🔵 بث مباشر ... تجارب العائدين من شعوذة الطاقة والثيتا والاكسس بارز والتاروت والريكي
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ ممارسات مثل "الطاقة"، "الثيتا هيلينج"، "الاكسس بارز"، "التاروت"، و"الريكي" في المجتمعات العربية، خاصة بين فئات ا
تجارب العائدين من شعوذة الطاقة والثيتا والاكسس بارز والتاروت والريكي: دروس وعبر
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ ممارسات مثل "الطاقة"، "الثيتا هيلينج"، "الاكسس بارز"، "التاروت"، و"الريكي" في المجتمعات العربية، خاصة بين فئات الشباب والباحثين عن التطوير الذاتي والشفاء الروحي. لكن مع هذا الانتشار، ظهرت شهادات وتجارب لأشخاص عادوا وتابوا بعد خوضهم في هذه المجالات، محذرين من مخاطرها وآثارها النفسية والدينية والاجتماعية. في هذا المقال، نستعرض أبرز النقاط والدروس المستفادة من تجارب العائدين، ونوضح الفروق بين العلاج النفسي السليم وهذه الممارسات.
1.مغالطات ومبالغات في عالم الطاقة والتنمية الذاتية
بدأت النقاشات حول مدى المبالغة أو المغالطة في التحذير من هذه الممارسات. يرى البعض أن التحذيرات مبالغ فيها، بينما يؤكد العائدون أن الشيطان لا يترك الإنسان، وأن الانزلاق في هذه الممارسات قد يبدأ بالفضول أو البحث عن حل سريع لمشكلة نفسية أو عاطفية، لينتهي بأضرار روحية ونفسية عميقة.
التأمل والتنفس: بين الفائدة والخطر
تم الإشارة إلى أن بعض التمارين مثل التنفس قد تكون مفيدة إذا تمت تحت إشراف طبي محترف، خاصة لمن يعانون من مشاكل صحية. لكن عند اقترانها بمعتقدات أو طقوس روحية دخيلة، أو عند ممارستها بطرق غير مدروسة، قد تؤدي إلى أضرار نفسية أو حتى روحية.
2.اليوغا والتأمل: رياضة أم طقوس دينية؟
من أبرز النقاط التي أثارت الجدل تجربة إحدى المشاركات مع اليوغا. فقد بدأت بممارستها كرياضة، دون إدراك خلفيتها الدينية الهندوسية، إلى أن استمعت إلى تجارب آخرين وتحذيرات المختصين، فقررت التوقف عنها. أكدت أن كثيرين يبررون لأنفسهم ويقللون من شأن المخاطر، لكن التجربة أثبتت لها أن الأمر ليس مجرد تمارين جسدية، بل يحمل أبعاداً روحية قد تتعارض مع العقيدة الإسلامية.
الرموز الدينية والتأثر الثقافي
تمت الإشارة أيضاً إلى خطورة الاستهانة بالرموز الدينية من ثقافات أخرى، مثل ارتداء صليب أو وضع شجرة كريسماس، حتى وإن لم يكن القصد دينيًا، لأن هذه الرموز تحمل معاني عميقة في الأديان الأخرى.
3.التاروت وتوأم الشعلة: رحلة البحث عن إجابات
روت إحدى المتحدثات تجربتها مع التاروت و"توأم الشعلة"، حيث بدأت من باب الفضول والرغبة في فهم مشاعرها تجاه شخص ما. ومع الوقت، وجدت نفسها تنجرف نحو تصديق قراءات الطاقة والتنبؤات، رغم عدم اقتناعها الكامل. أشارت إلى أن هذه الممارسات قد تستغل نقاط ضعف الإنسان، خاصة في حالات الاكتئاب أو الفراغ العاطفي، وتدخله في دوامة من التعلق بالأوهام والبحث عن إجابات في أماكن خاطئة.
4.الانخراط في جلسات الطاقة: آثار نفسية وروحية
تناولت شهادات أخرى تجارب مع جلسات الطاقة والتأمل الجماعي، حيث يتم استدراج الأشخاص تحت غطاء "تطوير الذات" أو "العلاج النفسي". وأشارت إحدى المشاركات إلى تجربتها مع منظمة "براما كوماريس" المنتشرة في الخليج، والتي تروج لتقنيات تأملية ذات خلفية هندوسية. ذكرت كيف يتم تبرير ممارسات أخلاقية مرفوضة (مثل الكارما وتبرير الاعتداءات) تحت مسميات روحية، وكيف أن هذه الأفكار قد تخلق اضطرابات نفسية عميقة.
5.الآثار الجانبية: كوابيس، اكتئاب، واضطرابات نفسية
من خلال التجارب، تكررت الشكاوى من أعراض مثل الكوابيس، شلل النوم (الجاثوم)، الاكتئاب العميق، والقلق المزمن. وأكدت المشاركات أن العودة إلى الأذكار الشرعية والالتزام بالصلاة والرقية الشرعية كان له الأثر الأكبر في تحسن حالتهن النفسية والروحية.
6.الخلط بين علم النفس وعلوم الطاقة
أشارت إحدى المختصات إلى خطورة الخلط بين مصطلحات علم النفس وممارسات الطاقة، مثل "الطفل الداخلي". ففي حين أن علم النفس يتعامل مع الصدمات والجراح النفسية بأساليب علمية مثبتة، تقوم بعض مدارس الطاقة باستعارة المصطلحات وتوظيفها في سياقات غير علمية، مما قد يضلل الباحثين عن العلاج.
7.التجربة مع الثيتا هيلينج: رحلة من الانبهار إلى التوبة
سردت إحدى المشاركات تجربتها مع تقنية "الثيتا هيلينج"، حيث انبهرت في البداية بسرعة النتائج والشعور بالراحة المؤقتة. لكنها مع الوقت لاحظت آثاراً جانبية خطيرة، منها التحرشات الروحية، وزيادة في المشاكل الصحية، وشعور بالضيق والاختناق عند محاولة تعليم التقنية للآخرين. وأكدت أن العودة إلى القرآن والرقية الشرعية كان المنقذ الحقيقي، وأن كل هذه الممارسات ما هي إلا شعوذة أو سحر مقنع.
8.الفروق بين العلاج النفسي والكوتشينج والتنمية البشرية
تم توضيح الفرق بين العلاج النفسي المعتمد والكوتشينج أو التدريب الحياتي. فالعلاج النفسي يتعامل مع المشكلات النفسية بطرق علمية، بينما الكوتشينج يركز على تحقيق الأهداف وتطوير المهارات دون التطرق لمشاكل نفسية عميقة. كما تم التحذير من "الكوتشينج" الذي يخلط بين التنمية الذاتية وعلوم الطاقة أو التأملات الدينية الدخيلة.
9.حالات الأطفال: ضرورة الاستعانة بالمتخصصين
عرضت إحدى الحالات تجربة طفلة تعاني من اضطرابات النوم وسماع أصوات غريبة، ونُصح الأهل بمراجعة أخصائي نفسي والتأكد من خلو الطفلة من حالات الرهاب أو الهلع، مع التأكيد على أهمية الرقية الشرعية ودور الأبوين في حماية الأطفال روحياً ونفسياً.
10.نصائح ختامية ودروس مستفادة
- لا تستسهلوا دخول هذه المجالاتبدافع الفضول أو البحث عن حل سريع لمشكلة عاطفية أو نفسية.
- انتبهوا للخلط بين المصطلحات العلمية والممارسات الروحية، وتمييز العلاج النفسي الحقيقي عن الشعوذة المقنعة.
- العودة إلى الأذكار الشرعية والالتزام بالصلاةهو السبيل الحقيقي للراحة النفسية والروحية.
- استشيروا المختصين النفسيين والأطباءعند مواجهة مشاكل نفسية، وابتعدوا عن مدربي الطاقة والممارسات غير المعتمدة.
- احذروا من استدراج الأطفال والمراهقينلمثل هذه الممارسات، وراقبوا أي تغيرات سلوكية أو نفسية عليهم.
خاتمة
تجارب العائدين من شعوذة الطاقة والتأملات الدخيلة تحمل دروساً عميقة لكل باحث عن الحقيقة والراحة النفسية. لا تغرنكم العبارات البراقة أو النتائج السريعة، فالصحة النفسية والروحية لا تُشترى بجلسة طاقة أو قراءة تاروت، بل تحتاج إلى وعي، علم، والتزام بمنهج رباني سليم. نسأل الله أن يردنا إليه رداً جميلاً، وأن يحفظنا وأبناءنا من كل فتنة.