🔵 فضيحة مدربين الطاقة : توقفوا عن الصلاة لأنها عائق لتطور وعيك الروحي ويجب عليك أن تنسف موروثك
في السنوات الأخيرة، شهدنا انتشار ظاهرة مدربي الطاقة والوعي الروحي في العالم العربي، حيث يقدم بعضهم أفكارًا مثيرة للجدل تتعارض مع المبادئ الدينية والأخ
فضيحة مدربي الطاقة: الدعوة لترك الصلاة بحجة التطور الروحي
مقدمة
في السنوات الأخيرة، شهدنا انتشار ظاهرة مدربي الطاقة والوعي الروحي في العالم العربي، حيث يقدم بعضهم أفكارًا مثيرة للجدل تتعارض مع المبادئ الدينية والأخلاقية لمجتمعاتنا. ومن أخطر هذه الأفكار، ما يتم ترويجه حول أن الصلاة، باعتبارها عبادة أساسية في الإسلام، قد تشكل "عائقًا" أمام التطور الروحي، وأن على الإنسان أن "ينسف موروثه" الديني ليصل إلى حالة وعي أعلى!
في هذا المقال، سنناقش هذه الظاهرة الخطيرة، ونحلل مضمون هذه الدعوات، ونوضح تأثيرها على الأفراد والمجتمع، مستندين إلى نقاشات حية من قناة "سحر اليوغا والطاقة" التي خصصت بثًا كاملًا لتفنيد هذه المزاعم.
أصل المشكلة: منهجية وليست آراء فردية
من المهم أن ندرك أن ما يطرحه بعض مدربي الطاقة ليس مجرد آراء شخصية، بل هو جزء من منهج متكامل تدعمه مؤسسات وأشخاص يعملون على نشره وتطويره. الهدف الأساسي لهذا المنهج، كما أشار المتحدثون في البث، هو تأسيس جيل لا ديني، منفصل عن عقيدته، بل ويصل الأمر إلى الدعوة لعبادة الشيطان (لوسيفر) بشكل رمزي أو صريح.
هذه ليست مبالغات أو اتهامات عشوائية، بل هي حقيقة يمكن رصدها من خلال متابعة ما يُنشر في بعض القنوات والدورات التدريبية، حيث يتم التدرج في طرح الأفكار حتى يصل المتلقي إلى قناعة بأن الدين، والصلاة تحديدًا، مجرد "موروث" يجب التخلص منه.
تحليل مضمون الدعوة لترك الصلاة
في أحد المقاطع التي تم عرضها في البث، ظهرت مدربة طاقة ترد على سؤال إحدى المتابعات التي تشعر بصعوبة في ترك الصلاة، وتتساءل: هل هذا يعيق تطورها الروحي؟
جاء الرد كالتالي:-لا داعي لترك الصلاة مباشرة: إذا كنتِ في طريق التطور الروحي، ستشعرين في وقت ما أن عليكِ ترك الموروث (الصلاة)، لكن يجب أن يكون هذا نابعًا من داخلكِ، وليس إجبارًا.-الصلاة ليست واجبًا: الله لا يريد منكِ واجبات أو فروض، بل يمكنكِ استخدام الصلاة كوسيلة لشحن الطاقة أو التأمل، وليس كعبادة مفروضة.-انتظري نداء الروح: عندما تشعرين بالراحة في ترك الصلاة، فهذا هو الوقت المناسب، ولا داعي للشعور بالذنب، فهذه المشاعر ناتجة عن "الأنا" (الإيغو)، ويجب مراقبتها دون تفاعل حتى تزول.
هذه الأفكار تتكرر في العديد من الدورات والبرامج، وتُقدَّم بأسلوب برمجة للعقل اللاواعي، بحيث يتم إقناع المتلقي تدريجيًا أن الصلاة ليست ضرورية، وأن التخلي عنها دليل على "تطور روحي" أو "وصول للوعي الأعلى".
الردود والنقاشات: تفنيد الشبهات
1.الصلاة ليست عادة بل عبادة
أجمع المشاركون في النقاش على أن الصلاة ليست مجرد عادة أو موروث ثقافي، بل هي ركن أساسي من أركان الإسلام، وعهد بين العبد وربه. ترك الصلاة ليس مجرد قرار شخصي، بل هو سقوط لمنظومة القيم والأخلاق، وفتح الباب أمام الانحرافات الأخرى.
2.الدين ليس عائقًا للتطور الروحي
من أكبر المغالطات التي يروج لها بعض مدربي الطاقة أن الدين، والعبادات تحديدًا، تعيق الإنسان عن التطور الروحي. في الواقع، كل الشرائع السماوية جاءت لتسمو بالروح الإنسانية، والصلاة هي الصلة المباشرة بين العبد وخالقه، وهي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتحفظ الإنسان من الضياع الروحي والنفسي.
3.الاستبدال الخطير: التأمل واليوغا بدل الصلاة
يتم الترويج لفكرة أن التأمل أو بعض الطقوس الشرقية يمكن أن تحل محل الصلاة، بحجة أنها تحقق "الراحة النفسية" أو "شحن الطاقة". لكن الحقيقة أن هذه الممارسات، مهما كانت مفيدة في جانبها الصحي أو النفسي، لا يمكن أن تكون بديلاً عن العبادة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده.
4.برمجة العقل اللاواعي: خطوة بخطوة نحو الإلحاد
لاحظ المشاركون أن أسلوب الطرح يعتمد على التدرج والبرمجة، بحيث يتم أولاً التشكيك في أهمية الصلاة، ثم تحويلها إلى مجرد تمرين أو عادة، وأخيرًا الدعوة لتركها نهائيًا بحجة "نداء الروح" أو "التحرر من الإيغو". هذه عملية ممنهجة تهدف في النهاية إلى فصل الإنسان عن دينه، وفتح الباب أمام المعتقدات الوثنية أو الإلحادية.
شهادات وتجارب شخصية
شارك بعض الحضور بتجاربهم الشخصية، حيث أكدوا أنهم مروا بمراحل مشابهة عندما انخرطوا في دورات الطاقة، حيث بدأ الأمر بتشجيعهم على تأخير الصلاة أو التهاون فيها، ثم التشكيك في ضرورتها، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى ترك الصلاة تمامًا والشعور بالضياع والفراغ الروحي، قبل أن يعودوا إلى وعيهم ويتمسكوا من جديد بدينهم وصلاتهم.
خطورة الدعوة: ضرب أساس الدين
أكد المتحدثون أن ضرب الصلاة هو ضرب لعمود الدين، فإذا سقطت الصلاة، سقطت بقية الفرائض، وسهل على الإنسان أن يترك الصيام والزكاة والحج، بل وحتى الشهادتين. وهذا ما يسعى إليه هذا المنهج، وهو فصل الإنسان عن ربه، وتحويله إلى "إله" لنفسه، أو تابع لمعتقدات دخيلة لا تمت للإسلام بصلة.
كيف نواجه هذه الأفكار؟
- الوعي والتحصين العلمي والديني: يجب على كل مسلم ومسلمة أن يكون لديهم وعي كافٍ بحقيقة هذه الدعوات، وأن يتحصنوا بالعلم الشرعي الصحيح، وأن يسألوا أهل الذكر والعلم عند الشبهات.
- عدم الانخداع بالمصطلحات البراقة: كثير من هذه الأفكار تُقدَّم تحت مسميات مثل "الوعي"، "التحرر"، "الطاقة الإيجابية"، لكنها في حقيقتها دعوة للتخلي عن الدين.
- المحافظة على الصلاة: الصلاة ليست مجرد طقس أو عادة، بل هي حياة الروح، وهي التي تحفظ الإنسان من الانحراف والتي تقويه في مواجهة التحديات النفسية والروحية.
- نشر الوعي بين الشباب: يجب توعية الشباب خاصة، بخطورة هذه الأفكار، وفتح النقاش معهم حول الشبهات التي قد يتعرضون لها في وسائل التواصل الاجتماعي.
خلاصة
ما يروج له بعض مدربي الطاقة من أفكار حول ترك الصلاة بحجة التطور الروحي ليس إلا محاولة لهدم الدين من أساسه، وإبعاد الإنسان عن خالقه. هذه الدعوات، مهما بدت جذابة أو "عصرية"، تحمل في طياتها خطورة عظيمة على الفرد والمجتمع.
الحل يبدأ بالوعي، والتمسك بالدين، والرجوع إلى المصادر الصحيحة للعلم والمعرفة، وعدم الانسياق وراء كل جديد دون تمحيص أو تدبر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر."(رواه الترمذي والنسائي)
فلنحفظ صلاتنا، ولنحذر من كل دعوة تهدف إلى قطع صلتنا بالله عز وجل.
كتبه: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة