دليل شامل للخروج من علوم الطاقة: نصائح وتجارب عملية
في السنوات الأخيرة، انتشرت علوم الطاقة والوعي الروحي بين كثير من الناس في العالم العربي، وأصبح لها أتباع ودورات ومجموعات على الإنترنت. ومع تزايد الوعي
في السنوات الأخيرة، انتشرت علوم الطاقة والوعي الروحي بين كثير من الناس في العالم العربي، وأصبح لها أتباع ودورات ومجموعات على الإنترنت. ومع تزايد الوعي الديني والتحذير من مخاطر هذه العلوم، بدأ الكثيرون في مراجعة أنفسهم، وقرر البعض ترك هذه الممارسات والعودة إلى الطريق الصحيح. في هذا المقال، نستعرض خلاصة نقاشات وتجارب مجموعة من الأشخاص الذين مروا بهذه الرحلة، ونقدم نصائح عملية لكل من يريد الخروج من دائرة علوم الطاقة.
أولاً: أساسيات التوكل على الله وتعظيمه
بدأت النقاشات بتذكير مهم حول عظمة الله سبحانه وتعالى، وأنه وحده المدبر لكل شيء في الكون، وأن الاستعانة به وحده هي السبيل للنجاة من كل ضلال. كما تم التأكيد على أن كل ما في الكون من مخلوقات عظيمة، كالملائكة، ما هي إلا دليل على عظمة الخالق، وليست غاية في حد ذاتها. فكلما رأينا شيئًا عظيمًا، يجب أن نتذكر عظمة الله الذي خلقه.
ثانياً: كيف تبدأ رحلة الخروج من علوم الطاقة؟
عند اتخاذ قرار ترك علوم الطاقة، يمر الإنسان عادة بمراحل نفسية مختلفة: حماس شديد لنشر تجربته، رغبة في إنقاذ الآخرين، مشاعر غضب أو حزن أو حتى حيرة. هذه المشاعر طبيعية، لكن من المهم التعامل معها بحكمة وعدم التسرع في المواجهة أو النقاش مع الآخرين، خاصة من لا يزالون منغمسين في هذه العلوم.
- الانسحاب بهدوء: اخرج من جميع المجموعات والدورات المتعلقة بالطاقة دون تبرير أو مواجهة.
- إلغاء المتابعة: أوقف متابعة كل الحسابات والقنوات التي تروج لعلوم الطاقة أو الوعي الزائف.
- التخلص من الأدوات: تخلص من كل الأحجار، الرموز، التمائم، الكتب، الكورسات، التطبيقات، والملابس التي تحمل رموز الطاقة.
- لا تهدِ أدوات الطاقة لأحد: احرص ألا تعطي هذه الأدوات لأي شخص آخر حتى لا تساهم في نشرها.
- ابحث عن البديل: اشغل وقتك بهواية جديدة أو نشاط مفيد، فالعقل يحتاج دائمًا إلى بديل عندما يترك عادة قديمة.
- الانضمام لمجتمعات داعمة: ابحث عن مجموعات أو قنوات موثوقة تدعمك في رحلتك الجديدة وتقدم لك العلم الصحيح.
- التثقيف الديني والعقائدي: ابدأ بقراءة كتب العلماء الموثوقين حول التزكية والتوحيد، وابتعد عن الفلسفات المعقدة.
- الصبر على الأعراض الانسحابية: قد تواجه بعض الأعراض النفسية أو حتى مشاكل اجتماعية، لكن بالصبر والدعاء ستتجاوزها بإذن الله.
ثالثاً: مواجهة الشكوك والرد على الهجوم
من التجارب الشائعة أن من يترك علوم الطاقة يواجه هجومًا أو استهزاءً من أصدقائه القدامى أو معلميه السابقين. قد يشككون في تجربتك أو يحاولون إرجاعك إلى الدائرة القديمة. هنا يأتي دور الثبات وعدم الدخول في جدالات عقيمة، خاصة في الفترة الأولى من التوبة.
كذلك، قد تظهر لديك تساؤلات وشكوك حول بعض المعلومات أو الممارسات التي كنت تؤمن بها. الحل هو العودة للعلماء الثقات، وعدم الاعتماد على مصادر غير موثوقة أو أشخاص يخلطون بين الدين والفلسفات الباطنية.
رابعاً: الحذر من الخلط بين الدين وعلوم الطاقة
من أخطر ما يواجهه التائبون الجدد هو المحتوى الذي يخلط بين القرآن أو أسماء الله الحسنى وبين ممارسات الطاقة أو التكرار العددي أو الرموز الهندوسية والقبالية. مثل هذه الممارسات ليست من الإسلام في شيء، بل هي من بقايا السحر البابلي والديانات الشرقية القديمة، كما وضحت الأستاذة دانا في شرحها لأصل تكرار الأذكار بعدد معين (كـ 21 أو 40 مرة) وكيف أن هذه الأرقام مأخوذة من فلسفات دخيلة وليست من السنة النبوية.
خامساً: أهمية البيئة الجديدة
من الضروري تغيير البيئة المحيطة بعد ترك علوم الطاقة. كما في قصة الرجل الذي قتل مئة نفس، كان الحل له هو الهجرة من بيئة السوء إلى بيئة صالحة. كذلك، يجب عليك بعد التوبة أن تبتعد عن كل ما يذكرك بالماضي، وتنضم لمجتمع جديد يدعمك ويشجعك على الاستمرار في الطريق الصحيح.
سادساً: الرد على بعض المفاهيم الشائعة
- خط الزمن (Time Line): هو من ممارسات الطاقة التي تعتمد على العودة بالذاكرة أو الروح إلى الماضي أو حتى "حيوات سابقة" – وهذا مخالف للعقيدة الإسلامية التي تؤمن بقدر الله وأن كل نفس تموت في أجلها المعلوم.
- الملح البحري والتمائم: استخدام الملح أو التمائم لطرد الطاقة السلبية أو الحسد هو من الخرافات وليس له أصل في الشرع، بل قد يدخل في باب الشرك الأصغر إذا اعتقد الإنسان أنه يؤثر بذاته.
- مزامير داوود: هي تشبيه لجمال الصوت في الذكر والتلاوة، وليست طقوسًا سرية أو أصواتًا خارقة كما يروج البعض.
سابعاً: أهمية طلب العلم الشرعي
من أهم ما يعينك على الثبات هو طلب العلم الشرعي من مصادره الموثوقة، وقراءة كتب التزكية مثل "الوابل الصيب" لابن القيم، وكتب ابن تيمية في العقيدة، والابتعاد عن الفلسفات المعقدة التي تشتت الذهن وتدخل الشك في القلب.
ثامناً: الصدقة والعمل الصالح
من الوسائل المهمة لتسريع التعافي من آثار علوم الطاقة هو الإكثار من الأعمال الصالحة، مثل الصدقة، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، نشر العلم النافع، والدعاء للآخرين. فهذه الأعمال ترفع من معنوياتك وتزيدك ثباتًا بإذن الله.
خلاصة
الخروج من علوم الطاقة والوعي الزائف ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن بإذن الله مع الصبر والعزيمة واتباع النصائح العملية السابقة. تذكر أن الهداية من الله وحده، وأن الطريق المستقيم واضح وسهل، لا يحتاج إلى فلسفات معقدة أو أسرار خفية. إذا كنت في بداية الطريق أو في مرحلة الشك، فامنح نفسك فرصة حقيقية للبحث عن الحق، واطلب العلم من أهله، وابتعد عن كل ما يذكرك بالماضي. وأخيرًا، تذكر أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وأن العودة إلى الفطرة والدين الصحيح هي أعظم نعمة يمن الله بها على عباده.
نسأل الله لنا ولكم الثبات والهداية، وأن يثبت قلوبنا على دينه، ويجعلنا من الدعاة إلى الخير والنور.
https://www.youtube.com/watch?v=7sE1EBvnQsQ