🔵 أبو فيصل : خطورة المدرسة النورانية وإنتشارها
في عصرنا الحالي، نواجه معضلة كبيرة تهدد عقيدة وسلامة أبناء الأمة الإسلامية. من بين أخطر هذه التحديات، تبرز "المدرسة النورانية" التي انتشرت بشكل ملحوظ
خطورة المدرسة النورانية وانتشارها: تحذير للمجتمع الإسلامي
مقدمة
في عصرنا الحالي، نواجه معضلة كبيرة تهدد عقيدة وسلامة أبناء الأمة الإسلامية. من بين أخطر هذه التحديات، تبرز "المدرسة النورانية" التي انتشرت بشكل ملحوظ في الأوساط الإسلامية، وأصبحت تستهدف عقول وقلوب المسلمين عبر فلسفات وممارسات ظاهرها الخير وباطنها الشر والانحراف العقدي.
ما هي المدرسة النورانية؟
المدرسة النورانية ليست مجرد ممارسات سحرية أو استحضار للجن، بل هي فلسفة فكرية قديمة تعود جذورها إلى آلاف السنين. تعتمد هذه المدرسة على فكرة "النور الداخلي" المرتبط بما يسمى بـ"لوسيفر" أو إبليس، حيث حاولت المدارس الباطنية القديمة والحديثة تقديم إبليس كرمز للنور، في محاولة لتزيين الباطل وتقديمه في ثوب مقبول.
هذه الفلسفة انتقلت عبر العصور، وتبنتها مدارس غنوصية وباطنية متنوعة، حتى وصلت إلى بعض الطرق الصوفية التي حاولت تبييض السحر الأسود، وجعله يلامس عواطف المسلمين من خلال إدخال آيات وأذكار وأسماء الله الحسنى في ممارساتهم، مما زاد من خطورتها على العقيدة الإسلامية.
طرق تقديم السحر النوراني
تكمن خطورة المدرسة النورانية في تعدد طرق وأساليب تقديمها، حيث تتغير الوجوه والمفاهيم باستمرار، مما يصعب على الناس التعرف على حقيقتها. من أخطر هذه الطرق:
- تقديم السحر النوراني بفلسفة وحدة الوجود: حيث يُروج لفكرة أن كل شيء هو الله، أو أن الله في داخلك، أو عبادة الطبيعة.
- استحضار الأنوار: يروجون لفكرة وجود "جن نورانيين" أو "أرواح مرشدة"، ويزعمون أنهم خدام للآيات أو أسماء الله الحسنى.
- استغلال الذكر والعبادات: يحاولون إقناع المسلمين بأن الذكر له أنوار وأن السجود والوضوء والصلاة ما هي إلا طاقات نورانية، فيغيرون نية العبادة من التعبد لله إلى البحث عن هذه الطاقات.
- التفسير الباطني للقرآن والسنة: يعطلون السنة النبوية أو يستشهدون بأحاديث ضعيفة، ويفسرون القرآن بما يناسب تمرير شبهاتهم.
- استهداف المرأة: يركزون على المرأة باعتبارها محور المجتمع، ويربطون السحر النوراني بقضايا الأنوثة والطاقة الأنثوية والرحم المقدس.
- تفعيل أسماء الله الحسنى: يروجون لفكرة أن لكل اسم من أسماء الله رقم وعدد معين وورد خاص، ويزعمون أن تكرار هذه الأسماء يحقق تجليات خاصة في النفس.
مدارس السحر النوراني
هناك عدة مدارس تنشر هذا الفكر، منها:
- مدرسة الطاقة التقليدية القديمة: موجودة في العالم الإسلامي والعربي.
- مدرسة الطاقة المؤسلمة: تحاول إلباس هذه الممارسات ثوب الشرع، والشرع منها براء.
- المدرسة النورانية الصوفية الباطنية: تعتمد على الطرق الصوفية المنحرفة.
- الطريق العرفاني الحديث: وهو أخطرها، حيث يدخل عبر برامج التنمية البشرية وتطوير الذات، ويروج لفكرة أن الله في داخلك أو أن العقل الباطن يتحكم في مصيرك، ويستخدم قوانين كونية وثنية مثل قانون الانعكاس والامتنان.
مراحل السحر النوراني
حسب فلسفة العصر الجديد، يمر السحر النوراني بخمس مراحل:
- المرحلة الذهنية: زرع الأفكار والمعتقدات.
- المرحلة الشعائرية: إدخال طقوس معينة.
- المرحلة الطاقية: ممارسة تمارين أو أنشطة مرتبطة بالطاقة.
- المرحلة التأويلية: تفسير النصوص الدينية بشكل باطني يخدم أهدافهم.
- مرحلة الربط الكوني: ربط المسلم بالطاقة الكونية أو الوعي الكوني.
خطورة الأرقام والأكواد
من أخطر ما يروج له أتباع المدرسة النورانية، مسألة الأرقام والأكواد، حيث يزعمون أن لكل ذكر أو اسم عدد معين أو "كود" لتحقيق هدف معين. هذه الفكرة تعود إلى السحر الهرموسي القديم والقبالة والديانات الوثنية، وليست من الإسلام في شيء. الذكر في الإسلام إما مقيد بعدد حدده النبي ﷺ، أو مطلق دون تحديد، وأي تحديد لم يرد في السنة فهو بدعة.
استغلال الرياضات الشرقية
من الوسائل الحديثة لدخول هذه الأفكار، استغلال رياضات مثل اليوغا وتمارين الطاقة، وتقديمها على أنها مجرد تمارين بدنية، بينما هي في الأصل تحمل فلسفات عقدية خطيرة. وقد أصدرت هيئات دينية إسلامية ومسيحية فتاوى بتحريم هذه الممارسات لما فيها من خطر على العقيدة.
خاتمة
إن المدرسة النورانية تمثل خطراً حقيقياً على عقيدة المسلمين، خاصة مع انتشارها بطرق خفية ومتنوعة تستهدف جميع فئات المجتمع، وخصوصاً النساء والشباب. لذلك، من واجب العلماء وطلبة العلم والممارسين السابقين لهذه الطرق توعية الناس وتحذيرهم من هذه الأفكار والممارسات، والتمسك بما جاء به النبي ﷺ من الذكر والعبادة الصحيحة دون ابتداع أو تحريف.
نسأل الله أن يحفظنا جميعاً من الفتن، وأن يثبتنا على الحق، وأن يجعلنا من أهل السمع والطاعة لله ورسوله.
تنويه:أي ذكر أو عبادة لم يرد فيها تحديد عدد أو كيفية من النبي ﷺ فهي بدعة، وأي فلسفة أو ممارسة تخالف العقيدة الإسلامية يجب الحذر منها وعدم اتباعها.