اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

حقيقة دورات جذب المال والطاقة: بين الوهم والحقيقة

في السنوات الأخيرة، انتشرت في عالمنا العربي موجة من الدورات والبرامج التدريبية التي تدّعي تعليم الناس كيفية "جذب المال" و"خلق الوفرة" باستخدام تقنيات

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في عالمنا العربي موجة من الدورات والبرامج التدريبية التي تدّعي تعليم الناس كيفية "جذب المال" و"خلق الوفرة" باستخدام تقنيات الطاقة، مثل "الأكسس بارز" وغيرها. يقبل الكثيرون على هذه الدورات أملاً في تحسين أوضاعهم المالية، دون إدراك لحقيقة ما يجري وراء الكواليس. في هذا المقال، نسلط الضوء على هذه الظاهرة، نحلل أفكارها، ونكشف عن مخاطرها، مع تقديم نصائح عملية للباحثين عن الرزق والبركة الحقيقية.

كيف تروّج دورات الطاقة لجذب المال؟

تبدأ هذه الدورات عادةً بتقديم أفكار براقة وجذابة، مثل: "كيف تصبح ثريًا"، "كيف تضاعف دخلك"، أو "كيف تتخلص من قيود الوظيفة وتبدأ العمل الحر". ثم ينتقل المدربون إلى أفكار أكثر عمقًا وغرابة، مثل "تنظيف طاقة المال"، "تفعيل نقاط الرأس لجذب الوفرة"، أو حتى "ربط المال بالجنس" – حيث يُروج لفكرة أن ممارسة الجنس تزيد من تدفق المال والطاقة في حياتك!

يتم تعليم المتدربين طقوسًا وتوكيدات يومية، مثل ترديد عبارات: "أنا المال"، "أنا الوفرة"، "أنا مغناطيس المال"، مع ارتداء ألوان معينة (كالأحمر)، أو وضع قطع ذهبية في المحفظة، وتغيير أماكن الأثاث والنوم في المنزل، وحتى شراء تماثيل للوفرة المالية! كل ذلك يُقدّم تحت غطاء علم الطاقة وقوانين الجذب.

حقيقة "الوفرة" في دورات الطاقة

عند التدقيق في هذه الدورات، نجد أن معظمها منقول من كتب أجنبية، ويضاف إليها بعض "خزعبلات" الطاقة ولمسات شخصية للمدرب، ثم تُباع للناس بأسعار باهظة تحت مسميات براقة. في الواقع، لا يوجد أي دليل علمي أو منطقي على فعالية هذه الممارسات في جلب المال أو تحسين الوضع المادي.

بل على العكس، كثير ممن حضروا هذه الدورات لاحظوا غياب البركة عن أموالهم بعد ذلك، وتبخر المال بسرعة، والشعور الدائم بعدم الرضا أو الفراغ النفسي. ويعود السبب في ذلك إلى أن هذه الدورات تروج لأفكار أنانية، تركز على الذات فقط، وتدعو إلى التخلي عن القيم والأخلاق، بل وتدفع أحيانًا إلى عقوق الوالدين إذا لم يكونوا سببًا في جلب المال!

مخاطر دورات الطاقة وجذب المال

  • تضليل الناس واستنزاف أموالهم: المدربون يروجون لأفكار غير واقعية، ويستغلون حاجة الناس للمال، فيبيعون لهم الوهم مقابل مبالغ طائلة، دون أي نتائج حقيقية.
  • إضعاف القيم الدينية والأخلاقية: يتم إقناع المتدربين بأن المال لا علاقة له بالحلال أو الحرام، وأن المهم هو الوفرة فقط، ويُدفع الناس للابتعاد عن المبادئ الدينية، وحتى الاستعانة بالكون بدلاً من الله في طلب الرزق.
  • الشعور بالفراغ وفقدان البركة: كثير من المشاركين لاحظوا أن المال الذي يأتيهم يذهب بسرعة، ولا يشعرون بالسعادة أو الراحة النفسية، بل يزداد لديهم الطمع والجشع.
  • انتشار الشركيات والسحر: بعض التمارين والطقوس المستخدمة في هذه الدورات تدخل في نطاق الشرك والسحر، مثل الاستعانة بالجن، أو ترديد تعويذات لجذب المال، أو الاعتماد على أشياء مادية (محفظة حمراء، تمثال، ماء...) لجلب الرزق.
  • ترويج أفكار وحدة الوجود وتأليه الذات: يتم إقناع المتدرب أنه "يستطيع خلق واقعه" وأنه "إله صغير"، مما يتعارض مع العقيدة الصحيحة التي تؤمن بأن الله وحده هو الرزاق.

لماذا لا تحقق هذه الدورات الوفرة الحقيقية؟

الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون، أن الرزق بيد الله وحده، وأن البركة تأتي من السعي الحلال والاعتماد على الله، وليس من طقوس أو توكيدات أو مدربين يبيعون الوهم. حتى لو حصل الإنسان على مال بطريقة غير مشروعة أو عبر هذه الدورات، فإنه سرعان ما يذهب بلا أثر، وتختفي معه البركة والعناية الإلهية.

بل إن كثيرًا ممن جربوا هذه الدورات، لاحظوا أن حياتهم المادية والنفسية تدهورت، وأنهم أصبحوا أسرى للقلق والطمع، وابتعدوا عن القيم الحقيقية التي تجلب السعادة والرضا.

نصائح عملية للباحثين عن الرزق والبركة

  • اعتمد على الله وحده: تذكر أن الله هو الرزاق، وأن السعي الحلال والعمل الجاد هما الطريق الحقيقي للرزق.
  • ابتعد عن الدورات المشبوهة: لا تنخدع بالإعلانات البراقة والوعود الكاذبة. المال لا يأتي من طقوس أو توكيدات، بل من العمل والتخطيط والاجتهاد.
  • احرص على البركة: البركة في المال أهم من كثرته. قد يكون لديك مال قليل، لكنه يكفيك ويزيدك خيرًا، إذا كان حلالًا ومباركًا.
  • راقب نيتك: هل تسعى للمال فقط من أجل نفسك، أم لتسعد نفسك وأهلك وتفيد مجتمعك؟ النية الطيبة تجلب الخير والبركة.
  • استثمر في نفسك بطرق صحيحة: تعلم مهارات جديدة، طور نفسك في مجالك، وابحث عن فرص عمل مشروعة، بدلًا من إضاعة المال على دورات وهمية.
  • تذكر أن السعادة ليست في المال وحده: كثير من الأغنياء تعساء، وكثير من الفقراء سعداء بما أعطاهم الله. الرضا والشكر هما مفتاحا السعادة الحقيقية.

خاتمة

دورات جذب المال والطاقة ليست سوى وهم كبير يبيعه بعض المدربين للناس الطيبين الباحثين عن حياة أفضل. لا تدع نفسك ضحية لهذه الخدع، وكن واثقًا أن الرزق بيد الله وحده، وأن البركة لا تأتي إلا من العمل الحلال والنية الطيبة. احفظ أموالك ووقتك، ووجه طاقتك نحو ما ينفعك في الدنيا والآخرة.

تذكر دائمًا: اسعَ، واطلب الرزق من الله، وارضَ بما قسم لك، تجد البركة والسعادة الحقيقية.

https://www.youtube.com/watch?v=6WGBK7Ah3m8

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك