دليل شامل لفهم مخاطر بعض ممارسات الطاقة واليوغا: كيف تحمي نفسك وأبناءك؟
في السنوات الأخيرة، انتشرت في المجتمعات العربية مفاهيم وممارسات جديدة تحت مسميات مثل "الطاقة"، "اليوغا"، "التأمل"، و"العلاج بالطاقة". كثير من الناس، خ
في السنوات الأخيرة، انتشرت في المجتمعات العربية مفاهيم وممارسات جديدة تحت مسميات مثل "الطاقة"، "اليوغا"، "التأمل"، و"العلاج بالطاقة". كثير من الناس، خاصة الشباب، أصبحوا يتبعون هذه الاتجاهات دون وعي كامل بخلفياتها أو آثارها، مدفوعين برغبة في تحسين حياتهم النفسية أو الجسدية. في هذا المقال، سنسلط الضوء على هذه الظواهر، ونوضح كيف يمكن للأسرة ملاحظة التغيرات السلوكية المرتبطة بها، مع تقديم نصائح وقائية عملية.
أولاً: لماذا هذا الموضوع مهم؟
يعتقد البعض أن ممارسة اليوغا أو التأمل أو اقتناء الأحجار الكريمة مجرد أنشطة بريئة أو عادات للزينة. لكن الحقيقة أن كثيراً من هذه الممارسات تحمل خلفيات عقدية أو طقوسية مرتبطة بديانات وثنية أو فلسفات شرقية بعيدة عن تعاليم الإسلام. كما أن بعض الأدوات أو الرموز المستخدمة قد تحمل معاني خفية أو تُستغل في الترويج لأفكار خطيرة.
ثانياً: كيف تلاحظ التغيرات في منزلك؟
كأب أو أم أو حتى أخ أو أخت، قد تلاحظ ظهور بعض السلوكيات أو الأشياء الجديدة في غرف الأبناء أو البنات، مثل:
- ظهور البخور أو الشموع بشكل مستمر: خاصة أنواع معينة كالصندل أو اللبان الذكر أو بخور "عين الجن".
- انتشار الأحجار الكريمة أو البلورات: خصوصاً إذا كانت بأحجام كبيرة أو ألوان محددة، أو يتم الحديث عن "تفعيلها" أو "شحنها".
- رسومات أو رموز غريبة على الجدران أو الأكسسوارات: مثل رموز العين، اليد، الفراشة، زهرة اللوتس، أو أشكال هندسية (هرم، دائرة بداخلها نجمة، إلخ).
- تغير في نوعية الملابس أو الألوان: الميل لارتداء لون واحد لفترة طويلة أو ملابس فضفاضة من القطن.
- ظهور تماثيل أو مجسمات صغيرة (أفاتارات): مثل تماثيل الفيلة، النمر، الأفعى، أو أصنام صغيرة.
- تغير في السلوك الاجتماعي: الميل للعزلة، كثرة الحديث عن الطاقة أو الكارما أو "الطاقات السلبية"، أو ترديد عبارات مثل "استحقاق"، "وفرة"، "جذب".
- سماع موسيقى أو ترددات غريبة: خصوصاً موسيقى التأمل أو أصوات الناي غير العربية.
- وجود أرقام أو رموز غامضة في الحسابات الإلكترونية: مثل رقم 108 في الأكسسوارات أو التواقيع.
- ممارسة طقوس غريبة: مثل النظر إلى القمر، الصيام الروحي (الامتناع عن أكل كل ذي روح)، أو وضع تراب البحر في الغرفة.
ثالثاً: لماذا يجب الحذر من هذه الممارسات؟
- خلفيات عقدية: كثير من طقوس الطاقة واليوغا مستمدة من ديانات وثنية كالهندوسية والبوذية، وتحتوي على طقوس عبادة أو استدعاء أرواح أو "مساعدات كونية" لا تتوافق مع عقيدة التوحيد.
- خطر التعلق بالأشياء: الاعتقاد بأن حجرًا أو بخورًا أو رمزًا يجلب الحظ أو يطرد الشر هو نوع من التمائم المنهي عنها شرعًا.
- تأثيرات نفسية واجتماعية: كثير من التجارب الشخصية لممارسين سابقين أظهرت ظهور أعراض اكتئاب، عزلة، وساوس، أو حتى اضطراب في العلاقات الاجتماعية والعائلية.
- استغلال مادي: بعض المدربين أو المعالجين يستغلون حاجة الناس للشفاء أو الراحة النفسية فيبيعون دورات أو منتجات بأسعار باهظة دون فائدة حقيقية.
رابعاً: شهادات وتجارب حقيقية
خلال النقاشات، شارك كثير من الأفراد تجاربهم مع علوم الطاقة واليوغا. بعضهم دخل المجال بحثًا عن حل لمشكلة نفسية أو رغبة في تطوير الذات، لكنهم اكتشفوا لاحقًا أن النتائج لم تكن كما وُعدوا، بل عانوا من القلق أو العزلة أو حتى مشاكل صحية. كثير من المدربات والمعالجات السابقات اعترفن بأنهن خدعن أو ضللن، وبعضهن أعلن التوبة والرجوع إلى الطريق الصحيح.
خامساً: كيف تقي نفسك وأبناءك؟
- الوعي والمعرفة: تثقف حول هذه الممارسات وأصلها، وعلّم أبناءك الفرق بين الرياضة البدنية البحتة (كالتمارين الرياضية العادية) وبين الطقوس الدينية أو الروحية المستوردة.
- المراقبة الهادئة: لا تهاجم أو تتهم مباشرة، بل راقب السلوكيات والأشياء الجديدة وناقشها بهدوء ورفق.
- فتح الحوار: اسأل أبناءك عن سبب اقتنائهم أو ممارستهم لهذه الأشياء، واستمع إليهم دون تهديد.
- تعزيز البدائل: شجعهم على ممارسة الرياضات المعروفة، أو الهوايات المفيدة، أو حضور الدروس الدينية والعلمية.
- التحقق من المشتريات والطرود: إذا وصل طرد باسم ابنك أو ابنتك، افتحه وتأكد من محتواه.
- الحذر من الدورات أو الحسابات المشبوهة: لا تثق في أي شخص يدعي امتلاك قدرات خارقة أو يعدك بجذب المال أو الحب أو الشفاء السريع.
- الرجوع للمتخصصين: إذا لاحظت تغيرات نفسية أو سلوكية حادة، استشر مختصًا نفسيًا أو دينيًا موثوقًا.
سادساً: أسئلة شائعة وردود
هل ممارسة اليوغا في النادي تعتبر خطراً؟
- اليوغا في أصلها طقس ديني هندوسي، وليست مجرد تمارين رياضية. كثير من الحركات مرتبطة بعبادات أو تقديس الشمس أو الحيوانات. إذا أردت تمارين مرونة أو استرخاء، ابحث عن تمارين بدنية عادية أو تمارين إطالة غير مرتبطة بطقوس دينية.
هل اقتناء الأحجار الكريمة للزينة فقط مضر؟
- إذا لم يكن هناك اعتقاد بأنها تجلب نفعًا أو تدفع ضرًا، فهي مجرد زينة. لكن يجب الحذر من الاعتقاد بقدرتها على الشفاء أو الحماية أو الجذب.
ما حكم البخور والشموع؟
- استخدام البخور أو الشموع كعطر أو للزينة جائز. لكن تخصيص أنواع معينة لطقوس أو اعتقاد بقدرتها على طرد الأرواح أو الشياطين دون دليل شرعي، يدخل في باب البدع أو الشركيات.
ما خطورة التوكيدات وقوانين الجذب؟
- كثير من التوكيدات وقوانين الجذب مأخوذة من فلسفات شرقية أو غنوصية، وتدعو للاعتماد على النفس أو الكون بدل الاعتماد على الله، وقد تؤدي مع الوقت إلى انحرافات عقدية.
سابعاً: خلاصة ونصائح أخيرة
- الحق واحد لا يتعدد: التمسك بالعقيدة الصحيحة هو الحصن الأول ضد أي انحراف أو دخيل.
- الوقاية خير من العلاج: لاحظ التغيرات مبكرًا لتجنب تعمق الأبناء في هذه الممارسات.
- لا تغتر بالنتائج المؤقتة: قد يشعر البعض براحة مؤقتة أو هدوء، لكن العواقب النفسية والدينية قد تظهر لاحقًا.
- استعن بالله ثم بالعلماء والمتخصصين: لا تتردد في طلب المساعدة أو الاستشارة.
في النهاية، تذكر أن الحفاظ على سلامة عقيدتك وعقيدة أبنائك أمانة عظيمة. كن واعيًا، متيقظًا، ولا تتردد في البحث والسؤال.
إذا كان لديك تجربة أو استفسار، شاركنا في التعليقات أو تواصل مع المختصين الموثوقين.
https://www.youtube.com/watch?v=Dy5eWcZBtzM