حقيقة "الأكسس بارز": نظرة نقدية شاملة وتحذير للأسر والمجتمع
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والممارسات المرتبطة بما يُعرف بـ"الأكسس بارز" (Access Bars) في العالم العربي، خاصة بين النساء والشباب وحت
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والممارسات المرتبطة بما يُعرف بـ"الأكسس بارز" (Access Bars) في العالم العربي، خاصة بين النساء والشباب وحتى الأطفال. هذه الممارسات تُقدَّم غالبًا تحت شعارات التنمية الذاتية، الوعي، التحرر من القيود، وفتح أبواب الطاقة. لكن ما حقيقة هذه التقنيات؟ وما أصلها؟ وما المخاطر المرتبطة بها؟ في هذا المقال، نعرض لكم تحليلاً نقدياً شاملاً لموضوع الأكسس بارز، مع تسليط الضوء على الجوانب الدينية، النفسية، والاجتماعية، بناءً على شهادات وتجارب واقعية ومصادر رسمية.
ما هو الأكسس بارز؟ ومن مؤسسه؟
الأكسس بارز هو تقنية ظهرت في الغرب، أسسها جاري دوجلاس، الذي يدعي أنه تلقى إلهام هذه الممارسات من روح "راسبوتين" – وهو شخصية تاريخية مثيرة للجدل ارتبطت بالسحر والشعوذة. ليس هذا فحسب، بل إن دوجلاس نفسه يعترف في لقاءات وفيديوهات منشورة بأن مصدر تعاليمه روحي غامض، وأن ابنته شانون أوهارا تفتخر بقصة نشأتها في بيت كان "روح راسبوتين" حاضرة فيه.
هذه الخلفية تثير تساؤلات عميقة حول مصادر الأكسس بارز، خاصة وأن بعض الشعارات والتوكيدات المستخدمة فيه أقرب إلى التعويذات أو الطلاسم، ولا علاقة لها بأي أساس علمي أو ديني صحيح.
أدوات الأكسس بارز: بين الشعوذة والتلاعب النفسي
من خلال متابعة الدورات وورش العمل، نجد أن الأكسس بارز يعتمد على مجموعة من الأدوات والشعارات، مثل "رايت آند رونغ، بود آند بوك" وغيرها من الجمل التي تُردد كتعويذات خلال الجلسات. هذه الأدوات لا تستند إلى أي قاعدة علمية أو طبية، بل يُقال إنها تفتح "مسارات الطاقة" في الدماغ وتحرر الفرد من "البرمجة السلبية".
لكن الواقع أن هذه الممارسات تشجع على التخلي عن القيم الدينية، الاجتماعية، وحتى الروابط الأسرية. فغالبًا ما يُشجع المشاركون على "التحرر من العائلة"، و"الاعتماد على النفس"، و"كسر القيود المجتمعية"، دون أي اعتبار للحدود الشرعية أو الأخلاقية.
سيطرة إعلامية وتعتيم على الحقائق
من الملاحظ أن مؤسس الأكسس بارز، جاري دوجلاس، يفرض رقابة شديدة على أي محتوى سلبي أو نقدي يُنشر عنه أو عن تقنياته. أي محاولة لكشف خلفياته أو فضح ممارسات مشبوهة (مثل التحريض على التحرش بالأطفال أو التمرد على القوانين) يتم حذفها بسرعة من منصات التواصل الاجتماعي. وهذا يفسر صعوبة العثور على معلومات نقدية أو شهادات متضررين من الأكسس بارز، خاصة باللغة العربية.
الأكسس بارز والأطفال: الخطر الأكبر
من أخطر ما انتشر مؤخراً هو استهداف الأطفال بدورات الأكسس بارز، حيث تُقدَّم لهم هذه الجلسات مجاناً حتى سن 8 سنوات، وبأسعار مخفضة حتى سن 18. يُروج المدربون لفكرة أن الطفل "كائن غير محدود"، وأنه قادر على خلق واقعه بنفسه، بل ويُشجع على كسر الخوف من "العوالم الأخرى" والتواصل مع "الكيانات" أو "الأرواح".
هذا النوع من التعليم يفتح الباب أمام الأطفال لتقبل أفكار خطيرة، مثل وحدة الوجود، التشكيك في الثوابت الدينية، بل وحتى تقبل الشذوذ الجنسي والانحرافات السلوكية تحت غطاء "التحرر من الأحكام". كما أن بعض الجلسات تتضمن طقوساً تشبه السحر أو الاستعانة بالجن، وهو أمر محرم شرعاً وخطير نفسياً واجتماعياً.
شهادات وتجارب واقعية
هناك العديد من التجارب والشهادات من أشخاص خاضوا هذه الدورات أو تعاملوا مع ممارسي الأكسس بارز. من بين الأعراض السلبية التي ظهرت عليهم: الكوابيس، رائحة حريق في أوقات متأخرة من الليل، رؤية رموز غريبة مثل الريش أو الفراشات، تدهور في العلاقات الأسرية، ضعف في العبادات والدعاء، وتغيرات نفسية وسلوكية غير مبررة.
كما أن بعض المدربين يعترفون صراحة بأنهم يتعاملون مع "كيانات" أو "أرواح"، ويشجعون المشاركين على تقديم أنفسهم كـ"قرابين" لهذه الكيانات مقابل الحصول على "هدايا" أو "طاقات جديدة".
تحذير للأمهات والأسر
عزيزتي الأم، قبل أن تدخلي أنتِ أو طفلكِ في أي دورة من دورات الأكسس بارز أو غيرها من مدارس الطاقة، اسألي نفسك: هل تعرفين حقيقة ما يُعلَّم لطفلك؟ هل تدركين أن هذه الممارسات قد تزرع في ذهنه أفكاراً خطيرة عن الدين، الأخلاق، والهوية؟ هل تقبلين أن يُفتح باب التواصل مع كيانات مجهولة أو يُشجع على الشذوذ والانحراف تحت مسمى "التحرر والوعي"؟
تذكري أن ديننا الحنيف جاء كاملاً، وأن كل ما يخالف القرآن والسنة أو يشكك في ثوابتنا هو باطل، مهما تم تجميله أو تغليفه بشعارات براقة.
رسالة إلى المدربات والممارسات
لكل مدربة أو ممارِسة للأكسس بارز: هل كنتِ صادقة مع نفسكِ ومع المشاركين في دوراتكِ بشأن حقيقة هذه الممارسات؟ هل شرحتِ لهم خلفيات المؤسس وتعاليمه؟ هل فكرتِ في عواقب الاستعانة بالجن أو الكيانات، وأن ذلك يدخل في باب الشرك والمحرمات الكبرى؟ تذكري أنكِ مسؤولة أمام الله عن كل من يتضرر بسببكِ، وأن النية الطيبة لا تبرر الوقوع في الباطل.
الخلاصة: الوعي الحقيقي يبدأ من الدين والعقل
في النهاية، يجب أن ندرك أن الوعي الحقيقي لا يأتي من مدارس مشبوهة أو تعاليم مستوردة من ثقافات غريبة عن ديننا وقيمنا. بل يبدأ من التمسك بالقرآن والسنة، والبحث عن العلم النافع، والحذر من كل ما يخالف عقيدتنا، مهما تم تزيينه أو ترويجه.
لا تنخدعوا بالشعارات البراقة، ولا تضحوا بأبنائكم أو أنفسكم في تجارب غير مأمونة العواقب. واجبنا جميعاً أن ننبه ونحذر ونحمي المجتمع من هذه المخاطر، وأن نبقى على وعي ويقظة دائمة.
ساهموا في نشر هذا المقال لتوعية أكبر عدد من الناس، فالتنبيه على المنكر واجب، وحماية الأسرة والمجتمع مسؤولية الجميع.
للاستزادة والمزيد من الشهادات والمصادر، يمكنكم الرجوع إلى قنوات متخصصة في كشف حقيقة مدارس الطاقة والشعوذة، ومتابعة النقاشات العلمية والدينية حولها.
https://www.youtube.com/watch?v=mt5M-gWNeI0