حقيقة الأبراج وعلوم الطاقة: بين الخرافة والعلم والدين

في عصرنا الحالي، انتشرت ظاهرة الأبراج وعلوم الطاقة بشكل واسع، وأصبح الكثيرون يتابعون توقعات الأبراج اليومية، ويشاركون في جلسات الطاقة والتأمل، بل ويدف

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
6 دقائق
0

في عصرنا الحالي، انتشرت ظاهرة الأبراج وعلوم الطاقة بشكل واسع، وأصبح الكثيرون يتابعون توقعات الأبراج اليومية، ويشاركون في جلسات الطاقة والتأمل، بل ويدفعون أموالًا طائلة للحصول على خرائط فلكية أو جلسات علاجية. لكن ما حقيقة هذه العلوم؟ وما موقف الدين والعقل منها؟ هذا المقال يسلط الضوء على هذه القضايا من منظور علمي وشرعي وتجارب شخصية واقعية.

1. جذور الأبراج: بين التاريخ والأسطورة

تعود فكرة الأبراج إلى الحضارات القديمة، خاصة البابليين الذين قسموا دائرة السماء إلى 12 برجًا، وربطوا حركة الشمس والكواكب بحياة الإنسان وصفاته ومصيره. كان الاعتقاد أن الشمس تمر كل شهر في برج معين، وأن لكل برج صفات وتأثيرات على من يولد فيه. لكن مع تطور علم الفلك والرصد، اكتُشف أن مواقع الأبراج تغيرت عبر آلاف السنين بسبب حركة الكواكب، وأن الاعتدال الربيعي الذي كان يرتبط ببرج الحمل، أصبح اليوم في برج الحوت، ما يعني أن حسابات الأبراج الحالية لا تعكس الواقع الفلكي.

الخلاصة: الأبراج ليست علماً دقيقاً، بل منظومة رمزية قديمة تغيرت مع الزمن، ولا أساس لها في علم الفلك الحديث.

2. هل يولد الناس متشابهين؟

من الشائع أن يُقال: "كل من وُلد في نفس اليوم والساعة والمكان له نفس الصفات والمصير." لكن الواقع أن الإنسان يتأثر ببيئته، أسرته، تجاربه، وعوامل لا حصر لها. حتى التوائم المتطابقة في الجينات يختلفون في الطباع والنجاح والمصير. إذًا، كيف يمكن أن يكون هناك تطابق بين مولود في أستراليا وآخر في سوريا أو الهند لمجرد تشابه تاريخ الميلاد؟

الخلاصة: لا يوجد أي دليل علمي على أن الأبراج تحدد الطباع أو المصير.

3. بين علم الفلك والتنجيم: فرق جوهري

من المهم التفريق بين علم الفلك (Astronomy) وهو علم طبيعي يدرس الأجرام السماوية وحركتها، وبين التنجيم (Astrology) الذي يدعي أن مواقع النجوم والكواكب تؤثر في حياة الإنسان وتكشف مستقبله. علم الفلك بريء من التنجيم، كما أن علم النفس يختلف عن ما يُسمى "علم الطاقة".

الخلاصة: التنجيم خرافة لا علاقة لها بالعلم، بينما الفلك علم حقيقي معترف به عالميًا.

4. خداع التوقعات والتأثير النفسي

تجارب علمية كثيرة أثبتت أن توقعات الأبراج عامة وفضفاضة، يمكن لأي شخص أن يجد نفسه فيها. في إحدى التجارب، وُزعت أوراق على مجموعة من الطلاب كلٌ يحمل "تحليلًا شخصيًا" حسب برجه، ثم طُلب منهم تبادل الأوراق ليكتشفوا أن جميع التحليلات متطابقة! ومع ذلك، كان معظمهم مقتنعين أن التحليل يصفهم بدقة. هذا يُعرف بتأثير "بارنوم" النفسي، حيث يصدق الناس أي وصف عام إذا قُدم لهم بشكل شخصي.

الخلاصة: الأبراج تلعب على الأثر النفسي ولا تقدم معرفة حقيقية.

5. التنجيم والطاقة: بين الشرك والخطر الاجتماعي

من منظور ديني، التنجيم وادعاء معرفة الغيب شرك بالله، وقد وردت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تُحذر من ذلك، منها قول النبي ﷺ: "من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد." حتى من يقرأ الأبراج للتسلية دون تصديق، لا تُقبل له صلاة أربعين يومًا.

أما علوم الطاقة، خاصة تلك المستوردة من الشرق (كالريكي والثيتا وغيرها)، فهي خليط من معتقدات وثنية، وشعوذة، وطقوس غامضة، كثير منها يرتبط باستحضار قوى غيبية أو شياطين، وتُمارس تحت غطاء علمي أو روحي زائف.

الخلاصة: التنجيم وعلوم الطاقة ليست فقط خرافات، بل قد تجر الإنسان إلى الشرك والضلال، وتؤثر سلبًا على حياته وعلاقاته وأسرته.

6. تجارب واقعية: من الانخداع إلى التوبة

شارك العديد من الأشخاص في النقاش تجاربهم الشخصية مع الأبراج وعلوم الطاقة. بعضهم كان مدربًا أو قارئ خرائط فلكية، وانخدع لسنوات، حتى تعرض لمشاكل نفسية وأسرية وصحية، وشعر بضيق الصدر، وفقدان البركة، وانقطاع العلاقات. كثيرون تحدثوا عن كيف أن هذه العلوم تدمر العلاقات الأسرية، وتزرع الشك بين الأزواج، وتدفع البعض للانطواء والاكتئاب، بل وحتى خسارة المال والصحة.

الخلاصة: تجارب الناس أكبر دليل على خطورة الانخراط في هذه الدوائر، وأن العودة إلى الله والتمسك بالدين هو طريق الراحة والنجاة.

7. لماذا ينجرف الناس وراء هذه العلوم؟

  • ضعف الوعي الديني والعلمي: كثيرون يجهلون الفارق بين العلم الحقيقي والخرافة.
  • الحاجة للأمل وحل المشاكل: ينجذب البعض للأبراج والطاقة بحثًا عن حل سريع لمشاكلهم أو أملاً في المستقبل.
  • التسويق الذكي: رواد هذه العلوم يستخدمون لغة علمية ودينية أحيانًا، ويخلطون بين الحق والباطل لجذب الناس.
  • الفراغ العقلي والروحي: حين يفرغ العقل من التفكير النقدي، يسهل ملؤه بأي أفكار عابرة أو خرافات.

8. موقف العلماء والهيئات الدينية

أجمع العلماء على تحريم التنجيم وقراءة الأبراج ونشرها، حتى لو كانت للتسلية، لما فيها من ادعاء علم الغيب، والتشبه بالكهنة والسحرة، والتأثير السلبي على العقيدة. كما أفتت الهيئات الدينية بعدم جواز نشر أو تصديق الأبراج، واعتبرت ذلك من شعب الكفر.

9. النجوم في القرآن: زينة وهداية لا تأثير

ذكر الله تعالى في القرآن أن للنجوم ثلاث فوائد: زينة للسماء، ورجوم للشياطين، وعلامات يهتدى بها في السفر. ولم يرد في القرآن أو السنة أن للنجوم والكواكب تأثيرًا في مصير الإنسان أو طباعه.

10. كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • تعزيز العقيدة الصحيحة: تعليم الأبناء أصول التوحيد، وأن الغيب لا يعلمه إلا الله.
  • التفكير النقدي: تشجيع البحث والتحقق وعدم تصديق كل ما يُقال أو يُنشر.
  • الانشغال بالعلم النافع: ملء أوقات الفراغ بالقراءة، التعلم، وتطوير الذات بطرق علمية صحيحة.
  • التمسك بالعبادات والأذكار: فهي الحصن الحقيقي من الوساوس والخرافات.
  • الحذر من الحسابات المشبوهة والدورات الغامضة: عدم الانسياق وراء من يروجون لمثل هذه العلوم، ولو ادعوا العلم أو الدين.

خلاصة المقال

الأبراج وعلوم الطاقة ليست علومًا حقيقية، بل هي خرافات وشعوذات قديمة بثوب عصري. الانخراط فيها خطر على الدين والعقل والنفس والمجتمع. النجاة والراحة الحقيقية في التمسك بالإيمان، والاعتماد على الله، وتحكيم العقل، وتحصين النفس بالعلم والذكر والعبادة.

رسالة أخيرة:

لكل من انخدع بهذه العلوم، باب التوبة مفتوح، والله يحب التوابين. لا تتردد في العودة إلى الله، واطلب العلم من مصادره الصحيحة، وكن قدوة لأهلك وأبنائك في الصدق والثبات على الحق.

مصادر موثوقة للبحث والتحقق:

  • موقع الدرر السنية (للبحث عن الأحاديث الصحيحة)
  • فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء
  • كتب علماء العقيدة والتوحيد

حفظكم الله من كل شر، ووفقكم للعلم النافع والعمل الصالح.

https://www.youtube.com/watch?v=XrjBmykVPXk

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك