🔵 أبو فيصل : ماذا أفعل بعد نجاتي من الطاقة ؟
في هذا المقال، نستعرض خلاصة بث قناة "سحر اليوغا والطاقة" حول سؤال بالغ الأهمية يطرحه الكثيرون ممن أنجاهم الله من ممارسات الطاقة واليوغا والتأملات الشر
ماذا أفعل بعد نجاتي من الطاقة؟
خارطة طريق للتعافي والبناء بعد تجربة الطاقة
في هذا المقال، نستعرض خلاصة بث قناة "سحر اليوغا والطاقة" حول سؤال بالغ الأهمية يطرحه الكثيرون ممن أنجاهم الله من ممارسات الطاقة واليوغا والتأملات الشرقية:ماذا أفعل بعد نجاتي من الطاقة؟سنقدم لك خارطة طريق عملية وروحية ونفسية، تساعدك على استعادة توازنك، ترميم إيمانك، وبناء حياة جديدة أكثر صفاءً وقوة.
مقدمة: النجاة من الطاقة... بداية جديدة
النجاة من ممارسات الطاقة ليست نهاية القصة، بل هي بداية جديدة. كثير من الناجين يشعرون بالضياع، فقدان الأمل، أو حتى الإحباط من بطء التعافي. البعض يواجه آثاراً نفسية أو جسدية أو روحية، ويبحث عن خطوات عملية تعيده إلى بر الأمان.
هذا المقال هو دليلك العملي والنفسي والشرعي، خطوة بخطوة، لتجاوز آثار تلك التجربة، وبناء حياة متزنة في الإيمان والصحة والعلاقات.
أولاً: الاعتراف بالمشكلة وحقيقة الممارسة
- الاعتراف أساس التعافي: يجب أن تعترف بصدق أن ما مارسته كان مخالفاً لدين الله، وأنه تضمن ممارسات شركية أو بدعية، حتى لو دخلت المجال بحسن نية أو جهل.
- ليس العيب أن تسقط، بل أن تبقى ساقطاً: كل ابن آدم خطاء، والله يحب التوابين. لا تجلد ذاتك، بل خذ من التجربة موعظة ومعرفة وحماية لمستقبلك.
ثانياً: التخلص من جلد الذات ورفع الأمل
- لا مكان لليأس: الله يغفر الذنوب جميعاً، ولا يقنط من رحمة الله إلا الشيطان. استشعر فرحة التوبة، فهي اصطفاء من الله وعلامة محبة.
- احسن الظن بالله: التوبة الصادقة تفتح لك أبواب الرحمة، فلا تدع الشيطان يوسوس لك بأن الله لن يقبل توبتك.
ثالثاً: قطع كل صلة بالماضي
- ترك كل ما يذكرك بالطاقة: تخلص من الكتب، الأوراق، الصور، الكريستالات، الرموز، الشموع، البخور، الفيديوهات، الرسائل، وكل ما له علاقة بالمجال.
- قطع العلاقات مع المدربين والمجموعات: احذف حساباتهم، اخرج من جروباتهم، ولا تتابع أخبارهم أو ما يقولونه.
- لا تبرر بمتابعة التوعية: إلا إذا كنت مستقراً إيمانياً وبتكليف علمي واضح، وبحدود تحفظ لك سلامة دينك.
رابعاً: ترميم التوحيد والعقيدة
- إعادة بناء المفاهيم الصحيحة: تحتاج لجلسات مكثفة في دراسة التوحيد، ومعنى العبادة، وأسماء الله وصفاته، وفقه الدعاء والصبر.
- مصادر موثوقة: استمع لدروس العلماء المعتبرين (ابن باز، ابن عثيمين، الفوزان، وغيرهم)، واقرأ كتب التوحيد الأصيلة.
- تعلم خطر الشرك: لكي لا تقعي في شُبهات جديدة أو تقنيات حديثة تحمل نفس الخطر (تحليل الشخصية، البوصلة، التنفس، الريلاكس، النورانية...).
خامساً: ترميم النفس والقلب
- الذكر اليومي: الزمي أذكار الصباح والمساء، التسبيح، الاستغفار، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له.
- ورد قرآني يومي: اجعلي لك وِرداً من القرآن، ولو صفحتين يومياً، واعتبري الرقية والقرآن عبادة لا مجرد وسيلة للشفاء.
- بناء العبادات بالتدرج: لا تضغطي على نفسك، ابدئي بالفرائض، ثم السنن، ثم قيام الليل، وهكذا بالتدرج.
سادساً: العناية بالصحة الجسدية
- الغذاء السليم: اهتمي بتناول الطعام المفيد (عجوة المدينة، العسل، ماء زمزم، التلبينة النبوية، المكسرات، الخضار...).
- الرياضة المنتظمة: مارسِ رياضة ترفع نبض القلب (المشي السريع، السباحة، نط الحبل...)، فهي تعيد التوازن النفسي والجسدي.
- الفحوصات الطبية: افحصي الفيتامينات والمعادن، وهرمونات الغدد، خاصة بعد سنوات من الممارسات التي قد أثرت على صحتك.
سابعاً: الدعم النفسي والاجتماعي
- تواصلي مع أسرتك وأحبائك: لا تخجلي من طلب الدعم من أمك، أختك، صديقتك المقربة، زوجك أو أبنائك.
- الدين دين جماعة: لا تعيشي في عزلة، وشاركي من حولك الحب والاهتمام، فالحب يُعطى ويُؤخذ.
- الدعم النفسي الإيماني: قد تحتاجين لجلسات مع أخصائي سلوكي معرفي، بشرط أن يكون بعيداً عن أي شبهة طاقية.
ثامناً: مواجهة الانتكاسات والوساوس
- الانتكاسة ليست فشلاً: قد تمرين بهبات من الحزن أو الوساوس أو الضيق، فهذا طبيعي، ويدل على مقاومة النفس للبرمجات القديمة.
- لا تقارني نفسك بغيرك: كل شخص له وتيرته في التعافي، ولا تظني أن البطء فشل.
- استعيني بالله واصبري: وكرري الدعاء، واحتسبي الأجر، واعملي على ترميم نفسك باستمرار.
تاسعاً: إعادة هيكلة الحياة الاجتماعية
- صلة الرحم: أعيدي بناء علاقاتك مع أسرتك، أقاربك، وأصدقائك. اقطعي الأنانية الطاقية، وشاركي في أعمال الخير.
- تطوعي وتعلمي مهارات جديدة: التطوع، تعلم لغة جديدة، أو ممارسة هواية مفيدة، كلها تعيد لك الثقة بالنفس وتفتح لك آفاقاً جديدة.
عاشراً: مواجهة الشبهات والبرمجيات القديمة
- اكتبي الشبهة وابحثي عن جوابها: لا تتركي الشبهات عائمة في عقلك، اسألي أهل العلم، وواجهيها بالعلم الشرعي.
- تجديد النية والإيمان: جددي نيتك بالتوبة، وكرري الدعاء: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
الحذر من البدائل المغشوشة
- احذري التأملات واليوغا والبرمجة العصبية باسم الإسلام: لا يوجد شيء اسمه تأمل إسلامي بالطريقة الشرقية، ولا استرخاء بالقرآن أو جلسات فتح الشاكرات بأسماء الله.
- لا تتبعي كل من يدّعي العلاج أو الرقية بطرق مبتدعة: التزمي بالرقية الشرعية المأثورة عن النبي ﷺ فقط.
أسئلة واختبارات لهويتك الجديدة
- من أنا؟عبد لله، لا أخلق واقعي بنفسي، ولا أتحكم في الكون.
- ما هدفي؟رضا الله، وأن أكون عبداً شكوراً موحداً.
- ما رسالتي؟"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
- ما مصدر قوتي؟الله وحده، لا الكون ولا الذبذبات ولا النوايا.
- ما وجهتي؟القرآن والسنة، لا الهالة ولا النية ولا الطاقة.
نصائح ختامية
- لا تصف نفسك بالضحية: أنت ناجٍ صامد، اصطفاك الله ونجاك، فافرح وافتخر بذلك.
- لا تلتفت لتقييم الناس: لا يهمك كلامهم، أنت اليوم بخير عظيم.
- كل ألم أو اضطراب نفسي هو علامة نجاح وتطهير، لا فشل.
- لا تكثر من الحديث عن التجربة: تحدث عنها للبيان والنصح فقط، ولا تكررها بحثاً عن الشفقة.
- الخلوة مع الله: اجعل لك خبيئة بينك وبين الله، وادعُ الله في سجودك، وكن قريباً منه.
- ابدأ من جديد، ولكن ليس من الصفر: بل من باب الاصطفاء والنور والتوحيد.
ختاماً
النجاة من الطاقة ليست مجرد توبة، بل هي ولادة جديدة. أنت اليوم في رعاية الله، وفي طريق النور، فلا تلتفت للوراء. اعمل على ترميم عقيدتك ونفسك وعلاقاتك وصحتك، وكن منارة هدى لغيرك.
ادعُ الله دائماً بالثبات، وكن واثقاً أن الله معك، وأن القادم أجمل بإذنه تعالى.
"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني."
إذا وجدت هذا المقال مفيداً، شاركه مع من تحب، فقد يكون سبباً في نجاة شخص آخر.