حقيقة اليوغا: الجذور، المعتقدات، والمخاطر الخفية
في السنوات الأخيرة، انتشرت اليوغا بشكل واسع في العالم العربي والإسلامي، وأصبحت تُقدَّم على أنها رياضة بدنية تساعد على الاسترخاء وتحسين الصحة النفسية و
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت اليوغا بشكل واسع في العالم العربي والإسلامي، وأصبحت تُقدَّم على أنها رياضة بدنية تساعد على الاسترخاء وتحسين الصحة النفسية والجسدية. لكن هل اليوغا مجرد تمارين رياضية فعلاً؟ أم أن لها جذورًا فلسفية ودينية عميقة قد تتعارض مع عقيدتنا الإسلامية؟ في هذا المقال، سنكشف حقيقة اليوغا من منظور علمي، ديني، وفلسفي، ونوضح ما يجهله الكثيرون حول هذه الممارسة.
ما هي اليوغا؟
يعتقد الكثيرون أن اليوغا عبارة عن تمارين استطالة للجسم أو رياضة لتحسين اللياقة البدنية، لكن الحقيقة أعمق بكثير. اليوغا في أصلها طقس ديني هندي قديم، نشأ في أحضان الديانتين الهندوسية والبوذية، ويهدف إلى تحقيق "الاتحاد" مع المطلق أو الإله (براهمان عند الهندوس)، والوصول إلى حالة الاستنارة أو النيرفانا.
أصل كلمة "يوغا"
كلمة "يوغا" بالسنسكريتية تعني "الاتحاد"، أي الاتحاد بالوجود المطلق أو الإله، وليس مجرد التمارين الجسدية التي نراها اليوم في الصالات الرياضية.
القصة الحقيقية لبوذا ونشأة اليوغا
تعود جذور اليوغا إلى أسطورة بوذا (سدهارتا)، الذي كان أميرًا هنديًا عاش في رغد ورفاهية، ثم صدمته معاناة البشر خارج قصره، فبدأ رحلة بحث عن الخلاص من "دوامة التناسخ" (الكارما). حاول بوذا تقليد الطبيعة والحيوانات، ومرّ بتجارب قاسية من الزهد والجوع، حتى وصل إلى بحيرة وجلس جلسة زهرة اللوتس الشهيرة، وهناك حدثت له "الاستنارة" بحسب الأسطورة.
من هنا، نشأت فكرة اليوغا كطريق للتحرر من الكارما والتناسخ، وتحقيق الاتحاد بالمطلق. هذه الفلسفة لا تعترف بوجود خالق منفصل عن الكون، بل ترى أن كل شيء إلهي، وأن الإنسان يمكن أن يصبح إلهًا إذا وصل لمرحلة الاتحاد.
اليوغا بين الديانة والفلسفة
اليوغا ليست رياضة مستقلة، بل هي طقس شعائري ديني بامتياز. جميع المدارس الهندوسية والبوذية تتفق على أن اليوغا هي وسيلة الاتصال مع الآلهة أو القوى الكونية، وتعتبر "الصلاة" الأساسية في هذه الديانات.
أنواع اليوغا وارتباطها بالآلهة
هناك أكثر من 150 مدرسة يوغا حول العالم، ولكل مدرسة فلسفتها الخاصة وإلهها أو رمزها. حتى حركات الجسد (الاساناس) ليست عشوائية، بل صُممت لتكريم كائنات أو رموز مقدسة (الشمس، القمر، حيوانات، زهرة اللوتس... إلخ)، ولكل حركة معنى ديني أو سحري.
طقوس اليوغا: ما وراء الحركات
عند ممارسة اليوغا، لا يقوم الشخص فقط بحركات جسدية، بل يدخل في طقوس متكاملة تشمل:
- وضعيّات الجسد: كل وضعية مرتبطة بكوكب أو إله أو طاقة كونية.
- حركات الأصابع (مودرا): ليست عشوائية، بل تُستخدم كتعويذات سحرية لاستدعاء قوى أو أرواح.
- المانترا: ترديد تعويذات أو أسماء آلهة أو رموز شيطانية أحيانًا.
- البخور: يُستخدم كبخور مقدس في المعابد الهندوسية، ولكل إله نوع بخور خاص.
- التنفس الطاقي (براناياما): يُعتقد أنه يملأ الجسد بطاقة "كونية" (في الحقيقة هي فلسفة وثنية).
- القرابين: حتى الموافقة على دخول جلسة اليوغا تُعتبر "قربانًا" للآلهة في الفلسفة الأصلية.
ماذا يقول معلمو اليوغا الأصليون؟
عند سؤال كبار معلمي اليوغا في الهند والغرب عن حقيقة اليوغا، يؤكدون جميعًا أن اليوغا ليست رياضة، بل هي طقس ديني يهدف إلى الاتحاد مع الإله أو القوى الكونية، وأن كل الحركات والتقنيات صُممت لتحويل الإنسان من "مخلوق" إلى "خالق" حسب معتقداتهم.
حتى أن بعضهم يصرح بأن ممارسة اليوغا تفتح "بوابات" لعوالم الجن والشياطين، وتؤدي إلى تجارب روحية خارجة عن الطبيعة.
لماذا حذرت الكنائس والفاتيكان من اليوغا؟
لم يقتصر التحذير من اليوغا على العلماء المسلمين فقط، بل حذرت منها الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا واليونان، والفاتيكان نفسه، بعد أن لاحظوا أن ملايين المسيحيين تركوا دينهم بعد ممارسة اليوغا، وتحولوا إلى البوذية أو الهندوسية، رغم أن نيتهم كانت رياضية أو علاجية في البداية.
السبب؟ لأن اليوغا تُغيّر تدريجيًا معتقد الإنسان، وتزرع فيه فلسفات الاتحاد والحلول ووحدة الوجود، حتى يصل إلى مرحلة إنكار الدين أو الإلحاد الروحي.
الأضرار الصحية والنفسية لليوغا
بعيدًا عن الجانب العقدي، أثبتت الدراسات الطبية أن كثيرًا من تمارين اليوغا تضر العمود الفقري والرقبة والمفاصل، وتضعف العضلات، وتسبب إصابات خطيرة على المدى الطويل. كما أن بعض التمارين تؤدي إلى اضطرابات في التنفس، وانخفاض ضغط الدم، وحتى حالات إغماء واختناق.
أما نفسيًا، فكثير من ممارسي اليوغا يمرون بمرحلة "الانتشاء" ثم الإدمان على هذه الممارسات، ويعانون من كوابيس، واضطرابات روحية، وأحيانًا وساوس وأفكار غريبة.
لماذا ينجذب الناس لليوغا؟
يرجع ذلك غالبًا إلى الجهل بحقيقة الدين الإسلامي، أو البحث عن الراحة النفسية بطرق سريعة، أو التأثر بالدعاية الغربية التي تقدم اليوغا كرياضة أو علاج طبيعي. لكن الحقيقة أن من يدخل اليوغا غالبًا ما يكون غير فاهم لدينه بشكل صحيح، ولم يذق طعم الخشوع في الصلاة أو لذة العبادة الحقيقية.
هل كان بوذا نبيًا؟
يعتقد البعض أن بوذا كان نبيًا، ويستشهدون بآية "وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ". لكن الإيمان بالأنبياء له أصول وقواعد، ولا يجوز أن نعتبر أي شخصية نبيًا إلا إذا ثبت ذلك في القرآن أو السنة. وبوذا لم يدعُ إلى التوحيد، بل دعا إلى فلسفات التناسخ ووحدة الوجود، ونفى وجود الإله الخالق، فكيف يكون نبيًا؟
الخلاصة: اليوغا ليست رياضة بريئة
- اليوغا طقس ديني هندوسي/بوذي عميق الجذور، هدفه الأساسي الاتحاد مع الإله أو القوى الكونية، وليس مجرد رياضة أو علاج.
- كل حركات اليوغا، تعويذاتها، طقوسها، مرتبطة بفلسفات شركية وسحرية.
- ممارسة اليوغا تفتح الباب تدريجيًا لتغيير العقيدة، حتى يصل الإنسان إلى الإلحاد الروحي أو ترك الدين.
- حتى الكنائس والفاتيكان حذرت من اليوغا، بعد أن رأت آثارها المدمرة على العقيدة.
- اليوغا لها أضرار صحية ونفسية مثبتة علميًا.
- من يبحث عن الراحة النفسية فليجرب عبادة الله والخشوع في الصلاة، فهي الطريق الحقيقي للسكينة.
نصيحة للباحثين عن الحقيقة
لا تصدق كل ما يُقال عن اليوغا في وسائل الإعلام أو على ألسنة المدربين. ابحث بنفسك، اقرأ عن أصل اليوغا، اسأل أهل العلم، وتذكر أن دينك أغلى ما تملك. لا تفرّط فيه من أجل لحظات استرخاء زائفة.
مصادر إضافية
- راجع حلقات "سحر اليوغا والطاقة" على اليوتيوب.
- ابحث عن فتاوى العلماء حول حكم ممارسة اليوغا.
- اطلع على تحذيرات الكنائس والفاتيكان من اليوغا.
حافظ على دينك، وكن واعيًا بما تمارسه. اليوغا ليست مجرد رياضة، بل بوابة لعالم آخر قد لا تستطيع الخروج منه بسهولة.
هذا المقال خلاصة نقاش علمي وشرعي طويل مع متخصصين في مقارنة الأديان، وممارسين سابقين لليوغا والطاقة، وأطباء مختصين. نسأل الله لنا ولكم السلامة والثبات.
https://www.youtube.com/watch?v=tZk6NozitAY