🔵 بث مباشر ... شعوذة الطاقة ( عباد العقول ) مشاركات الضيوف

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين المجتمعات العربية موجة من الدورات والممارسات المتعلقة بما يسمى "علوم الطاقة" و"العلاج بالطاقة" و"الشاكرات" وغيرها من ال

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق

شعوذة الطاقة وعباد العقول: شهادات وتجارب وتحذيرات

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين المجتمعات العربية موجة من الدورات والممارسات المتعلقة بما يسمى "علوم الطاقة" و"العلاج بالطاقة" و"الشاكرات" وغيرها من المفاهيم المستوردة من ثقافات وديانات شرقية. هذه الممارسات غالبًا ما يتم تسويقها على أنها طريق للسعادة، ووسيلة لتحقيق التوازن النفسي والجسدي، أو حتى كعلاج للأمراض والضغوطات. لكن خلف هذه الدعايات البراقة، تكمن حقائق صادمة وتجارب مريرة عاشها كثيرون ممن خاضوا غمار هذه الدورات.

في هذا المقال، نستعرض شهادات حية وتجارب واقعية لأشخاص خاضوا تلك الدورات ثم عادوا منها نادمين، ونحلل الأساليب التي يستخدمها مروجو هذه العلوم الزائفة، ونوضح المخاطر الدينية والنفسية والاجتماعية المترتبة عليها، مع نصائح عملية للحماية والوقاية.

من الغموض إلى الهلاك: كيف يبدأ الاستدراج؟

يبدأ الأمر غالبًا بدورات أو ورش عمل تحمل عناوين براقة وغامضة، تجذب الباحثين عن حلول لمشاكلهم النفسية أو الجسدية أو حتى الروحية. في البداية، يسود الغموض، وتُطرح أفكار ومصطلحات مبهمة، ثم شيئًا فشيئًا يتم كشف "الأنـياب" الحقيقية لهذه الدورات.

تروي إحدى المشاركات تجربتها قائلة:

"كنت أشعر بالخجل من نفسي بعد أن انخدعت ودخلت هذا الطريق الخاطئ. لولا فضل الله الذي أخرجني من هذه الظلمات، لكنت الآن أعيش في ضياع. أردت أن أشارك قصتي لأحذر الناس: مهما كنت واعيًا أو متعلمًا، يمكنك أن تنخدع بسهولة إذا لم تكن متيقظًا."

وتضيف أخرى:

"في البداية كان عندي شغف كبير لمعرفة أسرار الطاقة، فدخلت عدة دورات بسرعة حتى أصبحت مدربة معتمدة من مؤسسة أمريكية. كنت أظن أنني أتعلم شيئًا فريدًا لا يعرفه الجميع، وكلما تعمقت أكثر، ازددت تعلقًا واعتقادًا بأنني أكتشف علمًا عظيمًا. لكن في النهاية، وجدت نفسي أدور في متاهة مظلمة، والحمد لله أنني خرجت بأقل الخسائر مقارنة بآخرين تضرروا كثيرًا."

استغلال الأزمات والعواطف: مدخل المشعوذين

من أبرز أساليب مروجي الطاقة استغلال الظروف النفسية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها الناس. فخلال جائحة كورونا، على سبيل المثال، انتشرت مشاعر الإحباط والخوف والقلق، فوجد مروجو الطاقة في ذلك فرصة للظهور كمنقذين، يعدون بإطفاء المشاعر السلبية وتقديم حلول سحرية.

كما يتم استغلال المناسبات الاجتماعية، مثل يوم المرأة العالمي، لتنظيم فعاليات ظاهرها التوعية والدعم، وباطنها اصطياد "فرائس" جدد، خاصة من النساء اللاتي يعانين من مشاكل أسرية أو ضغوط نفسية. تبدأ الجلسات بمواضيع عامة، ثم يُفتح الباب للنقاشات الشخصية، ليتم بعدها توجيه كل واحدة إلى جلسة أو دورة طاقة تناسب مشكلتها، حتى تصبح زبونة دائمة أو حتى مدربة جديدة.

التدرج نحو الشركيات: تمييع العقيدة وخطر الانزلاق

تحذر إحدى المشاركات من خطورة تمييع العقيدة في هذه الدورات، حيث يتم تمرير عبارات شركية أو مخالفة للتوحيد بطريقة مبطنة أو حتى صريحة أحيانًا، لكن غالبًا بلغة أجنبية أو في فيديوهات غير مترجمة حتى لا ينتبه الحضور.

تقول إحداهن:

"في إحدى الدورات، كان هناك مقطع فيديو يقول فيه المدرب: 'لو كنت أنا الله، لأوقفت الفيضانات'. هذا شرك صريح بالله، لكن يتم تمريره بشكل غير مباشر. عندما بدأت ألاحظ هذه العبارات، شعرت بثقل نفسي كبير وقررت التوقف فورًا."

وتؤكد أخرى:

"حتى في الدورات التي تبدو غير متعلقة بالطاقة، مثل دورات تربية الأبناء أو التغذية، يتم إدخال مفاهيم الطاقة تدريجيًا حتى يجد الشخص نفسه متورطًا في جلسات طاقة أو تمارين مشبوهة دون أن يدري."

الآثار النفسية والاجتماعية: من العزلة إلى التمرد الأسري

تشير الشهادات إلى أن الانغماس في هذه الممارسات يؤدي غالبًا إلى تغيرات سلبية في الشخصية والسلوك. فبدلاً من تحقيق السعادة أو التوازن، يعاني الكثيرون من اضطرابات نفسية، أرق، قلق، أو حتى شعور بالخواء الروحي. كما لوحظ أن النساء المتزوجات اللاتي دخلن هذه الدورات أصبحن أكثر تمردًا وعصيانًا لأزواجهن، بل وانتهت بعض الحالات بالطلاق أو القطيعة الأسرية.

ويحذر أحد المتحدثين:

"من تدخل في هذه الأمور، تبتعد عن أهلها وتصبح عنيدة وغير مطيعة، حتى ملامحها تتغير. يظنون أن الطاقة ستزيد أنوثتهن وجمالهن، لكن النتيجة هي العكس: عزلة، نفور، وقبح نفسي ومعنوي."

الرد الشرعي والعلمي: التوحيد أولاً، والعقل لا يُعبد

يشدد المشاركون على ضرورة العودة إلى العقيدة الصحيحة، والتمسك بتوحيد الله، وعدم الانخداع بالدعاوى الزائفة التي تروج لفكرة أن "الكون" هو الذي يعطي ويمنح، أو أن هناك أسرارًا خفية للطاقة لا يعرفها إلا قلة من الناس.

كما يؤكدون أن العقل أداة للفهم والبحث، وليس حاكمًا على الوحي أو بديلاً عن النصوص الشرعية. فالتدبر والتفكر مطلوبان، لكن ضمن حدود العلم والتجربة والدين، وليس في قبول كل فكرة لمجرد أنها تبدو منطقية أو مغرية.

ويُحذر من الانسياق وراء دعاوى "عباد العقول" الذين يظنون أنهم أذكى الناس، بينما هم في الحقيقة ضحايا تضليل وتزييف.

نصائح عملية للوقاية والعلاج

  • التمسك بالأذكار والقرآن: الأذكار اليومية وقراءة القرآن، خاصة سورة البقرة، حصن حصين للمؤمن من كل شر وسحر.
  • عدم الاستماع إلى رقى اليوتيوب: كثير من التسجيلات المنتشرة ليست موثوقة، وبعضها قد يحتوي على تحريف أو تلاعب بالآيات.
  • الاستشارة عند الشك: إذا واجهت أي فكرة أو دورة مشبوهة، استشر أهل العلم أو المختصين قبل الانخراط فيها.
  • الانشغال بما ينفع: ملء الوقت بالعبادة، العمل، الهوايات المفيدة، والقراءة النافعة، يقي من الفراغ الذي يستغله المشعوذون.
  • عدم الخجل من التوبة: من وقع في هذه الممارسات ثم تاب، فليعلم أن الله يفرح بتوبته، وأن الاعتراف بالخطأ ومساعدة الآخرين على النجاة منه عمل عظيم.
  • الحذر من العروض المغرية: لا تنخدع بالعناوين البراقة أو الخصومات أو العروض المجانية، فغالبًا ما تكون وسيلة لاصطياد الضحايا.

خلاصة: اصنع سعادتك بنفسك

الحياة ليست وردية، ولا توجد حلول سحرية لمشاكلنا. السعادة الحقيقية تُصنع بالرضا، والاجتهاد، والتمسك بالقيم الصحيحة، وليس بالبحث عن أسرار زائفة أو طقوس غامضة. لا تنتظر من أحد أن يسعدك، بل اصنع سعادتك بنفسك، وكن على يقين أن الله هو الشافي والمعافي، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا.

احذروا من شعوذة الطاقة وعباد العقول، وكونوا على ثغور التوحيد والعقيدة، فالأمة بحاجة إلى وعيكم وثباتكم.

شارك هذا المقال مع من تحب، فقد تكون سببًا في إنقاذ شخص من براثن الدجل والشعوذة.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك