🔵 فضيحة الفضائح : مدربة طاقة لحمارنة وعمارة انتم حرامية ونصابين وسحرة وشهادات الدكتورة مزورة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ظاهرة "مدربي الطاقة" و"مدارس الوعي" في العالم العربي، حيث يقدم بعض الأشخاص أنفسهم كخبراء في مجالات الطاقة والتنمي
فضيحة مدربي الطاقة: تجارة الأوهام بين الحقيقة والوهم
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ظاهرة "مدربي الطاقة" و"مدارس الوعي" في العالم العربي، حيث يقدم بعض الأشخاص أنفسهم كخبراء في مجالات الطاقة والتنمية الذاتية والروحانيات، ويبيعون كورسات بأسعار خيالية، مدّعين امتلاكهم أسرار السعادة والثراء والصحة النفسية. لكن خلف هذه الواجهة البراقة، ظهرت مؤخراً فضائح هزت أوساط هذه المجتمعات، كشفت عن ممارسات مشبوهة، واتهامات بالاحتيال، بل والسحر والشهادات المزورة.
في هذا المقال، نستعرض أبرز ما جاء في أحد البثوث الحوارية على قناة "سحر اليوغا والطاقة"، حيث تم تسليط الضوء على هذه التجاوزات، ونقل شهادات وأدلة من داخل هذا الوسط.
انفجار الفضيحة: اعترافات من الداخل
بدأت القصة عندما خرجت واحدة من أشهر مدربات الطاقة عن صمتها، وكشفت عن أسرار خطيرة تحدث خلف الكواليس. هذه المدربة، التي كانت تعتبر من الصف الأول في هذا المجال، فضحت زملاءها بشكل صريح، ووصفتهم بأنهم "تجار روحانيات"، وأنهم حولوا العلم الروحاني إلى تجارة مربحة لا تقل عن تجارة المخدرات.
أشارت إلى أن الكثير من مدربي الطاقة يبيعون الأوهام للناس، ويستنزفون أموالهم وطاقاتهم، ويجعلونهم يلهثون خلف كورسات متتالية، حتى لو اضطروا لبيع ممتلكاتهم أو الاستدانة. وأكدت أن معظم هؤلاء المدربين يدّعون أنهم "دكاترة" أو "خبراء"، بينما شهاداتهم إما مزورة أو صادرة من جهات غير معترف بها، وبعضها من جامعات متخصصة في التنجيم والسحر.
سرقة المحتوى والكورسات: كيف تتم العملية؟
من أخطر ما تم كشفه في هذا البث، هو قيام بعض المدربين العرب بحضور كورسات أجنبية عبر الإنترنت، ثم سرقة محتواها وترجمتها للعربية وبيعها بأسعار خرافية. على سبيل المثال، تم رصد أحد المدربين المعروفين (دكتور إيهاب) وهو يحضر كورس أمريكي عن الثراء بقيمة 400 دولار فقط، ثم يعيد بيعه للعرب بسعر يصل إلى 50,000 دولار!
ليس هذا فحسب، بل يدّعي هؤلاء المدربون أن لديهم معرفة سرية، ويضعون لمسات دينية أو روحانية على المحتوى المسروق، ليبدو أصيلاً ومناسباً للجمهور العربي. بينما الحقيقة أنهم مجرد ناقلين، يستغلون جهل الناس وحاجتهم لتحقيق أحلامهم.
استغلال نفسي ومالي وروحاني
تحدثت المدربة عن طرق الاستغلال التي يمارسها هؤلاء المدربون، حيث يتم استنزاف المتدربين مادياً ونفسياً وروحياً. فهم يزرعون فيهم فكرة أن النجاح والسعادة والثراء مرتبطة بحضور المزيد من الدورات، ويقنعونهم بأن عليهم دفع المزيد لتحقيق "الاستحقاق".
كما يتم استخدام أساليب نفسية وروحانية مشبوهة، مثل الطلاسم، والتأملات الجماعية، وحتى ما يشبه السحر، بزعم "فتح الشاكرات" أو "جذب الشريك" أو "تحقيق الوفرة". وتؤكد الشهادات أن الكثير من المتدربين يخرجون من هذه الدورات بحالة من الضياع النفسي، بل ويشعرون أنهم أصبحوا مثل "الزومبي"، فاقدين للمشاعر والهدف.
شهادات مزورة وألقاب وهمية
من ضمن ما تم كشفه، أن كثيراً من هؤلاء المدربين يحملون ألقاب "دكتور" أو "ماستر" دون أي أساس علمي حقيقي. بعضهم حصل على شهادات من جامعات غير معترف بها، أو من مؤسسات تعنى بالسحر والتنجيم. ويتم الترويج لهذه الألقاب لاستدراج المتدربين، وإيهامهم بأنهم يتعاملون مع خبراء عالميين.
تجارة الروحانيات: من يربح ومن يخسر؟
القانون الحقيقي الذي يحكم هذه التجارة، كما ذكر في البث، هو أن المدرب يزداد غنى، بينما يزداد المتدرب فقراً وضياعاً. فكلما دفع المتدرب أكثر، كلما شعر بالحاجة للمزيد، فيدخل في دائرة لا تنتهي من الدورات والكورسات، دون أن يحقق أي تغيير حقيقي في حياته.
أما المدربون، فيحققون أرباحاً هائلة، ويعيشون حياة الرفاهية، ويسافرون على متن طائرات خاصة، بينما يظل المتدربون يلاحقون سراب النجاح والسعادة.
نقد علمي وديني
تمت الإشارة أيضاً إلى خطورة بعض الأفكار التي يتم ترويجها في هذه الدورات، مثل فكرة "وحدة الوجود"، وادعاء أن الإنسان يمكن أن يكون "إلهاً صغيراً" على الأرض، أو أن لديه قدرة على خلق الواقع وتغيير الأقدار. هذه الأفكار تتعارض مع العقيدة الإسلامية، وتعتبر من الانحرافات الخطيرة التي قد تخرج الإنسان عن دينه دون أن يشعر.
كما تم التحذير من خلط الدين بالروحانيات، واستخدام آيات القرآن أو الأحاديث النبوية في غير موضعها، لإضفاء شرعية زائفة على هذه الدورات.
نصائح للباحثين عن الوعي والتنمية الذاتية
- تحقق من مصدر العلم: لا تثق بأي شخص يدّعي امتلاك أسرار الكون أو يبيع لك السعادة والثراء مقابل المال.
- راجع الشهادات والألقاب: تأكد من أن المدرب يحمل شهادات حقيقية من جهات معترف بها.
- احذر من الاستغلال المالي: إذا وجدت أن المدرب يطلب مبالغ طائلة مقابل كورسات عامة، فاعلم أن الأمر فيه استغلال.
- لا تخلط الدين بالخرافة: ابتعد عن الدورات التي تخلط بين الدين والممارسات الوثنية أو السحرية.
- مارس النقد الذاتي: لا تقبل الأفكار دون تمحيص، وابحث عن الأدلة العلمية والشرعية.
- الروحانية ليست للبيع: الروحانية الحقيقية لا تباع ولا تشترى، بل هي علاقة خاصة بين الإنسان وربه.
خاتمة
ظاهرة مدربي الطاقة وتجار الروحانيات أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على المجتمع، حيث تستغل حاجات الناس النفسية والروحية، وتبيع لهم الأوهام تحت مسميات براقة. من المهم أن نكون واعين، وأن نبحث عن العلم الحقيقي من مصادره الموثوقة، وألا نسمح لأحد بأن يستغل جهلنا أو حاجتنا لتحقيق مكاسب شخصية.
فلنحذر من هذه التجارة، ولنحافظ على عقولنا وأموالنا وأرواحنا من عبث الدجالين.
هل لديك تجربة مع مدربي الطاقة أو التنمية الذاتية؟ شاركنا رأيك في التعليقات.