🔵 بث مباشر : مقدمة شاملة عن حقيقة ممارسات الوعي والطاقة والعلوم الزائفة

في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي العديد من المفاهيم والممارسات المتعلقة بالوعي والطاقة، ورافقها ادعاءات حول ارتباطها بالعلم والدين. ومع تزا

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
7 دقائق
0

مقدمة شاملة عن حقيقة ممارسات الوعي والطاقة والعلوم الزائفة

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي العديد من المفاهيم والممارسات المتعلقة بالوعي والطاقة، ورافقها ادعاءات حول ارتباطها بالعلم والدين. ومع تزايد أعداد المدربين والكوتشز والماسترز الذين يروجون لهذه الأفكار، أصبح من الضروري توضيح حقيقتها، وبيان ما فيها من تدليس وتغليف ديني، وتحذير الناس من الانخداع بها.

في هذا المقال، سنستعرض أهم المفاهيم والممارسات المنتشرة، ونكشف حقيقتها من منظور علمي وديني، مع التركيز على ضرورة التمييز بين الحقائق العلمية والمعتقدات الزائفة.

فلسفة الطاقة: بين الحقيقة والتدليس

يصر العديد من مدربي الطاقة في العالم العربي على تقديم هذه المفاهيم وكأنها جزء من الدين أو مرتبطة به، رغم أنها في أصلها مستوردة من فلسفات ومعتقدات غير إسلامية. فهم غالبًا ما يرفضون الموروث الديني الصحيح، ويؤولون النصوص الدينية والآيات القرآنية بما يتوافق مع أفكارهم، لتبرير فلسفة الطاقة وممارساتها.

عقيدة وحدة الوجود

من أخطر المفاهيم التي يروج لها بعض مدربي الطاقة وأصحاب مدارس الوعي، ما يسمى بعقيدة "وحدة الوجود". هذه العقيدة تنص على أن الإله والخلق شيء واحد، وأن جميع الموجودات في الكون مشتقة من مصدر واحد يسمونه "المصدر" أو "الطاقة الكونية".

يستدل هؤلاء المدربون بآيات قرآنية مثل قوله تعالى:"فإذا سويته ونفخت فيه من روحي"، ليدعوا أن الإنسان يحمل جزءًا من روح الله، وأنه في مراحل متقدمة من الممارسات الروحية يمكن أن يصل إلى مرتبة "الألوهية" أو الاتحاد مع المصدر. وهذا مخالف تمامًا لعقيدة التوحيد الإسلامية، التي تؤكد أن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء، وأن الروح مخلوقة تشريفًا للإنسان وليست جزءًا من ذات الله.

كيف يتم التدليس؟

يلجأ هؤلاء المدربون إلى تأويل النصوص الدينية وتغيير معانيها لإثبات صحة فلسفتهم. يبدأون بتغليف أفكارهم بالدين، ثم يتدرجون في تعليم المتدرب حتى يصل إلى مراحل متقدمة من الشرك والوثنية، دون أن يشعر بذلك.

القوانين الكونية وقانون الجذب

من أشهر المفاهيم التي يروج لها مدربو الطاقة ما يسمى بـ"القوانين الكونية"، وأبرزها "قانون الجذب". يدعي هؤلاء أن الإنسان يستطيع من خلال أفكاره ومشاعره أن يجذب إليه أي شيء يريده في الحياة، بشرط أن يرفع من مستوى استحقاقه ويؤمن بأنه يستحق ما يطلب.

وفقًا لهذه الفلسفة، عندما يؤمن الإنسان بشيء ما، تتولد منه ذبذبات تنتشر في الكون، ويستجيب الكون لرغباته دون تدخل إلهي. ويذهب بعضهم إلى القول إن الكون هو الذي يرزق الإنسان، وليس الله، وأن الدعاء في الإسلام ما هو إلا صورة من صور قانون الجذب.

هذه الأفكار تتعارض مع العقيدة الإسلامية التي تؤمن بأن الله هو الرزاق، وأن الأمور كلها بيده، وأن الدعاء مرتبط بمشيئة الله، وليس بقوة الأفكار أو الذبذبات.

الكارما: المفهوم الحقيقي وأصوله

مصطلح "الكارما" أصبح شائعًا بين كثير من الناس، ويستخدمونه للدلالة على أن "ما تفعله سيعود إليك". لكن الحقيقة أن الكارما مفهوم ديني وثني، أصله في الديانات الهندوسية والبوذية، ويعني أن كل فعل أو قول للإنسان سيعود عليه في هذه الحياة أو في حيوات لاحقة من خلال تناسخ الأرواح.

في فلسفة الكارما، لا يوجد إله يحاسب البشر، بل الكون نفسه هو الذي يراقب ويجازي. إذا لم ينل الإنسان جزاءه في حياته الأولى، تعود روحه في كائن آخر (إنسان أو حيوان أو غيره) ليكمل استحقاقه. ولا يوجد في عقيدة الكارما إيمان بالجنة أو النار أو اليوم الآخر كما في الإسلام.

للأسف، يتم تدليس هذا المفهوم وتقديمه للناس على أنه يشبه مبدأ "الجزاء من جنس العمل" في الإسلام، بينما في حقيقته يحمل مضامين شركية تتعارض مع العقيدة الإسلامية.

الطاقة الإيجابية والسلبية: حقيقة المفاهيم

يروج مدربو الطاقة لمصطلحات مثل "الطاقة الإيجابية" و"الطاقة السلبية"، ويربطونها بالمعاني الطيبة والسيئة في الدين. في حين أن أصل هذه المفاهيم يعود إلى فلسفات وثنية تعتبر الطاقة قوة كونية غير متجسدة، تحمل صفات المصدر (الإله)، ويمكن للإنسان أن يستمد منها أو يتأثر بها من خلال ممارسات معينة.

في الغرب، تُدرس هذه المفاهيم باعتبارها معتقدات بشرية أو فلسفات شخصية، ولا يتم ربطها بالدين أو الطقوس الدينية كما يفعل بعض المدربين في العالم العربي.

التأمل: بين الحقيقة والدين

من أكثر الأمور التي يتم تدليسها، الادعاء بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يمارس التأمل كما هو معروف في مدارس الطاقة. يزعم البعض أن خلوة النبي في غار حراء كانت نوعًا من التأمل بهدف الاتحاد مع الطاقة الكونية.

الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعبد ربه ويتفكر في خلق الله، ولم يكن يمارس التأمل بالمعنى الوثني الذي يروج له مدربو الطاقة. بل إن الإسلام نهى عن الانعزال والانفراد، وأمر بالاجتماع والعبادة الجماعية، وحذر من الخلوة التي قد يستفرد فيها الشيطان بالإنسان.

كيف يتم التدرج في نشر هذه المفاهيم؟

يبدأ المدربون بتقديم المفاهيم بشكل مبسط ومغلف بالدين، ثم يتدرجون في تعميقها وتغيير معانيها حتى يصل المتدرب إلى قبول أفكار شركية ووثنية دون أن يشعر. وغالبًا ما يرفضون العودة إلى العلماء أو الموروث الديني الصحيح، ويدعون أن لكل إنسان حرية تفسير الدين كما يشاء، مما يفتح الباب أمام الانحرافات الفكرية والعقدية.

دعوة للحوار والشفافية

نحن لا نمانع في تعلم وفهم حقيقة هذه الممارسات كما هي، بعيدًا عن التدليس والتغليف الديني. إذا كان مدربو الطاقة يدعون أن هذه علوم بشرية، فليعلمونا إياها كما تُدرس في الغرب، دون ربطها بالدين أو تغيير معاني النصوص الدينية.

من المهم أن يكون لدى المتدربين والمهتمين بهذه المجالات الجرأة والشجاعة في البحث عن الحقيقة، وعدم الانخداع بالمصطلحات البراقة أو الادعاءات الزائفة.

الخلاصة

ممارسات الوعي والطاقة المنتشرة اليوم تحمل في طياتها الكثير من التدليس والتغليف الديني، وهي في أصلها مستوردة من فلسفات ومعتقدات وثنية تتعارض مع العقيدة الإسلامية. من الضروري توعية الناس بحقيقة هذه المفاهيم، وضرورة العودة إلى العلماء الثقات لفهم الدين الصحيح، وعدم الانسياق وراء كل جديد دون تمحيص وتدقيق.

فلنكن جميعًا على وعي، ولنبحث عن الحقيقة من مصادرها الموثوقة، ولنحذر من الانجراف وراء العلوم الزائفة التي قد تضر بعقيدتنا ومجتمعاتنا.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك