🔵 أبو فيصل : ما الذي يحصل معنا ؟؟

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، برزت ظواهر جديدة في المجتمع تتعلق بممارسات الطاقة واليوغا، وانتشرت أفكار المقايضة مع الله، والتعلق

س
سحر اليوقا و الطاقة
أكتوبر 30,2025
6 دقائق
0

ما الذي يحصل معنا؟

قراءة نقدية في ظواهر المقايضة الروحية وممارسات الطاقة واليوغا

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة

في السنوات الأخيرة، برزت ظواهر جديدة في المجتمع تتعلق بممارسات الطاقة واليوغا، وانتشرت أفكار المقايضة مع الله، والتعلق بتجارب الطاقة والوعي، حتى أصبح البعض يخلط بين العبادات الحقيقية والممارسات الدخيلة. في هذا المقال، نسلط الضوء على هذه القضايا، ونناقش مخاطرها من منظور ديني وتربوي واجتماعي.

1. المقايضة مع الله: خلل في النية والعقيدة

أصبحنا نسمع عبارات مثل: "يا رب أنا صليت، فلابد أن تحقق لي أمنيتي"، أو "دعوتك كثيراً، فلماذا لم تُستجب دعوتي؟". هذا النمط من التفكير يُسمى "المقايضة مع الله"، وهو خطير جداً لأنه يُدخل الإنسان في عبادة مشروطة، وكأن العبادة صفقة تجارية مع الله، وليست طاعة وإخلاصاً له سبحانه.

الجيل السابق كان يعبد الله حباً وخوفاً ورجاءً، أما اليوم، فقد أصبح البعض يشترط على الله نتائج دنيوية مقابل عبادته. وهذه مسألة تمس صلب العقيدة، لأن النية هي أساس العمل، ويجب أن تكون العبادة خالصة لله، لا من أجل تحقيق مصالح دنيوية.

2. تحويل العبادات إلى وصفات سحرية

انتشرت بين الناس ثقافة التعامل مع الأذكار والقرآن وكأنها وصفات عشبية أو طقوس سحرية: "جربت قراءة سورة معينة للرزق ونجحت"، أو "كررت الذكر مئة مرة فتحققت أمنيتي". هذا الفهم السطحي يُفرغ العبادة من معناها الروحي، ويجعلها مجرد وسيلة لتحقيق رغبات دنيوية.

هناك أذكار وسور حدد النبي ﷺ فضلها، لكن تخصيص سور أو آيات لأغراض معينة دون دليل شرعي هو من البدع، وقد انتشرت هذه البدع في بعض المدارس الصوفية والنورانية. نجاح التجربة الشخصية لا يعني مشروعيتها في الدين.

3. خطورة ممارسات الطاقة وقانون الجذب

كثير من الناس يدخلون عالم الطاقة وقانون الجذب دون علم بحقيقة هذه الممارسات. قد يظنون أنهم ضحايا، لكن المدربين يعرفون تماماً ما يفعلون، ويستغلون حاجة الناس وضعفهم النفسي لتحقيق مكاسب شخصية.

تُعرض هذه الممارسات بأساليب جذابة، مستغلة مشاكل الشباب والفتيات، مثل التنمر، والتحرش، وتأخر الزواج، وغيرها. ويُوهمونهم بأن الحل في الدورات والطقوس، بينما في الحقيقة، هذه الممارسات قد تجرهم إلى الشرك أو البدع الخطيرة.

4. وهم النجاح وتجارب الحسابات الوهمية

يستخدم بعض المدربين حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي لخلق قصص نجاح مزيفة، بهدف تحفيز الفئة المحبطة وجذب المزيد من الضحايا. فتجد تعليقات مثل: "غيرت حياتي"، أو "طبقت الكورس ونجحت"، وهي في الحقيقة ليست إلا جزءاً من خطة تسويقية مضللة.

5. التعلق بالتاروت والأبراج والخرائط الفلكية

انتشرت بين الفتيات خاصة ظاهرة اللجوء إلى التاروت والأبراج بحثاً عن الحب أو حل المشكلات العاطفية. هذا التعلق يُعد من أكبر المنزلقات، لأنه يدخل في باب الشرك بالله، ويؤثر على صحة العقيدة. حتى لو لم يصدق الإنسان بهذه الأمور، فإن مجرد الممارسة قد تبطل صلاته أربعين ليلة.

6. التوكيدات والتنفس: بين العلاج والبدعة

التوكيدات في علم النفس قد تُستخدم لتغيير سلوكيات معينة، لكن استخدامها في ممارسات الطاقة يخرجها عن إطارها العلمي، ويجعلها أقرب إلى الطلاسم السحرية. أما تمارين التنفس، فهي مفيدة طبياً إذا أُخذت من مختصين، لكن حين تُمارس ضمن طقوس ومعتقدات معينة وبأعداد محددة، تدخل في باب البدع والشرك.

7. اليوغا: رياضة أم طقس ديني؟

كثير من الفتيات يمارسن اليوغا بنية الرياضة، دون علم بأن بعض حركاتها هي في الأصل صلوات هندوسية موجهة لأصنام أو كواكب. النية الطيبة لا تكفي إذا كان أصل العمل محرماً. يجب التوقف عن هذه الممارسات، أو على الأقل محاولة تركها تدريجياً، لأن الاستمرار فيها قد يؤدي إلى الوقوع في الشرك دون شعور.

8. كيف نترك هذه الممارسات؟

التوبة الصادقة مع الله، وتعظيم الحكم الشرعي في القلب، هما الطريق الحقيقي للابتعاد عن هذه الممارسات. لا يمكن للإنسان أن يُعظم حكم الله ويتدرج في ترك المعصية؛ بل يجب عليه الانقطاع التام، والرجوع إلى الله بصدق.

9. ظاهرة الدفاع عن المدربين والتعلق بهم

بعض الناس يدافعون عن المدربين والممارسات الخاطئة وكأنهم يدافعون عن أهلهم، حتى لو واجهوا الحقائق. وهذا يعود إلى ما يُسمى بـ"الاختام الطاقية"، وهي طقوس يمارسها المدربون على المتدربين دون أن يشعروا، فيصبحون متعلقين بهم بشكل غير واعٍ.

10. صعوبة التمييز بين الحق والباطل في عصر التلون

اليوم، أصبح من الصعب على غير المتخصصين التمييز بين من ينشر العلم الصحيح ومن يروج للباطل، لأن المدربين يتلونون كالحرباء، ويستخدمون مصطلحات براقة مثل "تطوير الذات"، و"العلاج بالطاقة"، و"الامتنان"، وغيرها.

حتى بعض طلاب العلم الشرعي وقعوا في هذه الشبهات، مما يدل على خطورتها وتعقيدها. الحل هو عدم متابعة إلا أهل الثقة، وعدم الدخول في حسابات أو بثوث المشبوهين، حتى من باب الفضول.

11. التطرف في الإنكار أو الإثبات

ظهرت في مجال التوعية ظاهرة التطرف، فهناك من ينكر كل شيء بلا دليل، وهناك من يثبت كل شيء بلا حجة. هذا المسلك خطر، ويجب الاعتدال والرجوع إلى الدليل الشرعي في كل أمر.

12. نصيحة ختامية

نعيش اليوم في زمن كثرت فيه الفتن والشبهات، وأصبح الحق يختلط بالباطل. علينا أن نلجأ إلى الله بالدعاء والثبات، وألا ننجرف خلف كل جديد أو مغرٍ، وأن نتمسك بالعلم الصحيح، ونبتعد عن كل ما يشوب عقيدتنا أو يفسد نيتنا.

"بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء."(حديث نبوي شريف)

اللهم ثبتنا على الحق، واهدنا صراطك المستقيم.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك