🔵 حوار مع مدربة طاقة : نعم نحن في رحلة ربوبية أرضية ونحن من نخلق أقدارنا ( جهل + مراوغة + عناد )
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتنمية الذاتية بشكل واسع في العالم العربي، وظهرت مدارس وفلسفات جديدة تربط بين الروحانيات، والطاقة، والتفكير
حوار حول الطاقة والتوحيد: رحلة بين الفهم الديني والمفاهيم الحديثة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتنمية الذاتية بشكل واسع في العالم العربي، وظهرت مدارس وفلسفات جديدة تربط بين الروحانيات، والطاقة، والتفكير الإيجابي، وأحيانًا تدمجها مع مفاهيم دينية أو فلسفية. في هذا المقال، نستعرض حوارًا دار بين مدربة طاقة ومجموعة من المحاورين، حيث تم تناول قضايا جوهرية تتعلق بفهم التوحيد، وحدود العلاقة بين الخالق والمخلوق، ومفاهيم الطاقة، وكيفية التعامل معها من منظور إسلامي.
بداية الحوار: التمييز بين الخالق والمخلوق
انطلقت المناقشة من تساؤل أساسي: هل هناك تمييز واضح بين الخالق والمخلوق؟ وهل يجوز الاعتقاد بأن الله موجود في كل شيء، أو أن الإنسان والطبيعة والله شيء واحد؟ أكدت المدربة أن هناك خالقًا لكل شيء، وأن كل شيء خلق من الله، ولكن بيننا ترابط مع الطبيعة لأننا نأكل منها ونستفيد منها.
أصر المحاور على ضرورة التمييز بين أمرين: الإيمان بأن كل شيء دون الله مخلوق، وأن الله لا يحل في مخلوقاته، وبين الاعتقاد بأن الله يحل في خلقه أو أن الله والطبيعة والإنسان شيء واحد. وأوضح أن هذه المسائل تمس جوهر العقيدة الإسلامية.
مفهوم "وحدة الوجود"
تطرق الحوار إلى مفهوم "وحدة الوجود"، وهو الاعتقاد بأن الله وكل ما في الكون شيء واحد. أوضح المحاورون أن هذا المفهوم مرفوض في العقيدة الإسلامية، بل اعتبره العلماء من الأفكار الكفرية، لأن الله سبحانه وتعالى منفصل عن خلقه، ولا يحل فيهم، بل هو خالقهم ومدبرهم.
سُئلت المدربة: هل الإنسان جزء من الله؟ وهل "ونفخت فيه من روحي" تعني أن الإنسان يحمل جزءًا من ذات الله؟ أجابت بأن الإنسان يحمل صفات من الله، وأن كل شيء في الكون منبعث من الله، لكنها لم توضح الفارق بين التشريف والتجسيد، وهو ما أثار جدلًا حول دقة الفهم.
أين الله؟ الغيب والمعرفة
انتقل النقاش إلى سؤال: "أين الله؟" وأجمع الجميع على أن الله غيب بالنسبة لنا، وأن معرفتنا بالله تأتي مما أخبرنا به في كتابه أو عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم. وأكد المحاور أن كل ما نعلمه عن الله مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية.
أشار أحد المحاورين إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأل الجارية: "أين الله؟" فأجابت: "في السماء"، فاعتبرها مؤمنة. وأوضح أن الله معنا بعلمه وليس بذاته، وأن القول بأن الله بذاته في كل مكان مخالف للعقيدة.
العبادة: بين الحب والخوف والرجاء
سُئلت المدربة عن كيفية عبادتها لله، فأجابت بأنها تعبده محبة وعشقًا فقط، وأن الخوف من الله يأتي من الشيطان. رد المحاور بأن منهج أهل السنة والجماعة هو عبادة الله بين الحب والخوف والرجاء، وأن من عبد الله على الحب فقط فقد ضل عن المنهج الصحيح.
قانون الجذب والطاقة: بين الواقع والدين
أثار الحوار قضية "قانون الجذب" أو "قانون الانعكاس"، وهو الاعتقاد بأن ما يحدث للإنسان في الخارج هو انعكاس لما في داخله من مشاعر وطاقة. سأل المحاور: هل ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم من أذى في معركة أحد كان بسبب طاقة سلبية في داخله؟ أجابت المدربة بأن هناك ابتلاءات واختبارات من الله، وليس كل ما يحدث انعكاسًا للطاقة الداخلية.
انتقل النقاش إلى أصل مفاهيم الطاقة، وتساءل المحاور عن مصدر هذه العلوم، وهل جاءت من أديان توحيدية أم من فلسفات وثنية قديمة مثل الهندوسية والبوذية؟ وأكد أن الطاقة المذكورة في القرآن تعني القدرة والاستطاعة، وليست المفاهيم الحديثة للطاقة الروحية.
الترددات والنية: لمن نرسلها؟
من النقاط المثيرة للجدل، اعتقاد بعض المدربين أن الإنسان يرسل نياته وتردداته إلى "الكون" ليحقق رغباته. أوضح المحاور أن الكون مخلوق وليس خالقًا، وأن توجيه الدعاء أو النية إلى غير الله يعد شركًا، لأن الله تعالى أمرنا بقوله: "فادعوني أستجب لكم"، وليس "ادعوا الكون".
أكدت المدربة أنها تؤمن بأن الله هو صاحب الملك، وأن الدعاء يجب أن يكون لله، لكن ظل هناك خلط في المفاهيم حول دور الكون والطاقة في تحقيق الأماني.
خطورة المفاهيم الباطنية
حذر المحاورون من خطورة المفاهيم الباطنية التي تستبدل التوحيد الخالص بمفاهيم غامضة أو فلسفية، معتبرين أن ذلك قد يؤدي إلى الانحراف عن العقيدة الصحيحة. وأكدوا أن المسلم يجب أن يرجع إلى الفطرة السليمة والقرآن والسنة في فهم علاقته بالله.
نصيحة أخيرة
اختتم الحوار بنصيحة صادقة للمدربة ولكل من يتأثر بمفاهيم الطاقة والتنمية الذاتية الحديثة: راجعوا أنفسكم وعودوا إلى الفطرة الصحيحة، ولا تجعلوا بينكم وبين الله وسيطًا، ولا تستبدلوا التوحيد بمفاهيم دخيلة. فالله أقرب إلينا من حبل الوريد، ويستجيب لدعائنا إذا أخلصنا له العبادة.
خلاصة
هذا الحوار يكشف عن أهمية الفهم الصحيح للعقيدة الإسلامية، وضرورة التمييز بين ما هو من الدين وما هو من الفلسفات الحديثة أو المعتقدات الوافدة. فالتوحيد الخالص يقوم على عبادة الله وحده دون وساطة أو شريك، ومعرفة الله من خلال ما أخبر به عن نفسه في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. أما مفاهيم الطاقة والكون وقوانين الجذب، فيجب التعامل معها بحذر، وعدم جعلها بديلًا عن الإيمان الصحيح والعمل الصالح.
للمزيد من المقالات التوعوية حول العقيدة والتربية الروحية، تابعوا قناة سحر اليوغا والطاقة.