🔵 بث مباشر : مشاركات الضيوف ( كتابة أهداف السنة الجديدة )
مقدمة مع بداية كل عام جديد، يتجدد الحديث عن كتابة الأهداف ووضع النوايا، وتنتشر الدورات والورش التي تدعو الناس لتدوين أحلامهم وخططهم. وبينما تبدو هذه ا
كتابة أهداف السنة الجديدة: بين الوعي الزائف والحقيقة
مقدمة
مع بداية كل عام جديد، يتجدد الحديث عن كتابة الأهداف ووضع النوايا، وتنتشر الدورات والورش التي تدعو الناس لتدوين أحلامهم وخططهم. وبينما تبدو هذه الممارسات إيجابية على السطح، إلا أن خلفها كثير من المفاهيم المغلوطة والممارسات التي قد تتعارض مع العقيدة الإسلامية، بل وتفتح أبوابًا للانحرافات الفكرية والروحية.
في هذا المقال، نستعرض أبرز النقاط التي ناقشها ضيوف قناة "سحر اليوغا والطاقة" حول موضوع كتابة الأهداف والنوايا، ونحللها من منظور علمي وشرعي ونفسي، مع تسليط الضوء على مخاطر بعض مدارس الطاقة والتنمية البشرية الحديثة.
1.الفرق بين التوكل على الله وممارسات الطاقة
بدأ النقاش بتوضيح الفرق الجوهري بين التوكل على الله وبين ما يُروج له في مدارس الطاقة والتنمية البشرية. فالمسلم يؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو المدبر والمختار، يعطي الإنسان ما يطلبه أو ما هو خير له، حتى وإن بدا ذلك في الظاهر ابتلاءً أو أمرًا غير مرغوب فيه.
"الثقة بالله لا تعني بالضرورة أن يكون كل ما يحدث إيجابيًا من وجهة نظرنا، فقد يكون في البلاء خير لا ندركه."
بينما نجد في بعض مدارس الطاقة مفاهيم مثل "الجذب" و"الكون يحقق لك ما تريد"، وهي أفكار تضع الإنسان في مركز الكون وتغفل عن حقيقة الإيمان بالقضاء والقدر.
2.خطر تفسير النصوص الدينية حسب الأهواء
من أكبر الإشكاليات في بعض مدارس الطاقة والتنمية البشرية هو استخدام نصوص القرآن والسنة خارج سياقها، أو تفسيرها بطريقة توافق الأهواء الشخصية. مثلًا، يُفسر البعض آيات الذكر والدعاء وكأن فيها "أسرار خفية" لم يخبرنا بها النبي ﷺ، أو يستخدمون أحاديث ضعيفة أو مكذوبة.
"أغلب من يتبعون مدارس الطاقة يفسرون آيات القرآن كما يريدون، وهذا أمر محرم."
القرآن الكريم كتاب محكم، وتفسيره لا يكون إلا بالرجوع إلى اللغة العربية وأحاديث النبي الصحيحة، وليس بالظنون أو الخيال.
3.هل يمكن انتقاء المفيد من علوم الطاقة؟
يطرح البعض سؤالًا: لماذا لا نأخذ المفيد من علوم الطاقة ونترك ما يضر؟ الإجابة أن هذه العلوم قائمة على أسس باطلة في أصلها، والتمييز بين الحق والباطل فيها صعب حتى على المختصين. فمن الأفضل للمسلم أن يبتعد عنها تمامًا، لا أن ينتقي منها.
"إذا كنت تستطيع تمييز الحق من الباطل، فالأولى ألا تدخل في هذه العلوم من الأساس."
4.مفاهيم الطاقة بين العلم والدين
هناك خلط كبير بين مفهوم الطاقة في العلوم الطبيعية (كالطاقة الحرارية أو الكهربائية) وبين ما يُروج له في الدورات الروحانية. الطاقة في العلم لها وحدات قياس وأجهزة دقيقة، أما ما يُسمى "الطاقة الروحية" أو "ذبذبات المشاعر" فلا دليل علمي عليها.
في الإسلام، تُسمى هذه الحالات "مشاعر" أو "قدرات" أو "استطاعة"، وليس "طاقة إيجابية أو سلبية". أصل هذه المصطلحات يعود إلى فلسفات وثنية كاليين واليانج، ولا علاقة لها بمفاهيم الإسلام.
5.التأمل والمحاسبة: أين الخط الفاصل؟
يشجع بعض المدربين على "التأمل" كوسيلة لمراجعة النفس أو تصفية الذهن، لكن كثيرًا ما يتم خلط التأمل بممارسات ذات جذور بوذية أو هندوسية. في الإسلام، توجد مفاهيم "محاسبة النفس" و"تزكية النفس"، وهي مراجعة الإنسان لأعماله وأخلاقه بنية التقرب إلى الله، دون اللجوء إلى تخيلات أو طقوس غريبة.
"المحاسبة في الإسلام: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا."
أما التأمل بمفهومه الطاقي، والذي يتضمن تخيل أشخاص أو حوارات مع الغائبين، فقد يفتح أبوابًا للوساوس أو حتى الشرك الخفي.
6.كتابة الأهداف والنوايا: بين التوجيه الشرعي والممارسات المشبوهة
انتشرت في السنوات الأخيرة دورات تدعو لكتابة الأهداف والنوايا بطرق غريبة، مثل تحديد ألوان معينة للأقلام أو الكتابة في أوقات فلكية محددة، بل وربطها بمفاهيم "تجديد العهود" و"تقديم القرابين" بشكل غير مباشر.
هذه الممارسات مستمدة من طقوس وثنية وسحرية، وليست من هدي الإسلام في شيء. في الإسلام، النية محلها القلب، ولا يعلمها إلا الله، ولا حاجة لكتابتها أو مشاركتها مع الغرباء.
7.خطر الانحراف العقدي في مدارس الطاقة
من أخطر ما تروج له بعض مدارس الطاقة هو فكرة أن الإنسان "مشروع رب صغير" أو أن "الله في كل شيء"، وهي أفكار تمس التوحيد وتفتح أبواب وحدة الوجود والحلول، وهي عقائد باطلة مخالفة للإسلام.
كذلك، يتم الترويج لفكرة أن الإنسان يمكنه التحكم في الكون أو جذب ما يريد بمجرد التفكير أو الترديد، مما يؤدي إلى تضخيم الذات والشعور بالاستغناء عن الله.
8.العلاج النفسي بين العلم والدجل
يلجأ بعض المدربين إلى استخدام مصطلحات نفسية مثل "التفريغ" أو "كتابة المشاعر"، ويوظفونها في سياقات طاقية أو روحانية مشبوهة. بينما العلاج النفسي الحقيقي يعتمد على أسس علمية وتجارب مثبتة، وليس على تجارب فردية أو طقوس بلا دليل.
9.الرد العلمي على دعاوى الطاقة
عند مناقشة دعاوى وجود "طاقة الحزن" أو "ذبذبات المشاعر"، يجب التفريق بين ما هو مثبت علميًا (كالطاقة الحرارية أو الكهربائية) وبين ما هو مجرد شعور أو حالة نفسية. لا توجد أجهزة علمية تقيس "طاقة الحزن" أو "ذبذبات النية"، وهذه المفاهيم تندرج تحت ما يسمى "العلم الزائف".
10.الوعي الزائف: كيف تنتشر هذه الأفكار؟
تعتمد مدارس الطاقة والتنمية البشرية الحديثة على تكرار نفس الحجج والأفكار، وتفسير النصوص الدينية بطريقة سطحية أو خاطئة. كما يتم ربط النجاح المادي أو الشفاء الروحي بممارسات لا أساس لها، مما يدفع البعض للانخراط فيها بحثًا عن حلول سريعة لمشاكلهم.
11.نصائح عملية لحماية النفس والأسرة
- الرجوع للقرآن والسنة: اجعل مرجعيتك دائمًا كتاب الله وسنة نبيه، ولا تأخذ دينك من مدربين أو مؤثرين بلا علم.
- العلم النافع: ابحث عن العلم المثبت بالتجربة والدليل، وابتعد عن العلوم الزائفة.
- محاسبة النفس: راجع نفسك وأعمالك بنية التقرب إلى الله، لا بنية السيطرة على الكون أو جذب الطاقة.
- الحوار والنقاش: إذا قابلت شخصًا متأثرًا بهذه الأفكار، ناقشه بهدوء واطلب منه الدليل، وبيّن له الحق بالحجة والبرهان.
- التحصين الفكري: علم أبناءك وأهلك أصول العقيدة الصحيحة، وحذرهم من الانسياق وراء كل جديد دون تمحيص.
خاتمة
كتابة الأهداف والنوايا أمر محمود إذا كان في إطار شرعي وعلمي صحيح، أما الانخراط في مدارس الطاقة والتنمية البشرية الزائفة فقد يؤدي إلى الانحراف العقدي والنفسي. احرص على التمييز بين العلم والدجل، وبين التوكل على الله والتعلق بالأوهام، وكن دائمًا على وعي ويقظة في زمن كثرت فيه الفتن والشبهات.
"الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها."
مصادر موثوقة للعلم الشرعي والنفسي:- القرآن الكريم وتفسيراته المعتبرة- السنة النبوية الصحيحة- كتب علماء العقيدة والسلوك مثل ابن القيم وابن تيمية- المختصون في الطب النفسي والعلاج السلوكي المعرفي
شاركنا رأيك:هل سبق أن حضرت دورة عن الطاقة أو التنمية البشرية؟ ما رأيك في كتابة الأهداف والنوايا؟ كيف تميز بين العلم والدجل؟شاركنا تجربتك في التعليقات!