحتيال تحت مسمى الطاقة أو التنمية البشرية غير المعتمدة.
- الرقابة:متابعة ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وعدم الانخداع بأي شخص يدعي العلم أو القدرة على العلاج دون مؤهلات حقيقية.
- الدعم النفسي:تشجيع من يعاني من مشاكل نفسية أو اجتماعية على مراجعة المختصين، وعدم اللجوء إلى مدربي الطاقة أو المشعوذين.
تجارب واقعية وتحذيرات
شارك العديد من المتحدثين في البث تجاربهم الشخصية مع مدربي الطاقة، وأكدوا أن كثيرًا منهم يعانون من اضطرابات نفسية أو مشاكل اجتماعية، ويقومون بإسقاط مشاكلهم على الآخرين، ويستغلون حاجة الناس للشفاء أو النجاح. كما أكدوا أن كثيرًا من الممارسات تؤدي إلى الشرك أو السحر أو حتى الانتحار في بعض الحالات.
ونصحوا بعدم الانخداع بالمسميات أو الشهادات، وعدم الوثوق بأي شخص يدعي القدرة على علاج الأمراض أو حل المشكلات بطرق غير علمية، وضرورة توثيق أي استغلال أو ابتزاز قانونيًا.
خلاصة ونصائح عملية
- عقيدتك رأس مالك:حافظ على عقيدتك قبل أي شيء، ولا تفرط فيها مهما كانت المغريات أو الضغوط.
- لا تصدق كل ما يُقال:خذ وقتك في البحث والتحقق، ولا تتبع أي شخص بلا دليل.
- احذر من الدورات والشهادات الوهمية:كثير من الدورات المنتشرة لا قيمة لها ولا تعترف بها أي جهة رسمية.
- لا تسلم حياتك لمن لا يعرف حل مشاكله:كثير من مدربي الطاقة يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية، فلا تجعلهم يقررون مصيرك.
- إذا وقعت في الخطأ، بادر بالرجوع:لا تستمر في طريق خاطئ لمجرد أنك دفعت مالًا أو بدأت دورة، فدينك وحياتك أهم.
- احذر من الاستغلال:إذا تعرضت لأي استغلال مادي أو معنوي أو جنسي، وثق ذلك وتوجه للجهات المختصة.
- ارجع للقرآن والسنة:اجعل القرآن والسنة مرجعك الأول، ولا تقبل أي تفسير أو ممارسة تخالفهما.
كلمة أخيرة
ظاهرة مدربي الطاقة والوعي ليست مجرد موضة عابرة، بل هي خطر حقيقي يهدد الدين والأسرة والمجتمع. واجبنا جميعًا أن نكون على وعي وحذر، وأن ننشر هذه التوعية بين من حولنا، وأن نبحث عن الحقيقة في مصادرها الأصيلة، وألا نسمح لأحد أن يعبث بعقيدتنا أو مستقبلنا تحت أي مسمى.
"الذي دخل عالم الطاقة مفقود، والذي خرج منه مولود."
حافظوا على دينكم، وكونوا على ثغر من ثغور العقيدة، ولا تجعلوا لأحد سبيلًا إلى قلوبكم وعقولكم إلا بالعلم الصحيح والدليل الواضح.
للاستفسار أو مشاركة تجاربكم، يمكنكم التواصل مع منتدى نور الحقيقة على التليجرام، أو متابعة قناة "سحر اليوغا والطاقة" على اليوتيوب.