🔵 بث مباشر ... أركان الإيمان والفلسفة الشرقية
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة في زمن تتسارع فيه التغيرات الفكرية والثقافية، وتنتشر فيه الفلسفات والممارسات المستوردة من الشرق والغرب، أصبح من الضروري
أركان الإيمان والفلسفات الشرقية: قراءة نقدية وتربوية
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في زمن تتسارع فيه التغيرات الفكرية والثقافية، وتنتشر فيه الفلسفات والممارسات المستوردة من الشرق والغرب، أصبح من الضروري العودة إلى الأسس الراسخة في ديننا الإسلامي، وعلى رأسها أركان الإيمان. في هذا المقال، نستعرض أركان الإيمان الستة، ونقارن بينها وبين الفلسفات الشرقية، مع تسليط الضوء على أثر هذه الفلسفات على العقيدة، وضرورة تحصين الأجيال ضد التشويش الفكري والعقدي.
أولاً: أركان الإيمان في الإسلام
أركان الإيمان هي الأساس الذي يقوم عليه البناء العقدي للمسلم، وهي ستة كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية:
- الإيمان بالله
- الإيمان بالملائكة
- الإيمان بالكتب السماوية
- الإيمان بالرسل
- الإيمان باليوم الآخر
- الإيمان بالقدر خيره وشره
كل ركن من هذه الأركان مرتبط بالآخر، وأي خلل في أحدها يؤدي إلى اهتزاز العقيدة كلها.
ثانياً: الفلسفات الشرقية وموقفها من أركان الإيمان
1.الإيمان بالله
في الإسلام، الله سبحانه وتعالى هو الخالق المدبر، المتفرد بصفاته وأسمائه الحسنى، لا يشبهه شيء، ولا يشاركه أحد في ألوهيته أو ربوبيته.
أما في الفلسفات الشرقية (مثل الطاوية والهندوسية والبوذية)، نجد مفاهيم مثل "الطاو" و"براهمان" و"المطلق"، وهي مفاهيم غامضة لا تعبر عن إله شخصي خالق، بل عن طاقة كونية أو وجود مطلق، يُرى أحيانًا على أنه جزء من الكون أو متحد به. كما تنتشر فكرة "وحدة الوجود"، التي تخلط بين الخالق والمخلوق، وتفتح الباب أمام تاليه الذات (أي اعتبار الإنسان جزءًا من الإله أو شرارة إلهية).
2.الإيمان بالملائكة
الملائكة في الإسلام مخلوقات نورانية عظيمة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ولهم وظائف محددة في الكون والآخرة.
في الفلسفات الشرقية، يُنظر إلى الكائنات الروحية (كالملائكة) بشكل رمزي أو يُختزل وجودهم إلى طاقات أو قوى معنوية، بل أحيانًا يُستحضرون أو يُطلب منهم المساعدة بشكل يتعارض مع العقيدة الإسلامية. كما يتم الخلط بين الملائكة والشياطين أو اعتبارهم وجهين لعملة واحدة، وينكر بعضهم وجود الملائكة أصلاً.
3.الإيمان بالكتب السماوية
الإسلام يُلزم بالإيمان بجميع الكتب التي أنزلها الله على رسله، مع الاعتقاد بأن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية والمهيمن عليها.
أما في الفلسفات الشرقية، فالمصادر المعتمدة هي نصوصهم المقدسة الخاصة (مثل الفيدا، البوذا شاسترا، وغيرها)، والتي لا تمت بصلة للوحي السماوي، بل تحتوي على طقوس وثنية وتعاليم متناقضة مع التوحيد. كما يتم التشكيك في صحة القرآن والسنة، أو مساواة كتبهم بالكتب السماوية الحقة.
4.الإيمان بالرسل
الرسل في الإسلام هم بشر اصطفاهم الله لتبليغ رسالته، وهم معصومون فيما يخص الرسالة، ولا يملكون من خصائص الربوبية شيئًا.
في الفلسفات الشرقية، يُنظر إلى الحكماء والمعلمين الروحيين (مثل بوذا ولاوتسو) كرموز أو حتى أنبياء، ويُدعى أن كل إنسان يمكنه أن يصبح مستنيرًا أو نبيًا عبر التجربة الذاتية. كما يتم إنكار خصوصية الوحي والرسالة، وادعاء إمكانية التواصل المباشر مع "المطلق" دون حاجة لرسل.
5.الإيمان باليوم الآخر
اليوم الآخر في الإسلام هو يوم القيامة، حيث يُبعث الناس للحساب والجزاء، إما إلى الجنة أو إلى النار.
أما في الفلسفات الشرقية، فالعقيدة الأساسية هي تناسخ الأرواح (السامسارا)، حيث تتجول الروح بين الأجساد في دورات لا نهائية، ويكون الخلاص بالانعتاق من هذه الدورة (النيرفانا أو المكشا)، وليس بالحساب أو الجزاء الأخروي. الجنة والنار ليستا حقيقيتين في تصورهم، بل رموز لحالات وعي أو عذاب روحي.
6.الإيمان بالقدر خيره وشره
الإسلام يؤمن بأن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأن الله كتب مقادير الخلائق منذ الأزل، وكل ما يحدث هو بعلمه ومشيئته.
في الفلسفات الشرقية، تنتشر مفاهيم مثل "الكارما" و"قانون الجذب"، حيث يُعتقد أن الإنسان هو من يصنع قدره بنفسه، وأن ما يصيبه هو نتيجة أفعاله في حيوات سابقة، دون إيمان بإرادة الله الشاملة أو حكمته في الابتلاء والرزق.
ثالثاً: كيف تهدم الفلسفات الشرقية أركان الإيمان؟
عند تحليل الفلسفات الشرقية وممارسات الطاقة المنتشرة اليوم (كالريكي، البرانا، الشاكرات، التنفس التحولي، التنجيم، الأحجار، وغيرها)، نجد أنها تؤدي إلى:
- تاليه الذات: تعزيز فكرة أن الإنسان يمتلك قدرات إلهية أو شرارة إلهية، وأنه يستطيع التحكم في مصيره واستجلاب ما يريد من الكون.
- إلغاء التوحيد: الخلط بين الخالق والمخلوق، وإنكار وجود إله منفصل عن الكون.
- تشويه مفهوم العبادة: تحويل العبادات إلى طقوس لجذب الطاقة أو تنظيف الهالة، بدلاً من كونها تقربًا لله وطاعة لأوامره.
- الاعتماد على القوى الخفية: طلب المساعدة من الملائكة أو الكائنات الروحية أو الكواكب، والانشغال بالتنجيم والتاروت والبندول وغيرها من وسائل العرافة والسحر.
- إنكار اليوم الآخر: استبدال الإيمان بالبعث والحساب بفكرة تناسخ الأرواح والكارما، مما يلغي الدافع للعمل الصالح ويضعف الوازع الديني.
رابعاً: أثر هذه الفلسفات على الأطفال والشباب
يواجه أطفالنا وشبابنا اليوم طوفانًا من الأفكار والممارسات التي تستهدف هويتهم الدينية والفكرية، عبر:
- الإعلام والكرتون والألعاب الإلكترونية: حيث تُبث رسائل خفية تشجع على تقبل الأفكار الوثنية أو الشذوذ أو التشكيك في القيم.
- المؤثرون على وسائل التواصل: الذين يروجون للموضة والانحلال الأخلاقي، ويهاجمون الحجاب والقيم الأسرية، ويشجعون على تقليد الغرب والشرق دون وعي.
- المدارس والمناهج: إدخال بعض الممارسات كرياضة اليوغا أو التأمل ضمن الأنشطة المدرسية، دون توعية بخلفياتها العقدية.
كل ذلك يؤدي إلى تذبذب الهوية، وضعف الانتماء، وانهيار القيم، ويجعل الأجيال الجديدة عرضة للانحراف أو الإلحاد أو فقدان الثقة بالنفس.
خامساً: كيف نحمي أجيالنا ونحصن عقيدتنا؟
- تعزيز أركان الإيمان في البيت والمدرسة: تعليم الأطفال أركان الإيمان بشكل مبسط وعملي، وربطها بالواقع.
- غرس القدوات الصحيحة: تقديم النبي محمد ﷺ والصحابة والعلماء كنماذج يُحتذى بها، بدلاً من رموز الغرب والشرق.
- التمسك بالمرجعية الإسلامية: العودة للقرآن والسنة في كل ما يخص العقيدة والتربية، وعدم الانجرار وراء "وجهات النظر" أو "الحكم المستوردة".
- الاهتمام باللغة العربية والتاريخ: الحفاظ على اللغة العربية كلغة هوية وفهم للدين، وتعليم الأطفال تاريخهم الحقيقي المشرق.
- فتح الحوار مع الأبناء: الجلوس مع الأبناء، الاستماع لهم، ومناقشة ما يتعرضون له من أفكار، وتوضيح الصح من الخطأ.
- الانفتاح الواعي: لا يعني الانفتاح الانسلاخ عن القيم، بل الاستفادة من العلوم الحديثة مع الحفاظ على الفطرة السليمة والهوية الإسلامية.
- التوعية بخطورة الممارسات الشركية: بيان أن كثيرًا من ممارسات الطاقة والتنجيم والأحجار والتوكيدات ليست إلا شركًا أو بدعًا أو خرافات.
سادساً: رسائل ختامية للأسرة والمجتمع
- دور الأسرة أساسي: لا تتركوا أبناءكم فريسة للأفكار الدخيلة، فأنتم خط الدفاع الأول عن عقيدتهم وهويتهم.
- الحب والاحتواء: امنحوا أبناءكم الحب والثقة، وكونوا قريبين منهم، فالحب هو المضاد الحيوي لكل الأفكار المسمومة.
- العقيدة حصانة: كلما ترسخت العقيدة الصحيحة في القلوب، زادت مناعة أبنائنا ضد التشويش والانحراف.
- لا تخافوا من تعليم الدين: الإسلام دين وسطي يحفظ الكرامة ويكرم الإنسان، وليس دين تشدد أو انغلاق.
- عودوا للقرآن والسنة: ففيهما العلاج لكل أزمات العصر، والنجاة من الطوفان الفكري الذي نعيشه.
خاتمة
إن أركان الإيمان ليست مجرد معلومات نظرية، بل هي حصن منيع يحمي الفرد والمجتمع من الانحراف والتيه. والفلسفات الشرقية، رغم ما تروج له من طمأنينة وسلام، تحمل في طياتها مفاهيم خطيرة تهدم العقيدة وتزعزع الإيمان. فلنعد إلى ديننا، ولنحصن أبناءنا بالعلم الصحيح، ولنعتز بهويتنا وتاريخنا، فالله سيتم نوره ولو كره الكافرون.
مصادر ومراجع
- القرآن الكريم
- السنة النبوية
- أقوال العلماء (ابن تيمية، وغيرهم)
- تجارب واقعية ونقاشات تربوية من البث المباشر لقناة سحر اليوغا والطاقة
نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وأمتنا من كل سوء، وأن يثبتنا على الحق، ويجعلنا من المخلصين لدينه.