🔘 كبسولة وعي ( الحلقة السابعة ) التخاطر وكيف يجذبوكم المدربين لشعوذة الطاقة

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والفتيات في العالم العربي مفاهيم مثل الطاقة الكونية، التخاطر، الكارما، قانون الجذب، رفع الاستحقاق، فك التعلق، تو

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
6 دقائق
0

التخاطر والطاقة الكونية: كيف يجذبكم المدربون إلى شعوذة الطاقة؟

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والفتيات في العالم العربي مفاهيم مثل الطاقة الكونية، التخاطر، الكارما، قانون الجذب، رفع الاستحقاق، فك التعلق، توأم الشعلة، وغيرها من المصطلحات التي تبدو براقة وجذابة. كثيرون يعتقدون أن هذه المفاهيم تساعدهم على التحرر من الصدمات النفسية، علاج الطفل الداخلي، جروح الأم والأب والأسلاف، ورفع مستوى الوعي. لكن ما حقيقة هذه المفاهيم؟ وهل فعلاً تحقق التنمية البشرية أم أنها باب لشعوذة الطاقة والسحر؟

ما هي الطاقة الكونية وممارساتها؟

يظن البعض أن الطاقة الكونية ترتبط بالتأمل، اليوغا، الريكي، تمارين التنفس العميق، التواصل مع القمر والشمس والكواكب، وحتى مع الملائكة والأرواح النورانية. وتروج بعض المدارس لما يسمى بـ"المدرسة النورانية" التي تعتمد على تمارين ذكر الله وتسابيح بأعداد محددة، مدعية أن ذلك يوصلك إلى نور إلهي وترددات روحية عالية.

لكن الحقيقة أن كثيراً من هذه الممارسات ليست سوى إعادة تغليف لمفاهيم روحية ودينية قديمة، أضيفت إليها عناصر من السحر والشعوذة تحت مسميات حديثة مثل "تطوير الذات" و"خلق الواقع".

التخاطر: حقيقة أم وهم؟

التخاطر يُعرّف غالباً بأنه انتقال الأفكار والمشاعر بين شخصين دون استخدام الحواس الخمس. في مدارس الطاقة والوعي، يُعتبر التخاطر نوعاً من التواصل في "العالم اللاواعي" أو "عالم الحس"، ويُروج له على أنه قدرة خارقة يمكن للجميع تعلمها عبر تمارين خاصة، مثل العد العكسي، الجلوس في الظلام، أو الاستلقاء ليلاً.

لكن علمياً، لا يوجد أي دليل على وجود التخاطر بهذا الشكل. بل إن بعض المدارس الروحانية والباراسيكولوجية تصنف التخاطر كنوع من أنواع السحر الأسود، حيث يتطلب وجود "مرسل" و"مستقبل" يتواصلان عبر وسيط خفي، وغالباً ما يُربط ذلك بتدخلات شيطانية أو روحية مشبوهة.

كيف يستدرجكم مدربو ومدربات الطاقة؟

مدربو الطاقة يستخدمون أساليب نفسية واجتماعية دقيقة لجذب الضحايا، خاصة الفتيات. يبدأ الأمر غالباً بدورات مجانية أو بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يظهر المدرب أو المدربة بشكل أنيق وجذاب، أحياناً بلباس ديني أو حجاب لإضفاء المصداقية.

بعدها، يتم استدراج الضحية إلى دورات خاصة أو جلسات مغلقة، حيث يُطلب منها مشاركة معلومات شخصية دقيقة مثل تاريخ الميلاد، الصور، اسم الأم، وحتى تفاصيل الحياة المالية. إذا اكتشف المدرب أن الضحية تملك قدرة مالية عالية، يتحول فجأة إلى "المرشد الروحي" أو "الأم الروحية"، ويبدأ في بناء علاقة عاطفية ونفسية قوية معها.

ضحايا الطاقة: من المسؤول؟

الكثير من الفتيات وقعن ضحايا لهذه الدورات، حيث خسرن أموالهن، علاقاتهن الأسرية، وحتى صحتهن النفسية. بعضهن وصل بهن الحال إلى التفكير بالانتحار أو الدخول في حالات اكتئاب حادة. السؤال المهم هنا: من المسؤول عن هؤلاء الضحايا؟ وكيف يمكن لهن استعادة حقوقهن؟

للأسف، كثير من مدربي الطاقة أنفسهم يعانون من مشاكل نفسية أو اجتماعية، وبعضهم دخل هذا المجال هرباً من صدمات أو أمراض نفسية أو حتى تعرضهم للسحر أو الاعتداءات. وهناك حالات وصلت إلى حد السادية، حيث يتلذذ المدرب أو المدربة بمعاناة الضحية ويستمر في استنزافها مادياً ونفسياً.

الكورسات الخاصة: الوجه الآخر للشعوذة

ما يُعرض في الدورات المجانية أو العلنية يختلف تماماً عما يحدث في الكورسات الخاصة. في هذه الدورات المغلقة، يتم تعليم ممارسات سحرية صريحة تحت غطاء "الطاقة" أو "الوعي". من بين هذه الممارسات: سحر المحبة، سحر الجلب، سحر التهييج، سحر الصور، سحر الحيوانات، سحر الأرقام، سحر المرايا، سحر الشموع، وحتى السحر الكبالي المعروف في الحضارات القديمة.

ويتم استخدام طلاسم، أوفاق، عزايم، بخور، وتمارين تأملية معينة بهدف السيطرة على عقل الضحية وبرمجتها نفسياً وروحياً.

التحذير من "البندول الشرعي" وأساليب الرقية المزيفة

حتى بعض من يدّعون ممارسة الرقية الشرعية قد يستخدمون أدوات مثل البندول أو قضبان حديدية للكشف عن "الطاقة" أو "العين". هذه الأساليب ليست سوى امتداد لممارسات السحر والشعوذة، ويجب الحذر منها وعدم الانجرار وراءها، حتى لو كانت تحت مسمى الرقية أو العلاج الروحي.

استغلال العلم لتبرير الخرافة

يستغل بعض المدربين مصطلحات علمية مثل "فيزياء الكم" أو "الكوانتم" لتبرير التخاطر أو القدرات الخارقة. لكن الحقيقة أن المجتمع العلمي لا يعترف بأي من هذه الادعاءات، ولا توجد أي معادلات أو نظريات علمية تثبت وجود التخاطر أو انتقال الطاقة بين الأشخاص بهذه الطريقة.

كيف تحمي نفسك؟

  • لا تشارك معلوماتك الشخصيةمع أي مدرب أو مدربة طاقة، خاصة في الجلسات الخاصة.
  • احذر من الدورات التي تطلب منك مبالغ مالية كبيرة أو وعوداً بحلول سحرية لمشاكلك.
  • استشر مختصين نفسيين معتمدينإذا كنت تعاني من مشاكل نفسية أو صدمات، وابتعد عن الحلول السريعة غير العلمية.
  • كن واعياً أن الكثير من هذه الممارسات مجرد استنزاف مادي ونفسي، ولا تحقق أي نتائج حقيقية.

الخلاصة

مفاهيم الطاقة الكونية والتخاطر وغيرها من الممارسات الروحية الحديثة قد تبدو مغرية وجذابة، لكنها في كثير من الأحيان ليست سوى باب للسحر والشعوذة واستغلال الضحايا. احمِ نفسك وأسرتك بالوعي والمعرفة، ولا تنخدع بالمظاهر أو المصطلحات البراقة. العلم والدين الصحيح هما السبيل الوحيد للسلامة النفسية والروحية.

إذا كنت تعرف شخصاً وقع ضحية لهذه الممارسات، شجعه على الحديث مع أسرته وطلب المساعدة من الجهات المختصة. الوعي هو خط الدفاع الأول ضد الاستغلال والشعوذة.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك