🔵 فقرة تعالوا نضحك ونغير جو ... حقيقة المدرسة النورانية القذرة ، لهذا الحد وصلنا بالجهل والغباء ؟
في عصر تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتنتشر فيه الأفكار عبر وسائل الإعلام، تظهر بين الحين والآخر مفاهيم ومعتقدات غريبة تثير الجدل وتدفعنا للتساؤل عن مدى
حقيقة المدرسة النورانية: بين الخرافة والعقل
في عصر تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتنتشر فيه الأفكار عبر وسائل الإعلام، تظهر بين الحين والآخر مفاهيم ومعتقدات غريبة تثير الجدل وتدفعنا للتساؤل عن مدى صحة ما يُقال. من بين هذه المواضيع، انتشرت في بعض الأوساط ما يُعرف بـ"المدرسة النورانية" وممارسات التواصل مع الأرواح والأولياء الصالحين، والتي أصبحت مادة للنقاش والسخرية في بعض القنوات، ومنها قناة "سحر اليوغا والطاقة".
في هذا المقال، سنناقش هذه الظواهر من منظور نقدي وتعليمي، ونكشف عن حقيقة بعض الممارسات التي يروج لها البعض تحت مسميات دينية وروحانية، مع التأكيد على أهمية التفكير النقدي والوعي الديني الصحيح.
زيارة الأولياء الصالحين: بين الدين والخرافة
يتحدث البعض عن وجود أولياء صالحين في بعض البلدان، مثل تونس، ويذهب الناس لزيارتهم وطلب البركة منهم، بل ويقوم بعضهم بذبح الذبائح عند قبورهم. هذه الممارسات تُعتبر من الشركيات في الدين الإسلامي، حيث أن العبادة والدعاء يجب أن يكونا لله وحده دون وسيط. كثير من الناس يجهلون معنى "ولي صالح" ويخلطون بين الاحترام والتقديس المبالغ فيه.
من المثير للدهشة أن بعض الأشخاص يدّعون قدرتهم على التواصل مع أرواح الموتى، ويزعمون أن الأرواح تخبرهم بأمور عن الأحياء وتطلب منهم تنفيذ وصايا معينة. هذه الأفكار لا تستند إلى أساس ديني صحيح، بل تتعارض مع تعاليم الإسلام التي تؤكد أن الروح من أمر الله، ولا يعلم الغيب إلا هو.
قصص التواصل مع الأرواح: هل هي حقيقة أم خيال؟
يروي البعض قصصًا عن أشخاص يدّعون أنهم يتلقون رسائل من أرواح الموتى، وأنهم يستطيعون سماعهم أو التحدث معهم. بل ويذهبون أبعد من ذلك، فيزعمون أن بعض الأولياء الصالحين مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني يحضرون جلساتهم الروحية ويتحدثون معهم عن أسرار البرزخ والطاقة ومسارات الشاكرات!
هذه الادعاءات ليست إلا خرافات لا أساس لها من الصحة، ويجب التعامل معها بحذر شديد. فلو كان بإمكان الأرواح التواصل مع الأحياء بهذه السهولة، فلماذا لم يخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصحابة بمن يخلفه بعد وفاته؟ ولماذا لم يتواصل الصحابة مع أرواح الأولياء والصالحين؟ هذه الأسئلة تدفعنا للتفكير بعقلانية ورفض مثل هذه المزاعم.
المدرسة النورانية: خلط بين الطاقة والخرافة
تروج بعض القنوات لما يسمى بـ"المدرسة النورانية"، وتدعي أن هناك طاقة خاصة يمكن من خلالها التواصل مع الأرواح والأولياء، بل وتربط ذلك بمفاهيم الشاكرات ومسارات الطاقة المعروفة في بعض الفلسفات الشرقية. ويذهب البعض إلى حد القول إن كل من يتعلم علم الطاقة يمكن أن يتلبسه أحد الأولياء الصالحين!
هذه المعتقدات لا تمت للدين بصلة، بل هي خليط من الخرافات والمفاهيم المستوردة من ثقافات أخرى، ويتم تسويقها على أنها علوم روحية عميقة. في الحقيقة، هي لا تعدو أن تكون وسيلة لجذب الانتباه وتحقيق الشهرة أو الربح المادي على حساب عقول الناس البسطاء.
أهمية التفكير النقدي والوعي الديني
في ظل انتشار مثل هذه الأفكار، من الضروري أن يتحلى الإنسان بالتفكير النقدي، وألا يصدق كل ما يسمع أو يشاهد دون تمحيص. الدين الإسلامي يدعو إلى استخدام العقل والفطرة السليمة في تقييم الأمور، ويحذر من الانسياق وراء الخرافات والدجل.
علينا أن نميز بين الاحترام الحقيقي للأولياء والصالحين، وبين تقديسهم ورفعهم إلى مراتب لا تليق إلا بالله عز وجل. كما يجب أن نتجنب الانخداع بمن يدّعون معرفة الغيب أو القدرة على التواصل مع الأرواح، فهذه أمور لا يعلمها إلا الله.
الخلاصة
المدرسة النورانية وغيرها من الممارسات التي تدّعي التواصل مع الأرواح ما هي إلا خرافات لا أساس لها من الصحة، ويجب علينا كمتعلمين وواعين أن نرفضها ونحذر منها. علينا أن نتمسك بتعاليم ديننا الصحيحة، ونستخدم عقولنا في تقييم ما يُعرض علينا من أفكار وممارسات. فالعلم والمعرفة هما السبيل الوحيد للنجاة من الجهل والخرافة.
دعونا نضحك أحيانًا على هذه القصص، لكن الأهم أن نغير من وعينا ونرتقي بفكرنا، حتى لا نكون ضحية للجهل والغباء.