حقيقة تقنية "Access Bars": كشف الأسرار والمخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والجلسات التي تروج لتقنيات الطاقة والتنمية الذاتية، ومن أبرزها تقنية "Access Bars" أو ما يُعرف بـ "الأكسس بارز". يدّعي مروجو هذه التقنية أنها تساعد على التحرر من الأفكار السلبية، وتحقيق السلام الداخلي، وزيادة الوعي، بل وحتى الشفاء من الأمراض الجسدية والنفسية. لكن ما هي حقيقة هذه التقنية؟ وما أصلها؟ وما هي مخاطرها الصحية والنفسية والاجتماعية، خاصة على الأطفال؟ هذا المقال يهدف إلى كشف الجوانب الخفية والخطيرة لهذه الممارسة، بناءً على شهادات وتجارب حية، وآراء علمية ودينية.

ما هي تقنية Access Bars؟

تُعرف تقنية Access Bars بأنها ممارسة تعتمد على الضغط على 32 نقطة محددة في الرأس، يُزعم أنها تخزن جميع الأفكار والمعتقدات والتجارب التي مر بها الإنسان خلال حياته. يروج مؤسسها، الأمريكي جاري دوجلاس، إلى أن هذه النقاط إذا تم تحفيزها بطريقة معينة، فإنها تزيل العوائق الذهنية وتحرر الإنسان من الأفكار والمعتقدات التي تعيقه عن استقبال الخير والوفرة في حياته.

يدّعي المدربون أن كل نقطة مرتبطة بجانب من جوانب الحياة مثل المال، العلاقات، الصحة، الإبداع، وغيرها. ويُقال أن جلسة الأكسس بارز تشبه جلسة المساج أو الاسترخاء، لكنها في الحقيقة تتجاوز ذلك بكثير، إذ تحمل في طياتها أبعاداً عقائدية وفكرية خطيرة.

الأصل الحقيقي لتقنية Access Bars

عند البحث في جذور هذه التقنية، نجد أنها ليست مجرد أسلوب استرخاء أو علاج بديل، بل ترتبط بممارسات روحية غامضة وطقوس وثنية. فقد صرّح مؤسسها جاري دوجلاس بأنه استلهم هذه التقنية من التواصل مع أرواح وشياطين، وتحديداً من روح الساحر الروسي الشهير "راسبوتين"، الذي كان معروفاً بممارساته الشاذة والسحرية.

وتُشير الكثير من الأدلة إلى أن الأكسس بارز ليست سوى إعادة تدوير لممارسات قديمة مثل علم الفراسة (Phrenology)، الذي كان يدّعي أن سمات الشخصية والقدرات العقلية يمكن تحديدها من خلال شكل الجمجمة والنتوءات فيها، وهو علم ثبت زيفه علمياً وأُلقي به في مزبلة التاريخ.

العلاقة بين Access Bars والشعوذة

من خلال استعراض الأدوات والجمل المستخدمة في جلسات الأكسس بارز، يتضح أنها ليست سوى تعاويذ وطلاسم تُقال بلغات أجنبية، ويُشدد المدربون على ضرورة ترديدها بالإنجليزية تحديداً "لزيادة فعاليتها". ومن بين أشهر هذه التعاويذ: "بود آند بوك" و"رايت آند رونج"، بالإضافة إلى تعاويذ خاصة للتواصل مع "الكيانات" أو "الجن" كما يسمونها أحياناً.

بل أن بعض المدربين يصرحون بأن التواصل مع هذه الكيانات يمنح الإنسان قدرات خارقة، ويحرره من المعتقدات الدينية والاجتماعية، ويجعله "خالقاً" لواقعه الخاص! وهذا يتعارض بشكل صريح مع العقيدة الإسلامية وكل القيم الدينية والأخلاقية.

مخاطر Access Bars الصحية والنفسية

رغم أن بعض الأشخاص يشعرون براحة مؤقتة أو استرخاء بعد الجلسة، إلا أن الأضرار الصحية والنفسية تظهر مع تكرار الممارسة. من أبرز هذه الأضرار:

الاضطرابات العصبية: الضغط المتكرر على نقاط الرأس يؤثر على الأعصاب الدماغية، وقد يؤدي إلى خلل في وظائف الجهاز العصبي، مما يسبب الصداع، الدوار، الغثيان، الطنين، ضعف الحواس، وحتى الهلوسة في بعض الحالات.
الاعتماد النفسي والإدمان: يصبح الشخص مع الوقت معتمداً على الجلسات ليشعر بالراحة أو الاسترخاء، ويفقد قدرته على التعامل مع مشاكله بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى ضعف الشخصية وزيادة القلق والتوتر.
تدهور الصحة الجسدية: بعض الممارسات تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، زيادة أو نقصان الوزن بشكل غير مبرر، مشاكل في النوم، وتغيرات في الشهية.
تأثير سلبي على الأطفال: تُعتبر ممارسات الأكسس بارز على الأطفال خطيرة للغاية، خاصة على ذوي الاحتياجات الخاصة مثل أطفال التوحد. فقد تؤدي إلى نوبات خمول أو هياج، تأخر في العلاج الطبي الحقيقي، وتعرض الطفل للتحرش أو الاستغلال الجسدي بسبب اعتياده على اللمس غير المبرر.
إهمال العلاج الطبي الصحيح: كثير من الأهالي يتركون العلاج الطبي أو النفسي لأطفالهم ويعتمدون على جلسات الأكسس بارز، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة وضياع الوقت والجهد والمال.

المخاطر الدينية والاجتماعية

التحرر من القيم والمعتقدات: تهدف الأكسس بارز إلى "تحرير" الإنسان من المعتقدات الدينية والأخلاقية والاجتماعية، واستبدالها بفلسفات وثنية مثل وحدة الوجود، وإنكار وجود الخير والشر، واعتبار كل شيء مباحاً.
التشجيع على الانحلال الأخلاقي: هناك شهادات ووثائق تشير إلى أن بعض المدربين يروجون للتحرش الجنسي، بل ويبررونه كجزء من "التحرر" و"الوعي"، وهذا ما حدث بالفعل في الغرب، حيث وُجهت اتهامات لمؤسس التقنية بالتحريض على ممارسات لا أخلاقية.
استبدال العبادات والأذكار بالتعاويذ: يُشجع المدربون على استبدال أذكار الصباح والمساء والأدعية الشرعية بترديد تعاويذ الأكسس بارز، مما يؤدي إلى الابتعاد عن الدين والاعتماد على طقوس شركية.

خداع الدورات والمدربين

يستغل مروجو الأكسس بارز حاجة الناس للعلاج والراحة النفسية، ويغلفون ممارساتهم بكلمات براقة مثل "الوعي"، "التحرر"، "الاسترخاء"، "التغيير"، لكن الحقيقة أنهم يروجون للوهم، ويستنزفون أموال الناس دون أي أساس علمي أو ديني صحيح.

وغالباً ما يُقنعون المتدربين بأنهم بحاجة إلى جلسات متكررة ودورات مكلفة، ويبررون أي فشل أو تدهور في الحالة بأن الشخص "لم يستسلم" أو "لم يطبق الأدوات بشكل صحيح".

مقارنة علمية مع الطب الشعبي والعلاجات اليدوية

هناك خلط متعمد بين الأكسس بارز وبعض العلاجات اليدوية التقليدية مثل العلاج اليدوي التقويمي (Osteopathy) أو الطب الصيني، لكن الفرق الجوهري أن هذه العلاجات تعتمد على أسس علمية واضحة، ولا تتضمن طقوساً أو تعاويذ أو تواصل مع كيانات غيبية، كما أنها تخضع للرقابة الطبية وتُمارس تحت إشراف مختصين.

أما الأكسس بارز، فهي تعتمد على أفكار ومعتقدات باطنية غامضة، وتُمارس غالباً من قبل أشخاص غير مؤهلين طبياً أو نفسياً، مما يضاعف من خطورتها.

نصيحة للآباء والأمهات والباحثين عن الشفاء

لا تستبدلوا العلاج الطبي أو النفسي الصحيح بممارسات الطاقة أو الأكسس بارز.
احذروا من تسليم أطفالكم أو أنفسكم لأي شخص يدّعي القدرة على الشفاء بهذه الطرق، خاصة إذا كان يطلب لمس الجسد أو ترديد تعاويذ غريبة.
عودوا دائماً إلى الأطباء والمختصين، ولا تترددوا في طلب الاستشارة الطبية عند الحاجة.
تمسكوا بقيمكم الدينية والأخلاقية، ولا تنخدعوا بالشعارات البراقة التي تروج للفكر الوثني والانحلال.
تأكدوا أن الشفاء والراحة الحقيقية تأتي من الله أولاً، ثم من اتباع الأسباب المشروعة والعلمية.

خلاصة

تقنية Access Bars ليست مجرد جلسة استرخاء أو علاج بديل، بل هي منظومة فكرية وعقائدية خطيرة، تحمل في طياتها مخاطر صحية ونفسية واجتماعية ودينية. لا تنخدعوا بالدعاية والشهادات المزيفة، وكونوا واعين لما يُروج في مجتمعنا من أفكار دخيلة تهدف إلى هدم القيم والأخلاق والدين.

حافظوا على سلامتكم وسلامة أبنائكم، وعودوا دائماً إلى العلم الصحيح والمنهج الشرعي الواضح، فهما الطريق الآمن للشفاء والسعادة الحقيقية.

شاركوا هذا المقال مع من تحبون، وكونوا سبباً في حماية مجتمعكم من هذه الممارسات الخطيرة.

https://www.youtube.com/watch?v=cAM63BP31k8

اسأل أبو فيصل