هل جذب القبول في كلية الطب بقوانين الجذب حقيقة أم وهم؟
في أحد الأيام، جلست ابنة مع والدها وهي تحمل بين يديها صورة تخرج ترتدي فيها روب الطب وخلفها خلفية مميزة. سألها والدها بدهشة: "ما هذه الخلفية يا ابنتي؟"
في أحد الأيام، جلست ابنة مع والدها وهي تحمل بين يديها صورة تخرج ترتدي فيها روب الطب وخلفها خلفية مميزة. سألها والدها بدهشة: "ما هذه الخلفية يا ابنتي؟" أجابته بحماس: "يا بابا، هذه صورة من أجل قانون الجذب! صديقاتي أخبرنني أنني أستحق دراسة الطب، وإذا أردت جذب القبول في كلية الطب، يجب أن أضع صورتي وأنا أرتدي روب الطب وأضعها خلفية لهاتفي!"
استغرب الأب من حديث ابنته، وقال لها: "يا ابنتي، لا يصح أن تختزلي الأمور في مجرد قوانين كونية. عندما تعتقدين أن تحقيق أحلامك يعتمد فقط على تطبيق خطوات معينة مثل وضع صورة أو ترديد عبارات، فهذا غير صحيح. من قال أن الأمور تسير بهذه البساطة؟"
وأوضح الأب أن هذه الأفكار ليست صحيحة من الناحية العلمية أو الدينية. فمن الناحية الفيزيائية، لم يثبت أبداً أن الذبذبات المتشابهة تتجاذب أو أن مجرد التفكير أو التصرف بطريقة معينة سيجعل الأحداث تتحقق كما نريد. أما من الناحية الشرعية، فإن الاعتقاد بأن هناك قوة أو إرادة في هذه القوانين توازي قدرة الله عز وجل هو أمر خطير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه: "اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين"، و"اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك وقدرتك". وهذا يدل على أن كل شيء بيد الله وحده، وأن الإنسان يجب أن يسعى ويجتهد ويعتمد على الله في تحقيق ما يتمنى.
ثم تساءل الأب: "ومن قال لكِ أن الطب هو الخيار الأفضل لكِ؟ استخيري الله عز وجل، فهو وحده يعلم أين يكون الخير لك، وسيكتب لك ما فيه الصلاح أينما كان. وإذا سمعتِ شيئاً مثل هذا مستقبلاً، اسألي أهل العلم ولا تتبعي الآخرين دون وعي أو تقليد أعمى."
خلاصة القول:
من المهم أن نؤمن أن تحقيق الأحلام والطموحات يحتاج إلى جهد وسعي وتوكل على الله، وليس فقط إلى اتباع أفكار منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أو بين الأصدقاء دون تحقق أو علم. استشيروا أهل الخبرة والعلم، واستخيروا الله في قراراتكم، واسعوا بجد واجتهاد، فالتوفيق بيد الله وحده.
https://www.youtube.com/watch?v=sLu3Lh6q-r4