🔵 ( فقرة مهمة ) الطاقيين يرمون شبهاتهم والدكتور يرد بالتأصيل والحجة والدليل
في الآونة الأخيرة، انتشرت العديد من الأفكار والممارسات المرتبطة بما يُسمى "الطاقيين" أو "مدارس الطاقة الكونية"، والتي تزعم إمكانية التواصل مع كيانات غ
الرد العلمي على شبهات "الطاقيين" حول التواصل مع الكيانات الروحانية
في الآونة الأخيرة، انتشرت العديد من الأفكار والممارسات المرتبطة بما يُسمى "الطاقيين" أو "مدارس الطاقة الكونية"، والتي تزعم إمكانية التواصل مع كيانات غيبية مثل الملائكة أو الأرواح النورانية أو المرشدين الروحانيين. في هذا المقال، نستعرض أبرز هذه الشبهات ونقدم الردود العلمية والشرعية عليها، مستفيدين من توضيحات الدكتور أيمن المتخصص في العقيدة الإسلامية.
الشبهة الأولى: هل تساهم الكيانات الروحانية دون مقابل؟
يشيع بين بعض المدربين في مجال الطاقة الكونية أن هناك كيانات نورانية (كالملائكة أو المرشدين الروحانيين) تساهم في حياة البشر وتساعدهم دون مقابل، ويكفي فقط شكرها أو طلب المساعدة منها. وتُروى قصص وتجارب شخصية حول فقدان أشياء ثم العثور عليها بعد طلب المساعدة من هذه الكيانات.
الرد الشرعي والعلمي
يؤكد الدكتور أيمن أن التواصل مع العالم الغيبي لا يكون إلا بدليل شرعي صريح، وهو ما اقتصر في نصوص الوحي على الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام عبر جبريل عليه السلام الموكل بالوحي. أما غير ذلك من ادعاءات التواصل مع الملائكة أو الأرواح، فهي باطلة ولا دليل عليها من القرآن أو السنة الصحيحة.
قاعدة أهل السنة في الغيبيات:لا يُقبل في باب الغيبيات إلا ما ورد في الوحي، إما في القرآن أو في السنة الصحيحة.-العقل قاصرعن إدراك تفاصيل الغيب.-الاجتهادات والآراءلا تُقبل في هذا الباب.
وبالتالي، كل من يدّعي التواصل مع الملائكة أو الكيانات النورانية فهو واقع في باطل، وغالبًا ما يكون هذا التواصل مع الجن والشياطين، كما هو معروف عند أرباب مدارس الطاقة الكونية.
الشبهة الثانية: الاستعانة بالملائكة والكيانات الروحانية
يعتقد البعض أن الملائكة يمكن أن تُستغاث ويُطلب منها قضاء الحاجات أو دفع الضرر، ويستشهدون بذلك في ممارساتهم الروحانية.
الرد الشرعي
الملائكة مخلوقات مربوبة، ليس لها من خصائص الربوبية أو الألوهية شيء. قال تعالى:
"ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين"(سورة الأنبياء: 29)
الاستغاثة بالملائكة أو طلب الحاجات منهمشرك بالله، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"من جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات وجلب المنافع ودفع المضار فهو كافر بإجماع المسلمين."
علاقة الملائكة بالبشر في الإسلام:- إبلاغ الوحي للأنبياء (جبريل عليه السلام).- حراسة بني آدم من عوارض الدنيا حتى يحين الأجل.- نصرة المؤمنين بأمر الله.- حفظ أعمال بني آدم (الكرام الكاتبين).- قبض أرواح البشر عند الموت.- تحريك بواعث الخير في نفوس العباد.
هذه هي وظائف الملائكة كما وردت في النصوص الشرعية، أما التواصل معهم أو طلب المساعدة منهم فهو باطل ومخالف للعقيدة.
الشبهة الثالثة: تجسد أسماء الله في البشر واختبار الربوبية
يروج بعض المدربين لفكرة أن الإنسان يمكن أن تتجسد فيه أسماء الله وصفاته، وأنه في اختبار للربوبية، بحيث يصبح الإنسان مرآة تعكس صفات الله للناس.
الرد الشرعي
هذا القول فرع من عقيدة الحلولية الكفرية، والتي تزعم أن الخالق يحل في المخلوق أو أن صفاته تتجسد فيه.الله سبحانه وتعالى بائن عن خلقه، ليس في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته، وهو في العلو والفوقية.
أما القول بأننا في اختبار للربوبية أو أن أسماء الله تتجسد فينا، فهو مخالف للعقيدة الإسلامية الصحيحة، ويعد من الانحرافات الفكرية الخطيرة.
خلاصة وتوصيات
- التواصل مع الغيبلا يكون إلا عبر الوحي للأنبياء، وقد انقطع ذلك بوفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- الاستعانة بالملائكة أو الكيانات الروحانيةشرك بالله ومخالف للإجماع.
- عقيدة الحلول والتجسدباطلة ومناقضة لتوحيد الله.
- على المسلمين الحذرمن هذه الأفكار والممارسات المنتشرة في بعض الدورات أو القنوات، وعدم الانسياق وراء القصص أو التجارب الشخصية التي لا تستند إلى دليل شرعي.
قال تعالى:"وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"(سورة الأنعام: 153)
نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والسلامة من الفتن.