دروس من تجربة شخصية: الامتنان، التحذير من خرافات الطاقة، وأهمية العودة للعقيدة
في عالم يموج بالتغيرات والمعلومات المتضاربة، يصبح من الضروري أن نشارك تجاربنا ونستخلص منها الدروس، لا سيما حين يتعلق الأمر بقضايا تمس الدين والعقيدة و
في عالم يموج بالتغيرات والمعلومات المتضاربة، يصبح من الضروري أن نشارك تجاربنا ونستخلص منها الدروس، لا سيما حين يتعلق الأمر بقضايا تمس الدين والعقيدة والوعي المجتمعي. في هذا المقال، أشارككم خلاصة تجربة شخصية، تحمل في طياتها رسائل شكر، وتحذيرات هامة، ودعوة صادقة للعودة إلى أصول الدين.
أولاً: الامتنان لمن ساند ودعم
قبل كل شيء، أود أن أبدأ بشكر خاص لكل من تواصل وسأل وعبّر عن محبته واهتمامه. إن رسائلكم وكلماتكم الطيبة كانت بلسمًا للقلب، وأشعرتني بقيمة الأخوة والمحبة في الله. كما أتوجه بالشكر العميق لفريق منتدى "نور الحقيقة" على جهودهم المتواصلة، وتفانيهم وإخلاصهم في إدارة المنتدى والإجابة على أسئلة الجميع على مدار الساعة. هؤلاء الجنود المجهولون يستحقون كل التقدير والدعاء بظهر الغيب، فهم يعملون لوجه الله دون انتظار مقابل.
ولا أنسى شكر الحسابات التوعوية التي تنشر الوعي وتحارب الخرافات، وكذلك كل من ساهم في إعداد وتحرير ومونتاج المواد العلمية والتوعوية. أنتم جميعًا سبب في استمرار هذه الرسالة ونشر الخير.
ثانيًا: مواجهة خرافات الطاقة والتنبيه من دهاليزها
من خلال متابعتي وعملي في هذا المجال، لاحظت أن موضوع "الطاقة" أصبح متشعبًا ومعقدًا، وتغلغلت فيه الكثير من الشبهات والتدليس، حتى أصبح البعض يروج لمفاهيم باطلة باسم الدين أو العلم. ما يحدث اليوم ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة جهود ضخمة من مؤسسات ومنظمات عالمية تسعى لنشر الفساد الفكري والديني، وتدعمها ميزانيات ضخمة وخطط محكمة.
يجب أن نعي أن ما نواجهه ليس مجرد أفراد أو مدربين هنا وهناك، بل هو تيار منظم ومدعوم يهدف لتشويه العقيدة وزعزعة الثوابت. لذلك، من الضروري أن نكون على وعي وحذر، وألا نستهين بحجم هذا الخطر.
ثالثًا: نصائح للناجين من خرافات الطاقة
لكل من خرج من دائرة "مدربي الطاقة" أو "ممارسيها"، انتبهوا من الفراغ الذي قد تشعرون به بعد ترك هذا المجال. لا تملأوا هذا الفراغ بالبحث عن ألقاب جديدة أو محاولة تعويض الاهتمام الذي كان يحيط بكم. إن لم يكن لديكم تخصص علمي أو شرعي حقيقي، فلا تتصدروا المشهد بمسميات جديدة مثل "مدرب حياة" أو "مستشار"، حتى لا تقعوا في فخ الدجل من جديد.
أما بالنسبة للممارسين الذين نجوا وتابوا، فاحذروا من الوقوع في شرك جديد تحت مسميات أخرى مثل "المدرسة النورانية" أو "تفسير القرآن الباطني". لا تخرجوا من شرك لتقعوا في آخر، فهذه المدارس تلبس ثوب الدين والعلم زورًا، وهي أبعد ما تكون عن الشريعة الصحيحة.
رابعًا: من أين نأخذ العلم؟
كثيرًا ما أسمع سؤالًا يتكرر: "من نصدق؟ ومن نأخذ عنه العلم؟" الجواب بسيط: لا تأخذوا العلم إلا من أهله الثقات، من العلماء الربانيين المعروفين بالعلم والورع، ومن أهل السنة والجماعة. لا تذهبوا إلى من لا يملك مؤهلًا شرعيًا أو علميًا، ولا تغتروا بمن يلبسون ثوب الدين وهم في الحقيقة يروجون للباطل.
كما أن علينا أن نعود للأطباء الثقات في الأمور الطبية، ولا نترك أنفسنا فريسة للدجالين والمشعوذين الذين يدّعون العلاج بالطاقات وغيرها من الخرافات.
خامسًا: لماذا ينجذب البعض للدجالين؟
قد يتساءل البعض: لماذا نجد كلام الدجالين محببًا وسهل التصديق؟ السبب يعود إلى ضعف معرفتنا الدينية، وقلة اطلاعنا على العقيدة الصحيحة. كثير منا لم يقرأ كتابًا كاملًا في العقيدة منذ سنوات، ولم يستمع لمحاضرة علمية موثوقة في هذا المجال. ضعف العلم الشرعي هو ما يجعلنا لقمة سائغة أمام الخرافات والشبهات.
سادسًا: الحل في العودة للعقيدة
لا حل أمامنا إلا بالرجوع إلى أصول الدين، وقراءة كتب العقيدة، وإحياء سنن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح. علينا أن نحصن أنفسنا بالعلم الشرعي، ونعود إلى العلماء الثقات، ونبتعد عن كل ما يشوه فهمنا للدين.
سابعًا: مبادرة جديدة – موقع توعوي
من باب المسؤولية المجتمعية، هناك نية لإنشاء موقع إلكتروني توعوي باسم "قناة سحر اليوغا والطاقة"، ليكون منصة تجمع المواد العلمية والشرعية، وتوفر مكتبة إلكترونية ومواد مرئية ومقروءة، وتتيح التفاعل بين الأعضاء. نبحث عن متطوعين لديهم القدرة الفنية والمالية للمساهمة في هذا المشروع ليكون صدقة جارية لنا جميعًا.
ثامنًا: التحذير من تهويل المسوس
أخيرًا، يجب ألا نعظم من شأن "المسوس" أو الوساوس الشيطانية أكثر مما تستحق. بعض المدارس في الطاقة تروج لمسألة المسوس بشكل مبالغ فيه، بينما الخطر الحقيقي يكمن في مسوس العقل وتغيير القناعات والمبادئ. العلاج الحقيقي يكون بالرجوع إلى الله، والدعاء، والتمسك بالعقيدة الصحيحة.
خلاصة القول:
في زمن كثرت فيه الفتن والشبهات، لا نجاة لنا إلا بالعلم الشرعي، والرجوع إلى أهل الثقة، والابتعاد عن الدجالين والمشعوذين. لنملأ فراغنا بالعلم النافع والعمل الصالح، ولنكن عونًا لبعضنا البعض في طريق الهداية والثبات.
أسأل الله أن يثبتنا جميعًا على الحق، وأن يجمعنا دائمًا على الخير والمحبة في الدنيا والآخرة.
https://www.youtube.com/watch?v=d1z5oODasBQ