🔵 فلسفات الطاقة وميزانها في الإسلام ( لا تحزن ) مع الأستاذة أم عمر يحفظها الله ( وماذا بعد التوبة )
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم. في زمن كثرت فيه الفتن وتعددت فيه السبل، أصبح من الضروري أ
فلسفات الطاقة وميزانها في الإسلام: ما بعد التوبة
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم. في زمن كثرت فيه الفتن وتعددت فيه السبل، أصبح من الضروري أن نعود إلى أصول ديننا ونحافظ على توحيدنا وعقيدتنا، خاصة مع انتشار فلسفات الطاقة والتنمية الذاتية وعلوم الطاقة الزائفة التي تتعارض مع تعاليم الإسلام.
مجالس الذكر وأثرها في حياة المسلم
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بمجالس الذكر، وبيّن فضلها العظيم، إذ قال:"إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم..."، حتى أن الجليس معهم لا يشقى أبدًا. فمجالس الذكر هي رياض الجنة في الدنيا، ومن أراد السكينة والطمأنينة فليلزمها.
بعد التوبة: كيف تتعامل مع البلاء؟
كثير من التائبين يتساءلون: ماذا بعد التوبة؟ لماذا تزداد الابتلاءات أحيانًا بعد الرجوع إلى الله؟ هنا يأتي دور الإيمان والرضا بقضاء الله وقدره. على المسلم أن يطمئن بأن كل ما يحدث له هو لحكمة يعلمها الله، وأن البلاء ليس عقوبة بل هو امتحان ورفعة، كما قال تعالى:**{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}*.
فالله سبحانه ما ابتلاك إلا لأنه يحبك، وما أشقاك إلا ليسعدك، وما حرمك إلا ليتفضل عليك. لذا، اصبر واحتسب، فالصبر جواد لا يكبو، وسلاح لا يُهزم، وحصن حصين لا يُهدَم.
مراتب التعامل مع المصيبة
ذكر العلماء أن الناس في المصيبة على أربع مراتب:
- التسخط: وهو الاعتراض على قضاء الله بالقلب أو اللسان أو الجوارح، وهذا محرم وقد يؤدي إلى الكفر.
- الصبر: وهو تحمل البلاء مع كراهية وقوعه، وهو واجب.
- الرضا: أن يرضى العبد بما أصابه، وهذه مرتبة مستحبة.
- الشكر: أن يشكر الله على المصيبة لعلمه أنها سبب لتكفير السيئات ورفع الدرجات، وهذه أعلى المراتب.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها".
لماذا تزداد الابتلاءات بعد التوبة؟
قد يظن البعض أن التوبة يجب أن تجلب الراحة فورًا، لكن الحقيقة أن الابتلاءات قد تزداد بعد التوبة لتمحيص الإيمان وزيادة الثبات. فالمصائب تمنع التكبر والعجب، وتذكر العبد بذنوبه وتعيده إلى الله. وقد قال بعض السلف: "لولا مصائب الدنيا لوردنا الآخرة مفاليس".
الحذر من الاستدراج
أحيانًا يُبتلى المؤمن بالفقر أو المرض بعد التوبة، بينما يرى غيره من أهل الباطل في رخاء. لا ينبغي أن يغتر المسلم بذلك، فقد يكون الرخاء استدراجًا من الله، كما قال تعالى:**{سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}*.
أما المؤمن، فهو في باب التمحيص والمغفرة، فشتان بين من اختار الآخرة ومن اختار الدنيا.
خطورة علوم الطاقة والفلسفات الدخيلة
أكدت الأستاذة أم عمر أن علوم الطاقة والتنمية الذاتية الزائفة ما هي إلا تكرار لعبادات وثنية قديمة، لكنها ظهرت اليوم بأسماء براقة وشعارات جديدة. هذه العلوم تدعو إلى الشرك بالله، وتشكك في أركان الإيمان، وتضرب في توحيد الله وأسمائه وصفاته.
على المسلم أن يعتز بدينه ويعلم أن كتاب الله وسنة نبيه كافية شافية، وأن كل علم يخالفهما فهو باطل. قال تعالى:**{فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}*.
أهمية التسلح بالعلم الشرعي
الحل الأمثل لمواجهة الشبهات هو التسلح بالعلم الشرعي:- قراءة القرآن بتدبر مع تفسيره الصحيح (مثل تفسير السعدي).- دراسة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وفهمها.- الرجوع إلى العلماء وأهل الذكر عند الشبهات.
لا تتبع كل من يتصدر المنابر أو يدعي العلم، بل قارن كلامه بكتاب الله وسنة نبيه وفهم الصحابة والسلف الصالح.
المرأة ودورها في حماية العقيدة
استهدف أعداء الدين المرأة المسلمة لأنها عماد الأسرة، فإذا صلحت صلح المجتمع كله. لذلك، يجب على المرأة أن تكون قوية بالله، ثابتة على دينها، لا تبيع توحيدها وعقيدتها لأي سبب كان، وأن تعلم أن رزقها وصحتها وسعادتها بيد الله وحده.
قصص واقعية في التوكل على الله
من القصص الواقعية المؤثرة، رجل فقير في الحج كان يدعو الله بيقين أن يرزقه طعامًا، فجاءه الرزق من حيث لا يحتسب. هذه القصة تذكرنا بأن الله هو الرزاق المعطي، وأن التعلق به يغني عن التعلق بالخلق.
الختام: التوبة الصادقة والثبات على الدين
ديننا غالٍ، لا ينبغي أن نفرط فيه مهما كانت المغريات أو الضغوط. التوبة الصادقة تحتاج إلى قوة وثبات ويقين بالله، فلا تدع الشيطان يدخل عليك من أبواب الضعف أو الشك.
قال تعالى:**{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}*.
فلا تبحث عن كمال خارج دين الله، ولا تتبع علومًا زائفة تضرك في دينك ودنياك.
دعاء وخاتمة
اللهم اجعلنا من أهل التوحيد والثبات، ولا تستدرجنا بالنعم ولا تفاجئنا بالنقم، وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إذا أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.