اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

فهم مفهوم "الطفل الداخلي" بين الحقيقة والوهم

في السنوات الأخيرة، انتشر الحديث عن مفهوم "الطفل الداخلي" في الأوساط النفسية والتنموية، وبدأ الكثيرون يربطون مشكلاتهم الحالية بجراح أو صدمات الطفولة.

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
3 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشر الحديث عن مفهوم "الطفل الداخلي" في الأوساط النفسية والتنموية، وبدأ الكثيرون يربطون مشكلاتهم الحالية بجراح أو صدمات الطفولة. لكن هل هذا المفهوم حقيقي فعلاً؟ وما مدى صحته من وجهة نظر علم النفس الحديث؟ تعالوا نستعرض هذا الموضوع بشكل موضوعي وواقعي.

ما هو "الطفل الداخلي"؟

يُروج في بعض الدوائر أن لكل إنسان "طفلاً داخلياً" يحمل معه جراح الطفولة، وأن كثيراً من مشكلاتنا النفسية والعاطفية تعود لهذا الطفل المجروح. يُقال أيضاً أن علينا "معالجة الطفل الداخلي" عبر التأملات أو جلسات الطاقة أو تمارين خاصة لاستعادة التوازن النفسي.

لكن عند النظر إلى علم النفس الغربي، نجد أن هذا المفهوم ليس كما يُروج له في هذه الدوائر. علم النفس الحديث يتعامل مع الصدمات النفسية أو التجارب المؤلمة في الطفولة بشكل علمي ومنهجي، دون اللجوء إلى مصطلحات غامضة أو ممارسات غير مثبتة علمياً.

ماذا يقول علم النفس؟

في الواقع، علم النفس الغربي يتناول موضوع التربية القاسية أو الحرمان في الطفولة بشكل واضح. فإذا نشأ الطفل في بيئة قاسية أو محرومة، ينصح الخبراء بأن يكون الإنسان رحيماً بنفسه وبأطفاله، وأن يسعى لتعويض نفسه عن الحرمان القديم بطرق صحية وبسيطة، مثل شراء شيء كان يتمناه في طفولته أو ممارسة هواية كان يحبها. لكن لا وجود لممارسات مثل التأملات الخاصة أو جلسات الطاقة أو ما يسمى بقانون الجذب أو الاستحقاق لعلاج "الطفل الداخلي" بهذا المفهوم الغامض.

انتشار المفاهيم المغلوطة

للأسف، استغل بعض الممارسين هذه المفاهيم لجذب الناس، وبدأوا يربطونها بمصطلحات فيزيائية مثل "الفيزياء الكمية" أو "الطاقة" أو "الحقل الطاقي"، رغم أن هذه المصطلحات لا علاقة لها بعلم النفس أو حتى بالفيزياء الحقيقية. وغالباً ما يتم استخدام هذه المفردات بشكل مجازي أو حتى خاطئ لإضفاء نوع من الغموض والعمق الزائف على الممارسات التي يقدمونها.

الحذر من الممارسات غير العلمية

من المهم أن نكون واعين عند التعامل مع هذه المفاهيم، وألا نستسلم للوهم أو ننجرف خلف ممارسات غير مثبتة علمياً. فبعض هذه الممارسات قد تفتح الباب لأفكار أو تجارب نفسية غير صحية، بل وقد تضر الإنسان أكثر مما تنفعه.

الخلاصة

مفهوم "الطفل الداخلي" كما يُروج له في بعض الدوائر ليس له أساس علمي قوي في علم النفس الحديث. التعامل مع جراح الطفولة والحرمان يكون عبر فهم التجربة والتعاطف مع الذات، وربما تعويض النفس بشكل بسيط وصحي، وليس عبر ممارسات غامضة أو طقوس لا سند لها. فلنكن واعين ونبحث دائماً عن المصادر الموثوقة والأساليب العلمية في التعامل مع أنفسنا ومشكلاتنا النفسية.

المصادر الموثوقة هي طريقك للسلام النفسي.

https://www.youtube.com/watch?v=XWOSV0-RzHo

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك