🔵 أبوفيصل : ( سحر الأنوناكي ) هو النور الأبيض في الثيتا والخيمياء والتأملات والاتصال بنور الخالق
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتأمل والوعي في المجتمعات العربية والعالمية، وارتبطت هذه المفاهيم غالبًا بمصطلحات مثل "النور الأبيض" و"الات
سحر الأنوناكي: النور الأبيض بين الغنوصية والطاقة والتأمل
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتأمل والوعي في المجتمعات العربية والعالمية، وارتبطت هذه المفاهيم غالبًا بمصطلحات مثل "النور الأبيض" و"الاتصال بنور الخالق". لكن خلف هذه المصطلحات البراقة، توجد فلسفات وممارسات قديمة ومعقدة، تعود جذورها إلى مدارس غنوصية وسحرية مثل "سحر الأنوناكي" أو "سحر الإينوكي". في هذا المقال، سنكشف الستار عن هذه المفاهيم، ونوضح مصادرها وأهدافها، وكيفية تأثيرها على العقيدة والسلوك.
الفردانية والغنوصية: من أنت؟
تبدأ الفلسفات الغنوصية بمفهوم "الفردانية"، أي أن الإنسان يسعى ليكون هو الخالق والمخلوق في آن واحد، من خلال الاتصال بما يُسمى "نور الإله". لتحقيق هذه الفردانية، يُشترط المرور بمراحل عدة، تبدأ من المشاعر والفكر، ثم الابتعاد عن المادة (الماتركس)، وصولًا إلى دائرة النور.
دائرة النور ودائرة الظلام
في الروحانيات القديمة، هناك دائرتان أساسيتان:-دائرة النور: تمثل الصحوة الروحية والاتصال بنور الخالق.-دائرة الظلام: تمثل المادة والانغماس في العالم المادي.
للوصول إلى دائرة النور، يجب على الممارس تحقيق مجموعة من الشروط، منها:- الصفاء الداخلي- النية الصافية- التردد والاهتزاز الطاقي- حل النزاعات الداخلية- دراسة الحياة الروحية- تحليل المشاعر- التخلي عن الملذات- إيقاف العقل وترسيخ التجربة- الاستماع للعوالم الأخرى واتباع الحدس- تقبل نسبية الحقيقة وتعدد الألوان- انتظار الصحوة- اتحاد الروح بالوعي المقدس- الاتصال بالملائكة واستخدام التعاويذ- إنهاء تموضع الذات نحو المسلمات- التعبير الحر، التأمل، التسامح، الاستقبال، الإيمان، تقبل تعدد الآلهة وقوى الطبيعة، الإيمان بالخوارق، تركيز الأفكار لنمو السلام وسمو الذات
كل هذه الشروط تهدف إلى إخراج الإنسان من دائرة العقيدة والتوحيد، ليصبح في النهاية متصلًا بما يُسمى "النور الإلهي" وفق المفاهيم الغنوصية.
النور الأبيض: بين الخير والشر
يُعتبر "النور الأبيض" في هذه الفلسفات هو قمة الاتصال الروحي. لكن الغنوصية تشترط اتحاد قوى الخير (سبان ت مانيو) وقوى الشر (الانجره)، أي أنه لا يمكن تحقيق دائرة النور إلا بدمج الخير والشر معًا. وهنا يظهر دور إبليس والشياطين كجزء أساسي من التجربة الروحية، حيث يُطلب من الممارس قبول وجودهم وعدم إنكارهم.
سحر الأنوناكي (الإينوكي): الجذور والأسرار
ما هو سحر الأنوناكي؟
سحر الأنوناكي أو الإينوكي هو نوع من السحر ظهر في القرن الخامس عشر أو السادس عشر الميلادي، ويدّعي أصحابه أنه مستمد من علوم الملائكة، وأن النبي إدريس (أخنوخ) هو من نقل هذه العلوم. يُعرف أيضًا باسم "سحر اللغة السماوية" أو "سحر اللغة الملائكية"، حيث يمتلك طقوسًا وأبجديات وأرقامًا ورموزًا خاصة.
العلاقة بالخيمياء والتأملات
يُعتبر سحر الأنوناكي من أقوى أنواع السحر في الخيمياء المعاصرة، وقد أثّر بشكل كبير على مدارس الطاقة الحديثة مثل الريكي والثيتا، بالإضافة إلى الفلسفات الباطنية كالكبّالا والهرمسية والهندوسية. جميع هذه المدارس تتشارك في الجذور والأصول، رغم اختلاف المسميات.
أهداف سحر الأنوناكي
يركز هذا السحر على استكشاف القدرة على الاتصال بالعالم الروحي، وبالعوالم الأخرى، وبما يُسمى "الخالق". ويُشترط لتحقيق ذلك المرور بطقوس معقدة، تشمل تقديم القرابين، أداء العهود، استخدام الرموز، والتأملات الخاصة.
مستويات الوعي الخمسة والمائدة العظيمة
المائدة العظيمة
من أهم رموز سحر الأنوناكي "المائدة العظيمة"، وهي عبارة عن مصفوفة تحتوي على خمسة مستويات للوعي، وكل مستوى مقسم إلى 30 طبقة أثيرية. للوصول إلى قمة هذه المستويات (النور الأبيض)، يجب على الممارس أن يمر بكل هذه الطبقات، ويقدم قرابين وعهودًا لـ 24 كيانًا (شياطين) يتحكمون في الأبعاد الخمسة، ويرأسهم سبعة من "الملائكة العظماء".
النجمة الخماسية
تُستخدم النجمة الخماسية كرمز لسحر الأنوناكي، حيث تمثل زواياها الخمسة مستويات الوعي، وكل زاوية مرتبطة بكوكب وملك (أو شيطان) خاص به.
دور المشاعر والعناصر
يُعتبر تفعيل المشاعر وتنظيفها جزءًا أساسيًا من الطقوس، حيث يرتبط عنصر الماء بالمشاعر، وعنصر الهواء بالأفكار. وكلما تطهر الإنسان من معتقداته القديمة، كلما ارتقى في المستويات، حتى يصل إلى "النور الأبيض".
كيف يتم الاتصال بالنور الأبيض؟
بحسب فلسفة الأنوناكي، لا يمكن الاتصال بالنور الأبيض إلا بعد:- التخلي عن المعتقدات الدينية السابقة- الإيمان الكامل بالمصدر الجديد (النور/الخالق الجديد)- السماح للكيانات الملائكية (أو الشياطين) بالسكن في الجسد- أداء الطقوس وتقديم القرابين والعهود للكيانات الحاكمة- تفعيل العناصر الأربعة (الماء، الهواء، النار، التراب) عبر المشاعر والأفكار
من خلال هذه الممارسات، يتحول الممارس من مجرد متأمل أو ممارس للطاقة إلى "وسيط روحي" بين البشر والعوالم الأخرى، وهو في الحقيقة يصبح ساحرًا يتعامل مع الشياطين دون أن يشعر.
المخاطر والتحذيرات
يؤكد الباحثون في هذا المجال أن كل هذه الممارسات تهدف في النهاية إلى إخراج الإنسان من دائرة التوحيد والإسلام، وجعله يسجد لإبليس ويعترف به كإله لهذا الكون. كما أن النجاح في هذه الممارسات مرتبط بمدى الكفر والتخلي عن العقيدة، فكلما زاد الكفر، زاد "المدد" من الشيطان.
الخلاصة
سحر الأنوناكي أو الإينوكي ليس مجرد فلسفة أو ممارسة روحية بريئة، بل هو منظومة متكاملة تهدف إلى إعادة تشكيل وعي الإنسان، وإبعاده عن عقيدته الصحيحة، من خلال طقوس معقدة ومفاهيم غامضة. يجب على كل من يهتم بموضوعات الطاقة والتأمل والوعي أن يكون واعيًا لجذور هذه الممارسات وأهدافها الحقيقية، وأن يحذر من الانجراف وراء الشعارات البراقة التي تخفي وراءها مخاطر عظيمة على العقيدة والروح.
نصيحة للقراء
إذا كنت تبحث عن النور والهداية، فاعلم أن الطريق إلى الله لا يحتاج إلى طقوس غامضة أو قرابين أو وسطاء. بل هو طريق واضح، يبدأ بالإيمان بالله الواحد الأحد، واتباع سنة النبي محمد ﷺ، والتمسك بالقيم والأخلاق، والابتعاد عن كل ما يخالف الفطرة والعقل والدين.
المصادر:- قناة سحر اليوغا والطاقة- كتب ومراجع في الغنوصية والسحر القديم