حقيقة تقنية "الأكسس بارز": الأسباب، المخاطر، والعواقب

في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي، وخاصة في الجزائر، ظاهرة جديدة تُعرف باسم "الأكسس بارز" (Access Bars)، والتي تُقدَّم على أنها تقنية لتحرير

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
6 دقائق
0

في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي، وخاصة في الجزائر، ظاهرة جديدة تُعرف باسم "الأكسس بارز" (Access Bars)، والتي تُقدَّم على أنها تقنية لتحرير الإنسان من المعتقدات والأفكار والمشاعر السلبية، وتُسوَّق كحل سحري لمشاكل الصحة النفسية والجسدية وحتى لتحقيق الثراء والسعادة. لكن، ما حقيقة هذه التقنية؟ ولماذا انجذب إليها الكثيرون؟ وما هي المخاطر والعواقب التي قد تترتب على ممارستها؟

في هذا المقال، نسلط الضوء على الأكسس بارز من منظور علمي، ديني، اجتماعي، ونفسي، مستندين إلى تجارب واقعية وشهادات من داخل هذا المجال.

ما هي تقنية الأكسس بارز؟

يتم الترويج للأكسس بارز على أنها تقنية من تقنيات التنمية البشرية، تدّعي القدرة على تحرير الإنسان من المعتقدات الدينية والاجتماعية، وتغيير الأفكار والمشاعر السلبية، عبر جلسات تُمارَس فيها طقوس معينة، غالبًا بالضغط على 32 نقطة في الرأس يُقال إنها تولد شحنة مغناطيسية تؤثر على "المجال الطاقي" للإنسان.

يدّعي مؤسسو هذه التقنية، وعلى رأسهم جاري دوجلاس، أنهم استمدوا معرفتهم من "الأرواح" و"الكيانات"، بل وأقرّوا صراحة بأن مصدر هذه التقنية هو تواصل مع الجن والشياطين، وليس لها أي أساس علمي أو طبي معترف به.

لماذا ينجذب الناس إلى الأكسس بارز؟

هناك عدة أسباب تفسر انجذاب الناس إلى مثل هذه الممارسات:

  • الفراغ والبحث عن الجديد:

مع جائحة كورونا، زاد الفراغ لدى الكثيرين، وأصبحوا يبحثون عن أي شيء جديد يكسر الروتين أو يخفف من ضغوطاتهم النفسية.

  • انتشار المعلومات عبر الإنترنت:

سهولة الوصول إلى المعلومات والدعايات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الناس أكثر عرضة لتجربة أي تقنية جديدة دون التحقق من مصداقيتها.

  • الموضة والانبهار بالمظاهر:

أصبحت الأكسس بارز "موضة العصر" في بعض البلدان، خاصة مع ظهور مدربات يقدمن أنفسهن بصورة براقة على مواقع التواصل، ويوحين بأن لديهن أسرار السعادة والثراء.

  • اللعب على وتر العاطفة:

غالبًا ما تركز الدعاية للأكسس بارز على مواضيع الحب، الزواج، المال، والسعادة، وهي مواضيع تهم النساء بشكل خاص، ما يجعل التأثير عليهن أسهل.

  • غياب الرقابة وضعف الوعي:

ضعف الرقابة من الجهات المختصة، وقلة الوعي الديني والعلمي، جعلت هذه الممارسات تنتشر دون رادع.

  • استغلال المعاناة والجهل:

يستغل المروجون لهذه التقنية معاناة الناس وجهلهم، خاصة من يعانون من أمراض نفسية أو أزمات شخصية، ويوهمونهم بأن الحل السحري بين أيديهم.

هل للأكسس بارز أي أساس علمي؟

لا يوجد أي جامعة أو مستشفى أو منظمة صحية عالمية تعترف بالأكسس بارز كعلاج. لا توجد أبحاث علمية منشورة في مجلات محكمة تثبت فعاليتها أو أمانها. بل على العكس، يؤكد الأطباء النفسيون والمتخصصون أن هذه الممارسات لا تمت للعلم بصلة، وأنها قد تؤخر تلقي العلاج الحقيقي وتزيد من معاناة المرضى.

أما من الناحية الدينية، فهي تتعارض بشكل صريح مع عقيدة التوحيد، وتدعو للخضوع للكون، وليس لخالق الكون، وتروج لمعتقدات باطنية وشعوذة تتنافى مع الشريعة الإسلامية.

المخاطر والعواقب الحقيقية للأكسس بارز

  • ضياع المال والوقت:

الجلسات والدورات تُقدَّم مقابل مبالغ مالية باهظة، دون أي فائدة حقيقية، بل غالبًا ما يشعر المشارك بخيبة أمل لاحقًا.

  • تأخير العلاج الطبي الحقيقي:

كثير من الناس يتركون العلاج الطبي أو النفسي لصالح جلسات الأكسس بارز، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية أو النفسية، كما حدث في حالات واقعية، منها من فقد حياته بسبب تأخير العلاج.

  • التأثير السلبي على العقيدة:

الأكسس بارز تروج لأفكار تمس العقيدة والدين، مثل الاعتماد على "الكون" بدل الله، وتحرير الإنسان من الضوابط الدينية والاجتماعية، بل وتدعو أحيانًا لنزع الحجاب أو تغيير القيم الأسرية.

  • الاستغلال النفسي والعقلي:

يتم استغلال نقاط ضعف ومعاناة المشاركين، ويُسيطر على عقولهم تدريجيًا، حتى يصبحوا متعلقين بالمدرب أو المدربة بشكل غير طبيعي، ويُمنعون من التفكير أو التساؤل.

  • استهداف الأطفال:

تقدم دورات وجلسات للأطفال والمراهقين، مستغلين براءتهم وقلة وعيهم، ما قد يؤدي إلى تشويه معتقداتهم وقيمهم منذ الصغر.

  • الوهم والشعوذة:

كل ما يُشعر به المشارك من "راحة" أو "تحسن" هو في الغالب نتيجة تأثير نفسي مؤقت (بلاسيبو)، أو نتيجة كلمات إيجابية مؤقتة، وليس بسبب التقنية نفسها.

  • الانعزال عن المجتمع والأسرة:

يُشجع المشاركون على التحرر من القيم الأسرية والاجتماعية، ما قد يؤدي إلى تفكك العلاقات الأسرية والاجتماعية.

نصائح هامة قبل تجربة أي تقنية علاجية أو تطوير ذاتي

  • تحقق من المرجعية العلمية:

ابحث عن الأبحاث والدراسات العلمية المنشورة حول أي تقنية قبل تجربتها.

  • استشر أهل الاختصاص:

إذا كنت تعاني من مشكلة نفسية أو صحية، راجع الطبيب أو الأخصائي النفسي المعتمد.

  • احذر من الدعايات المضللة:

لا تنخدع بالمظاهر أو الكلمات المنمقة أو الوعود السحرية.

  • حافظ على قيمك الدينية والاجتماعية:

لا تسمح لأي جهة أن تؤثر على عقيدتك أو قيمك تحت أي مسمى.

  • حماية الأطفال:

لا تعرض أطفالك لأي جلسات أو دورات مشبوهة، ووجههم لما هو مفيد ونافع لهم.

  • استثمر وقتك ومالك في ما ينفعك:

تعلم مهارات حقيقية، أو شارك في أنشطة رياضية أو ثقافية، بدل إهدار المال على أوهام.

في الختام

الأكسس بارز ليست سوى وهم يُباع للناس تحت مسميات براقة، وهي في حقيقتها طقوس باطنية وشعوذة لا تمت للعلم أو الدين بصلة. لا تدع الفراغ أو المعاناة أو البحث عن السعادة يدفعك لتجربة ما قد يضرك في دينك أو دنياك. كن واعيًا، وابحث دائمًا عن الحقيقة من مصادرها الموثوقة، ولا تتردد في استشارة أهل العلم والاختصاص.

حافظ على نفسك، أسرتك، وأطفالك من الوقوع في فخ هذه الممارسات. فالسعادة والراحة الحقيقية لا تأتي من طقوس غامضة أو وعود كاذبة، بل من الإيمان، العمل، والعلم النافع.

هل لديك تجربة مع الأكسس بارز أو أي تقنية مشابهة؟ شاركنا رأيك أو استفسارك في التعليقات.

https://www.youtube.com/watch?v=ZpEM9Aqj-x4

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك