🔵 بث مباشر ... إستضافتنا ببث أبو مالك المبرد حفظه الله ورعاه

في السنوات الأخيرة، انتشرت موجة كبيرة من دورات وممارسات ما يسمى بـ"الطاقة" و"العلاج بالطاقة" في العالم العربي والإسلامي. هذه الممارسات، التي يتم الترو

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
7 دقائق

التحذير من خرافات الطاقة والعلاج بالطاقة: حقائق وتجارب واقعية

في السنوات الأخيرة، انتشرت موجة كبيرة من دورات وممارسات ما يسمى بـ"الطاقة" و"العلاج بالطاقة" في العالم العربي والإسلامي. هذه الممارسات، التي يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الممولة، تدّعي قدرتها على علاج الأمراض، تحقيق السلام الداخلي، جذب الشريك المثالي، وحتى تحقيق الثروة والنجاح. لكن ما حقيقة هذه الدورات؟ وما هي آثارها النفسية والدينية والاجتماعية على الأفراد والمجتمع؟

في هذا المقال، نستعرض شهادات حية من أشخاص خاضوا هذه التجربة، ونكشف عن الجذور الفكرية والروحية لهذه الممارسات، ونوضح خطورتها من الناحية العقدية والاجتماعية.

البداية: كيف يقع الناس في فخ الطاقة؟

تقول إحدى المشاركات:

"لم أدخل مجال الطاقة بحثًا عن العلاج أو لجذب شريك الحياة كما يفعل الكثيرون، بل دخلته بالصدفة عبر إعلان ممول على وسائل التواصل الاجتماعي. كان الإعلان يوحي بأن من يملك تقنية 'الأكسس بارز' يمتلك عصا سحرية تفتح له كل الأبواب المغلقة، سواء كانت مادية أو روحية أو اقتصادية."

وتضيف:

"للأسف، كانت أول دورة لي صدمة كبيرة. المعلومات المقدمة لم تكن مقبولة عقليًا، بل كانت المدربة تطلب منا أن نترك عقولنا خارج القاعة! كانت هذه بداية صادمة لي، فأنا إنسانة عقلانية لا أقبل الأمور عبثًا. لكن، كما يقال، لكل فارس كبوة، وقد وقعتُ في الفخ بسبب الإعلانات المبهرة."

هذا المشهد يتكرر مع كثيرين، حيث يبدأ الأمر بدورة واحدة، ثم تتبعها دورات أخرى، حتى يجد الشخص نفسه غارقًا في هذا العالم، وربما يصبح هو نفسه مدربًا ينشر هذه الأفكار.

لماذا يصعب الخروج من دوامة الطاقة؟

تشير التجارب إلى أن الدخول في هذه الدورات سهل، لكن الخروج منها صعب جدًا. فمع الوقت، يبدأ الشخص بفقدان علاقته بأسرته ومجتمعه، ويعيش في عزلة نفسية واجتماعية، ويعاني من آثار نفسية وروحية عميقة، قد تصل إلى رؤية الشياطين وسماع أصوات غريبة، بل وحتى إلى إنكار السنة والقرآن وترك الصلوات.

يقول أحد الناجين:

"كنت شخصًا اجتماعيًا جدًا، لكن بعد دخولي عالم الطاقة، أصبحت منعزلاً تمامًا. بدأت أشكك في ديني، وأنكر السنة، وأفسر القرآن حسب هواي. علاقتي مع والدتي تدهورت، وأصبحت لا أستجيب لها، بل أبتعد عنها."

ويضيف آخر:

"الخروج من هذا المستنقع ليس سهلاً. حتى بعد تركي لهذه الممارسات، لا زلت أعاني من آثارها النفسية والجسدية."

الجذور الفكرية والروحية لممارسات الطاقة

يؤكد المشاركون أن هذه الممارسات ليست جديدة، بل هي امتداد لفلسفات باطنية قديمة، مثل الغنوصية، والهندوسية، والبوذية، والتنجيم، والسحر، وغيرها من العقائد الوثنية.

يقول أحد المتخصصين:

"مدارس الطاقة والتنمية البشرية والتأمل والتنفس، كلها مستمدة من مدارس التنجيم والكهانة، مثل قراءة الكف، والتارو، والخرائط الفلكية. هذه الأفكار عمرها آلاف السنين، وهي ليست وليدة اليوم."

ويضيف:

"اليوم نرى انتشارًا واسعًا لهذه الممارسات، خاصة بعد جائحة كورونا، حيث بدأ الهجوم على الدين والمجتمع بشكل منظم. حتى أن هناك فتاوى رسمية بتجريم العلاج بالطاقة وممارساتها في بعض الدول العربية."

كيف يتم تسويق هذه الخرافات؟

تعتمد هذه الدورات على سرقة المصطلحات العلمية والدينية، وتقديمها في قالب جديد. فمثلاً، يتم استبدال مفاهيم التوكل والدعاء لله بمفاهيم "قانون الجذب" و"الامتنان للكون"، ويتم تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تفسيرات باطنية تخالف إجماع العلماء.

تقول إحدى المشاركات:

"يتم تعليمنا أن نصلي صلاة 'روحانية'، أو أن نستبدل أذكار الصباح والمساء بتوكيدات مثل: 'أنا قوية، أنا أستحق، أنا أستطيع'، ويطلب منا الامتنان للمخدة أو الباب أو الكوب، بدلاً من الامتنان لله عز وجل."

ويضيف أحد المتخصصين:

"يتم استبدال الدعاء لله بالدعاء للكون، واستبدال الإيمان باليوم الآخر بعقيدة تناسخ الأرواح والكارما، وهي عقائد هندوسية وبوذية صريحة."

المخاطر العقدية والاجتماعية

أخطر ما في هذه الممارسات أنها تؤدي إلى زعزعة العقيدة، وإنكار السنة، والتشكيك في القرآن، وترك العبادات، بل ووصول البعض إلى الإلحاد الصريح.

يقول أحد المشاركين:

"دخلتُ في مدرسة تطوير الذات والطاقة وأنا في سن 18، وبعد سنوات أصبحت أشكك في ديني وأرفض السنة، وأفسر القرآن حسب هواي، حتى كدت أخرج من الإسلام."

وتحذر إحدى الطبيبات المشاركات:

"هذه الممارسات تدخل على الناس من باب العلم والطب، لكنها في حقيقتها تؤدي إلى الضلال أو حتى الجنون والمس الشيطاني. كثير من الحالات التي رأيناها بدأت بممارسات بسيطة كتمارين التنفس أو التأمل، وانتهت برؤية الشياطين وسماع أصوات غريبة."

كيف يمكن مواجهة هذه الموجة؟

  • التوعية الشاملة:يجب أن يكون هناك جهد منظم من العلماء وطلبة العلم والمؤسسات التعليمية والإعلامية لتوعية الناس بخطورة هذه الممارسات وبيان حقيقتها.
  • التمسك بالعقيدة الصحيحة:يجب العودة إلى الكتاب والسنة بفهم الصحابة والسلف الصالح، وعدم الانجرار وراء التفسيرات الباطنية أو الدعاوى الجديدة.
  • عدم التساهل مع المصطلحات:يجب الحذر من استخدام مصطلحات مثل "طاقة إيجابية" و"طاقة سلبية" و"الشاكرات"، وعدم المشاركة في تسويق هذه الأفكار.
  • التحذير من الدورات المشبوهة:يجب الحذر من الدورات التي تدّعي علاج الأمراض أو تحقيق النجاح والسعادة عبر ممارسات غامضة أو طقوس غير شرعية.
  • تعلم العقيدة الصحيحة:على كل مسلم ومسلمة أن يتعلموا أصول العقيدة، ويفهموا الفرق بين التوحيد والشرك، حتى لا يكونوا فريسة سهلة لهذه الخرافات.

كلمة أخيرة

إن موجة الطاقة والعلاج بالطاقة ليست مجرد موضة أو وسيلة للعلاج النفسي، بل هي مشروع فكري وروحي يستهدف ضرب العقيدة الإسلامية، وتدمير الأسرة والمجتمع. يجب علينا جميعًا أن نكون على وعي بهذه المخاطر، وأن نحصّن أنفسنا وأبناءنا بالعلم الصحيح، وأن نحذر من كل من يدعو إلى تفسير جديد للقرآن أو السنة يخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

ديننا واضح، وعقيدتنا صافية، والنجاة في التمسك بالوحي والابتعاد عن البدع والخرافات.قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك."

فلنكن جميعًا من أهل المحجة البيضاء، ولنحذر من الوقوع في شراك الدجالين وأوهام الطاقة.

ملاحظة هامة:كل ما يسمى "علم طاقة" أو "دكتوراه في الطاقة" هو وهم وكذب، ولا يوجد له أي أساس علمي أو أكاديمي معترف به. وأغلب من يدّعي ذلك ليس لديه أي مؤهل علمي حقيقي.

مصادر للمزيد من التوعية

  • كتب ومقالات الشيخ ابن باز رحمه الله في العقيدة.
  • محاضرات العلماء وطلبة العلم حول البدع والشركيات.
  • الفتاوى الرسمية حول العلاج بالطاقة والتنمية البشرية المشبوهة.
  • متابعة حملات التوعية على وسائل التواصل الاجتماعي.

حفظ الله الجميع من كل شر، ووفقنا للثبات على الحق.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك