حقيقة الريكي: نظرة نقدية على مدارس الطاقة ومخاطرها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بكم في سلسلة جديدة من "تعال نفكر". في هذه الحلقة، نسلط الضوء على موضوع أثار الكثير من الجدل والنقاش في
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بكم في سلسلة جديدة من "تعال نفكر". في هذه الحلقة، نسلط الضوء على موضوع أثار الكثير من الجدل والنقاش في السنوات الأخيرة، وهو الريكي ومدارس الطاقة المختلفة. سنتعرف معاً على حقيقة الريكي، أصوله، طرق ممارسته، وخطورة انتشاره، خاصة تحت مسميات جديدة مثل "الريكي الإسلامي".
ما هو الريكي؟ وأين نشأ؟
الريكي هو فن من فنون العلاج بالطاقة، نشأ في اليابان على يد ميكاو أوسوي في بدايات القرن العشرين. لكن جذوره تعود إلى ممارسات قديمة جداً، حيث كان يُمارَس داخل المعابد على يد الكهنة فقط، ويعتمد على ما يُسمى بالتداوي عبر الوسيط الروحي. كان يُعتقد أن المعالج يتواصل مع أرواح الحكماء المتوفين أو ما يُسمى "الروح الخارقة"، ليقوم بنقل الطاقة إلى المريض.
مع مرور الوقت، تطورت مدارس الريكي وتعددت، فظهرت مدارس غربية، وتبتية، وهندية، ويابانية. ورغم اختلاف المسميات، إلا أن جوهرها واحد: الاعتماد على وسيط يدعي نقل طاقة شافية من عالم غير مرئي إلى الإنسان.
الريكي بين السحر والعلم
يُصنف الريكي اليوم ضمن أكثر مدارس الطاقة ارتباطاً بالسحر، إلى جانب مدرسة "الأكسس بارز". فكلتا المدرستين تعتمد على طقوس ورموز يُقال إنها تستدعي قوى روحية أو "ملائكة" أو "أرواح مرشدة" للمساعدة في الشفاء. لكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون أن هذه الطقوس ما هي إلا وسائل لاستحضار الجن أو الشياطين، حتى وإن تم تغليفها بمصطلحات علمية أو دينية.
من الشائع في جلسات الريكي أن يردد المعالج أو المتدرب عبارات مثل: "يا رئيس الملائكة ميخائيل، احضر وساعدني في قطع الحبال الأثيرية"، مع إشعال الشموع، وتشغيل الموسيقى الهادئة، واستخدام الأحجار الكريمة. هذه الممارسات ليست سوى محاولات لشرعنة السحر وإدخاله إلى حياتنا اليومية تحت ستار "العلاج بالطاقة" أو "الاستشفاء الروحي".
الرموز السرية في الريكي
الريكي قائم بشكل أساسي على استخدام رموز سرية يُقال إنها تمنح المعالج القدرة على نقل الطاقة أو الشفاء عن بعد. من أشهر هذه الرموز: شو كوراي، سا هاي، هون شاي، داي كومو، وغيرها. لكل رمز "خادم" من الجن يُعتقد أنه يساعد في تحقيق الغرض المطلوب، سواء كان شفاءً، أو حماية، أو إرسال طاقة عن بعد.
حتى في ما يُسمى "الريكي الإسلامي"، لا يمكن الاستغناء عن هذه الرموز، رغم محاولة البعض إخفاء حقيقتها أو استبدالها بآيات قرآنية أو أسماء الله الحسنى. لكن في النهاية، يبقى جوهر الممارسة واحداً: استحضار قوى غير مرئية عبر رموز وتعويذات.
خطورة الريكي على الفرد والأسرة
تجارب العديد من الأشخاص الذين خاضوا تجربة الريكي تؤكد أن الأمر ليس مجرد استرخاء أو علاج نفسي كما يُروج له. بل تبدأ الأعراض بالظهور تدريجياً: قلق، أرق، كوابيس، رؤية أشياء غريبة، شعور بالخوف، تغيرات سلوكية حادة، ونفور في العلاقات الأسرية. بعض الحالات وصلت إلى الطلاق وتدمير الحياة الأسرية بسبب التغيرات النفسية والسلوكية التي طرأت على الممارسين.
حتى المدربون أنفسهم غالباً ما يعيشون في حالة خوف دائم، ويعتمدون بشكل مفرط على الأحجار الكريمة والطقوس الوقائية، رغم ادعائهم أنهم محميون بـ"الطاقات النورانية".
الريكي بين الحقيقة والوهم
يتم تسويق الريكي اليوم على أنه علم معترف به، وتنتشر الدورات والكتب والمنشورات التي تتحدث عن "نقاط الطاقة" و"الهالة" و"تشريح الجسم الطاقي". لكن في الواقع، لا يوجد أي اعتراف علمي حقيقي بهذه المفاهيم في الجامعات أو المراكز البحثية الموثوقة في العالم. كل ما يُقال عن "الشفاء عن بعد" أو "تنظيف الشاكرات" أو "شحن الأحجار" هو محض خرافة لا أساس لها من الصحة.
الريكي الإسلامي: حقيقة أم خدعة؟
في السنوات الأخيرة، ظهرت محاولات لتغليف الريكي بغلاف إسلامي، عبر استبدال الرموز اليابانية بآيات قرآنية أو أذكار، أو الادعاء بأن الطاقة المنقولة هي "نور من الله". لكن الحقيقة أن جوهر الريكي لا يتغير، مهما تغيرت العبارات أو الرموز. فالممارسة تعتمد دائماً على استحضار قوى غيبية عبر طقوس محددة، وهذا يتعارض مع عقيدة التوحيد في الإسلام.
نصيحة أخيرة
على كل من يبحث عن الشفاء أو الراحة النفسية أن يعلم أن الطريق الصحيح هو اللجوء إلى الله، والاعتماد على الرقية الشرعية، والاستفادة من الطب الحديث الموثوق. أما الانسياق وراء مدارس الطاقة والريكي وأمثالها، فهو باب من أبواب السحر والشعوذة، مهما تم تغليفه بمسميات براقة أو شعارات دينية.
حافظوا على دينكم، وكونوا على وعي بما يُعرض عليكم من ممارسات جديدة قد تبدو بريئة أو علاجية، لكنها تحمل في طياتها الكثير من المخاطر النفسية والروحية والاجتماعية.
والله المستعان.
https://www.youtube.com/watch?v=GDAPLs57sHo