أشكوا من أحلام اليقظة: ما هو الحل؟

**مقال تعليمي مستوحى من بث قناة سحر اليوغا والطاقة*

مقدمة

يعاني كثير من الناس من ظواهر غريبة تحدث لهم أثناء النوم أو بين النوم واليقظة، مثل الإحساس بالخوف أو الفزع، أو رؤية أحلام متكررة وغامضة يصعب تفسيرها. في هذا المقال، نستعرض تجربة إحدى المتابعات التي شاركت قصتها على قناة "سحر اليوغا والطاقة"، ونقدم شرحًا علميًا ودينيًا لهذه الظواهر، مع نصائح عملية للتعامل معها.

تجربة شخصية: القلق وأحلام اليقظة

تروي إحدى السيدات أنها عاشت لمدة عام تقريبًا حالة غريبة أثناء النوم، حيث تشعر وكأنها تموت أو تخرج من جسدها، وترى أشياء وأحداثًا لا تتذكر معظمها عند الاستيقاظ. تستيقظ مفزوعة مع خفقان في القلب، وتظل في حالة رعب لساعة أو أكثر. بحثت عن تفسير لهذه الحالة عبر الإنترنت، ووجدت من يربطها بما يسمى "الإسقاط النجمي" أو خروج الروح من الجسد، لكنها لم تجد تفسيرًا واضحًا أو علاجًا فعالاً.

السيدة أكدت أنها بصحة جيدة ولا تتناول أي أدوية نفسية، وأنها تؤدي أذكار النوم وتقرأ القرآن بانتظام، لكنها لا تزال تعاني من هذه الظواهر، خاصة بين النوم واليقظة أو أثناء النوم العميق.

تفسير الظواهر: رؤية الأحلام وأنواعها

أوضح الشيخ طاهر، أحد ضيوف الحلقة، أن ما يراه الإنسان في نومه ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

• الرؤيا الصادقة: وهي من الله سبحانه وتعالى، وتكون واضحة ومفصلة، غالبًا تحمل بشارة أو تحذيرًا للمؤمن.
• حديث النفس: وهي انعكاس لما يشغل الإنسان في يقظته، من أفكار أو مشاعر، فيراها في منامه.
• أحلام من الشيطان: وهي الأحلام المزعجة أو المخيفة التي تهدف إلى إدخال القلق والفزع إلى نفس الإنسان.

في حالة السيدة، يبدو أن ما تعانيه هو النوع الثالث، حيث تتكرر الأحلام المزعجة وتسبب لها الفزع.

كيف تتعامل مع هذه الأحلام؟

1.التحصين بالأذكار

أكد الشيخ أهمية قراءة أذكار النوم، مثل آية الكرسي، وسور الإخلاص والفلق والناس، والنوم على الجانب الأيمن كما كان يفعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما أوصى بدعاء خاص علمه النبي لخالد بن الوليد رضي الله عنه:

"اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، كن لي جارًا من شر خلقك كلهم جميعًا أن يفرط علي أحد منهم أو يبغي علي أحد، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك."

المهم في الأذكار والدعاء هو اليقين بأن الله سينفع بها، وأنها ليست مجرد كلمات، بل حماية حقيقية لمن يعتقد بها بقلبه.

2.عدم التركيز على الأحلام المزعجة

تجاهل الأحلام المزعجة وعدم إعطائها أهمية كبيرة هو جزء أساسي من العلاج. كلما ركز الإنسان على هذه الأحلام، زاد تأثيرها عليه نفسيًا، وقد تتفاقم الحالة إلى وسواس أو قلق دائم.

3.الاستمرار في الطاعة والعبادة

القرآن الكريم والذكر والاستغفار تقوي الإنسان وتضعف تأثير الشيطان أو "القرين". كلما ابتعد الإنسان عن الطاعة، زاد تسلط الوساوس عليه.

4.نصائح إضافية للبيت

• قراءة سورة البقرة في المنزل لطرد الطاقات السلبية.
• عدم الانشغال بتفسيرات غير مثبتة مثل الأبراج أو التاروت.
• عدم وجود صور أو تماثيل في البيت، والابتعاد عن كل ما نهى عنه الشرع.

ماذا عن "الإسقاط النجمي"؟

حذّر الشيخ من الانسياق وراء تفسيرات غير علمية أو غير شرعية مثل "الإسقاط النجمي" أو "الزهريين"، مؤكدًا أن هذه مصطلحات لا أصل لها في القرآن أو السنة، وأنها قد تكون نوعًا من الاستدراج الشيطاني لإشغال الإنسان بأوهام لا حقيقة لها.

دور القرين وتأثيره

لكل إنسان قرين من الجن وقرين من الملائكة. كلما زادت طاعة الإنسان، تقوى قرين الملائكة ويضعف تأثير قرين الجن، والعكس صحيح. تأثير القرين على الإنسان غالبًا نفسي وعقلي وليس جسديًا، ويضعف مع كثرة الذكر والقرآن.

خلاصة ونصائح عملية

• التزم بأذكار النوميوميًا وبثقة ويقين.
• تجاهل الأحلام المزعجةولا تعطيها أكبر من حجمها.
• استمر في العبادة والذكر، فهي الحصن المنيع ضد الوساوس.
• لا تبحث عن تفسيرات غير مثبتة، وابتعد عن كل ما يخالف العقيدة.
• استشر مختصًاإذا استمرت الأعراض بشكل يعيق حياتك اليومية.

كلمة أخيرة

ما يراه الإنسان في نومه قد يكون رسالة أو مجرد حديث نفس أو وسوسة شيطانية. المهم أن نحصن أنفسنا بالذكر والقرآن، ونثق أن الله هو الحافظ والمعين. لا تدع الخوف أو القلق يسيطر عليك، وتذكر أن كل ما يصيب المؤمن خير بإذن الله.