🔵 بث مباشر ... رسالة أم أبنائها ممارسين للطاقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات مثل اليوغا والتأمل وتمارين الطاقة بين الشباب والفتيات في المجتمعات العربية، وأصبح من الشائع أن نرى أمهات يتساءلن عن
رسالة أم: ممارسة أبنائها للطاقة واليوغا بين الدين والصحة النفسية
في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات مثل اليوغا والتأمل وتمارين الطاقة بين الشباب والفتيات في المجتمعات العربية، وأصبح من الشائع أن نرى أمهات يتساءلن عن تأثير هذه الممارسات على أبنائهن، خاصة من الناحية الدينية والنفسية. في هذا المقال، نستعرض حوارًا واقعيًا دار بين أم وابنتها حول ممارسة اليوغا والطاقة، ونناقش الآراء المختلفة حول هذا الموضوع، مستندين إلى تجارب شخصية وآراء دينية واجتماعية.
ما هي اليوغا؟ رياضة أم عبادة؟
بدأت الأم حديثها بسؤال مهم: "هل ممارسة اليوغا حلال أم حرام؟ وهل تؤثر على دين أبنائي؟" هذا السؤال يتكرر كثيرًا في البيوت العربية، خصوصًا مع انتشار نوادي اليوغا وتمارين الطاقة.
أجاب أحد المتخصصين بأن اليوغا ليست مجرد رياضة، بل هي في أصلها جزء من العقيدة الهندوسية والبوذية، وتُمارس كعبادة وصلاة من خلال حركات الجسد، الجلسات، حركات الأصابع (المودرا)، وترديد كلمات (المانترا) مثل "أوم". وأوضح أن كل حركة في اليوغا لها معنى ديني، وترمز إلى آلهة في المعتقدات الشرقية. حتى حركات الأصابع أو الجلوس ليست عشوائية، بل لها دلالات روحية وعقائدية.
ملاحظة مهمة:بعض المدربين العالميين من الهندوس يؤكدون بأن اليوغا ليست رياضة، بل هي صلاتهم وعبادتهم، وأن محاولة تجزئتها أو "أسلمتها" لا يغير من حقيقتها.
التأمل وتمارين الطاقة: استرخاء أم مدخل لمعتقدات أخرى؟
ناقشت الأم وابنتها أيضًا موضوع التأمل، وطرحت تساؤلات حول تقنيات التنفس، إغلاق العينين، التركيز على الشاكرات، واستخدام الموسيقى والشموع أثناء الجلسات. وأشارت إحدى المشاركات إلى أن هذه الممارسات قد تبدو في ظاهرها استرخاءً أو وسيلة للراحة النفسية، لكنها في جوهرها مرتبطة بمعتقدات روحية غير إسلامية.
وأوضحت إحدى السيدات تجربتها الشخصية، حيث بدأت بممارسة التأمل واليوغا تدريجيًا، ولاحظت مع الوقت تغيرات في حالتها النفسية والجسدية، مثل العزلة، الأحلام الغريبة، تقلب المزاج، واضطراب في الصحة الجسدية. كما ذكرت أن هناك من توقف عن قراءة القرآن تدريجيًا بسبب التعمق في هذه الممارسات.
موقف الدين: النية وحدها لا تكفي
طرحت إحدى المشاركات حديث "إنما الأعمال بالنيات"، وتساءلت: هل النية الطيبة في ممارسة اليوغا كرياضة تجعلها حلالاً؟ أجاب المتخصصون بأن النية الصالحة لا تُحوّل العمل المحرم إلى حلال، وأن الأعمال الفاسدة لا تُقبل حتى لو كانت النية طيبة. فالمهم هو موافقة العمل للشريعة، وليس النية فقط.
التجربة الغربية: لماذا منعت أمريكا اليوغا في المدارس؟
لفت أحد المتحدثين إلى أن أمريكا، رغم كونها دولة علمانية وغير مسلمة، منعت تدريس اليوغا والتأمل في المدارس الحكومية منذ السبعينيات، باعتبارها ممارسات دينية خاصة بالهندوس والبوذيين. هذا القرار جاء احترامًا لدستورهم الذي يفصل بين الدين والدولة، ويمنع فرض أي معتقد ديني في المؤسسات الرسمية.
كل حركة لها معنى: ماذا تعني وضعيات اليوغا؟
أوضحت إحدى المدربات أن كل حركة في اليوغا (الأسناس) لها اسم ومعنى ديني، مثل حركة الأفعى، الطاووس، القمر، الكلب، وغيرها. هذه الحركات ليست عشوائية أو مصممة لأهداف رياضية بحتة، بل لها جذور روحية وتعبدية في المعتقدات الهندوسية والبوذية.
المخاطر النفسية والصحية
شارك بعض الحضور تجاربهم الشخصية، حيث لاحظوا أن التعمق في تمارين الطاقة واليوغا قد يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل العزلة، الاكتئاب، اضطراب النوم، وحتى ظواهر غريبة في البيت مثل الأحلام المزعجة أو الشعور بالطاقة السلبية. كما أشاروا إلى اضطرابات جسدية مثل عدم انتظام الدورة الشهرية أو التعب العام.
نصيحة للأمهات والفتيات
في نهاية الحوار، وجه المشاركون نصائح للأمهات والفتيات بضرورة البحث والتأكد من مصادر هذه الممارسات، وعدم الانجرار وراء كل جديد دون معرفة حقيقته وأثره الديني والنفسي. وشددوا على أهمية الحوار بين الأمهات والبنات، والحرص على سلامة الدين والنفس معًا.
خلاصة
اليوغا وتمارين الطاقة ليست مجرد رياضة أو وسيلة للاسترخاء كما يروج لها البعض، بل تحمل في طياتها معانٍ دينية وروحية قد تتعارض مع العقيدة الإسلامية. لذلك، من المهم أن يكون لدى الأسرة وعي كافٍ، وأن تلجأ إلى المصادر الموثوقة قبل ممارسة أي نشاط جديد. الحوار المفتوح بين الأمهات والبنات، والبحث الدقيق، هما السبيل للحفاظ على سلامة الدين والنفس في عصر الانفتاح الثقافي.
للمزيد من المعلومات:إذا كان لديكِ تساؤلات حول هذه المواضيع، يمكنك التواصل مع مختصات في المجال الديني أو النفسي، أو البحث في المصادر الموثوقة على الإنترنت، مع الحرص على التحقق من صحة المعلومات.