اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

خرافة الإسقاط النجمي وعلوم الطاقة: كشف الحقيقة وخطورة الانخداع

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والفتيات العرب مفاهيم مثل "الإسقاط النجمي"، "علوم الطاقة"، "الشاكرات"، و"قوانين الجذب"، حتى باتت هذه المصطلحات ت

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
3 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والفتيات العرب مفاهيم مثل "الإسقاط النجمي"، "علوم الطاقة"، "الشاكرات"، و"قوانين الجذب"، حتى باتت هذه المصطلحات تتردد في دورات التنمية البشرية وعلى منصات التواصل الاجتماعي. يروج البعض لهذه المفاهيم باعتبارها علومًا عصرية أو طرقًا لتحقيق السعادة والنجاح، بل ويزعمون أنها ترتبط بالدين أو العلم الحديث. لكن ما حقيقة هذه الادعاءات؟ وما هي المخاطر الحقيقية وراء الانخداع بها؟

في هذا المقال، نستعرض تجارب واقعية، ونحلل جذور هذه الأفكار، ونوضح الموقف العلمي والديني منها، مع تقديم نصائح عملية لحماية النفس والأسرة من الوقوع في فخ الشعوذة الحديثة.

ما هو الإسقاط النجمي؟

الإسقاط النجمي هو ادعاء بقدرة الإنسان على "الخروج من الجسد" والسفر عبر عوالم أو أبعاد أخرى، أو رؤية أماكن وأشخاص عن بعد، أو حتى التواصل مع كيانات غير مرئية. يزعم مروجو هذا المفهوم أن بالإمكان تحقيق ذلك عبر تمارين التأمل العميق أو استخدام موسيقى وترددات معينة أو حتى عبر تعاطي مواد مخدرة.

لكن عند التعمق في هذه الممارسات، نجد أنها لا تستند لأي أساس علمي، بل هي خليط من خرافات قديمة مستمدة من ديانات وثنية وفلسفات شرقية، مثل الهندوسية والبوذية، التي تؤمن بتناسخ الأرواح ووجود أجساد أثيرية غير مرئية.

كيف يتم الترويج لهذه الأفكار؟

يستخدم مروجو الإسقاط النجمي وعلوم الطاقة عدة أساليب لجذب الناس، منها:

  • ادعاء العلمية: ربط المصطلحات بعلوم الفيزياء أو الرياضيات أو علم النفس، رغم عدم وجود أي إثبات علمي حقيقي لها.
  • الاستشهاد بالدين: محاولة ربط الإسقاط النجمي بقصص دينية مثل الإسراء والمعراج، أو الادعاء بأن الذكر والعبادات الإسلامية تفتح "الشاكرات" أو ترفع "الطاقة".
  • تسويق الدورات: تقديم ورش عمل ودورات بأسعار مرتفعة، مع وعود بتحقيق النجاح، الشفاء من الأمراض، جلب المال أو حتى تحسين العلاقات.
  • استغلال الضعف النفسي: استهداف من يعانون من مشاكل نفسية أو اجتماعية أو فقد عزيز، وتقديم الإسقاط النجمي أو الطاقة كحل سريع وسحري.

تجارب واقعية: شهادات من الداخل

خلال حوارات مطولة، شارك العديد من الشباب والفتيات تجاربهم مع هذه الدورات والممارسات. بعضهم دخلوا بدافع الفضول أو بحثًا عن حل لمشكلة نفسية أو عائلية، والبعض الآخر انجذبوا بسبب الترويج الإعلامي أو نصائح الأصدقاء.

من أبرز ما ذكر:

  • شعور بالخوف والهلوسة: كثيرون تحدثوا عن تعرضهم لحالات هلوسة، أو رؤية كوابيس، أو الإحساس بثقل أو شلل أثناء النوم، بعد ممارسة تمارين الإسقاط أو التأمل.
  • مشاكل صحية ونفسية: بعضهم أصيب بأمراض جسدية غريبة، أو اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو حتى الرغبة في العزلة والانتحار.
  • خسائر مادية: دفع الكثيرون مبالغ طائلة لحضور دورات أو شراء كتب وأحجار كريمة أو مستلزمات مزعومة للطاقة.
  • شعور بالذنب والضياع: بعد فترة من الانخراط، اكتشف البعض أنهم ابتعدوا عن دينهم وفطرتهم، وأنهم وقعوا في فخ الشعوذة باسم العلم أو التنمية الذاتية.

الحقيقة العلمية والدينية

  • علميًا: لا يوجد أي بحث علمي معتمد يثبت وجود "جسد أثيري"، أو "شاكرات"، أو إمكانية خروج الروح من الجسد بإرادة الإنسان. كل ما يروج هو محض خيال أو تفسيرات خاطئة لحالات طبية مثل شلل النوم أو الهلوسة.
  • دينيًا: الإسلام يحذر من التعامل مع الغيبيات بغير علم، وينهى عن اللجوء للسحر أو الكهانة أو الاستعانة بالجن. ربط الإسقاط النجمي أو الطاقة بالدين هو افتراء على الله ورسوله، وقد يصل إلى الشرك بالله في بعض الحالات.
  • الطب النفسي: حالات مثل شلل النوم أو الهلوسة أو الانفصام لها تفسيرات طبية معروفة، ولا علاقة لها بعلوم الطاقة أو الإسقاط النجمي.

كيف تكتشف الخدعة؟

  • تضارب المصطلحات: ستجد أن عدد الشاكرات يختلف من مدرسة لأخرى (سبعة، تسعة، أحد عشر...)، وأن كل مدرب يضع قواعده الخاصة.
  • غياب النتائج الحقيقية: رغم الوعود الكبيرة، لا تجد أي تغيير ملموس في حياة من يمارسون هذه الأمور، بل غالبًا ما يعانون من المزيد من المشاكل.
  • الاعتماد على الغموض: كلما سألت عن التفاصيل، قيل لك: "هذه أسرار لا تظهر إلا للمستبصرين"، أو "يجب أن تدفع أكثر لتتعلم المستوى التالي".
  • استغلال الدين أو العلم: إذا لاحظت محاولة ربط هذه المفاهيم بالإسلام أو بالعلوم التجريبية دون دليل، فاعلم أن هناك خدعة.

مخاطر حقيقية: صحية ونفسية ودينية

  • الإصابة بأمراض نفسية وجسدية: كثير من الممارسين أصيبوا بأمراض خطيرة، أو دخلوا في حالات هلوسة أو إدمان للمخدرات أو حتى محاولات انتحار.
  • الابتعاد عن الدين والفطرة: الانغماس في هذه الممارسات قد يؤدي إلى التشكيك في العقيدة، أو الانجراف نحو الشركيات.
  • خسائر مادية واجتماعية: دفع أموال طائلة بلا فائدة، وتدمير العلاقات الأسرية والاجتماعية.

نصائح عملية لحماية نفسك وأهلك

  • التمسك بالدين: حافظ على صلاتك وأذكارك، واجعل القرآن والسنة مصدر طمأنينتك.
  • اللجوء للعلم الصحيح: إذا شعرت بمشكلة نفسية أو صحية، توجه للطبيب أو الأخصائي المعتمد، ولا تلجأ للدجالين.
  • احذر الدورات المشبوهة: لا تدفع أموالك في دورات أو ورش تروج للطاقة أو الإسقاط النجمي أو الشاكرات.
  • انصح من حولك: شارك هذه المعلومات مع أصدقائك وأهلك، خاصة من تلاحظ انجذابهم لهذه الأفكار.
  • راقب المحتوى الذي يتابعه أبناؤك: كثير من هذه الأفكار تدخل عبر المسلسلات أو مقاطع اليوتيوب أو حتى عبر استشاريين أسريين غير مؤهلين.

خاتمة: العودة للفطرة والعقل

إن ما يسمى بالإسقاط النجمي وعلوم الطاقة ليس سوى وهم كبير يُباع باسم العلم والدين والتنمية الذاتية. الحقيقة أن هذه الممارسات ما هي إلا بوابات للشعوذة والسحر، وقد تؤدي إلى أضرار نفسية وصحية ودينية خطيرة.

كن واعيًا، واثقًا بدينك وعقلك، ولا تسلم نفسك أو مالك أو صحتك لمن يبيعون الوهم. اجعل القرآن والسنة مصدر قوتك، واطلب العلم من مصادره الصحيحة، وتذكر أن السعادة والنجاح لا تأتي إلا بالاجتهاد، والدعاء، وحسن الظن بالله.

حفظ الله الجميع من كل شر، ووفقنا وإياكم للخير والصواب.

https://www.youtube.com/watch?v=KmU2cj9M_u0

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك