اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

خرافات الطاقة والوعي الزائف: كشف حقيقة "الطب الشامل الموحد" وخطره على المجتمع

مرحباً بكم في مقالنا التوعوي الجديد، حيث نسلط الضوء على ظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة بين الشباب والشابات في العالم العربي، وهي ما يُسمى بـ"الطب الش

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

مرحباً بكم في مقالنا التوعوي الجديد، حيث نسلط الضوء على ظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة بين الشباب والشابات في العالم العربي، وهي ما يُسمى بـ"الطب الشامل الموحد" وممارسات الطاقة والوعي الزائف. سنتناول في هذا المقال جذور هذه الظاهرة، ونكشف عن حقيقتها، ونوضح مخاطرها على العقيدة والصحة النفسية والجسدية، مستندين إلى تحليل علمي وشرعي.

تمهيد: بين الدين والعلم وخرافات العصر الحديث

في زمن كثرت فيه التحديات الفكرية وانتشرت فيه البدع المعاصرة، نجد بعض الأشخاص يتبعون طرقاً غريبة للعلاج أو تطوير الذات تحت مسمى "الوعي" أو "الطاقة" أو "الطب الشامل الموحد". هذه المسميات البراقة تخفي وراءها أفكاراً دخيلة على ديننا، وتستند في جوهرها إلى فلسفات شرقية باطنية، وأحياناً إلى سحر وشعوذة صريحة.

من المؤسف أن بعض هؤلاء المروجين يدعون أنهم أطباء أو مدربون معتمدون، ويستغلون ثقة الناس وحاجتهم للعلاج أو البحث عن السعادة، ليغرسوا في عقولهم أفكاراً خطيرة، تضرهم في دينهم ودنياهم.

ما هي حقيقة "الطاقة" و"الطب الشامل الموحد"؟

عند التدقيق في ما يُسمى بعلاج الطاقة أو الوعي، نجد أن هذه الممارسات لا تمت للعلم أو الطب بصلة. فهي خليط من خرافات شرقية (كالهندوسية والبوذية والطاوية)، وفلسفات باطنية (الكبّالا، الغنوصية)، وطقوس سحرية قديمة، أُلبست ثوباً عصرياً لجذب الناس.

من أبرز هذه الممارسات:

  • جلسات التأمل لجلب الطاقة الكونية، والتي تعتمد على رموز وقرابين وطقوس غامضة.
  • الحديث عن "الشيفرة الروحية" أو "ذبذبات الروح"، وهي مصطلحات لا أصل لها في العلم ولا في الدين.
  • ادعاء التواصل مع "القرين" أو "الجن"، وربط ذلك بالحاسة السادسة أو قوة الحدس.
  • الحديث عن "الحيوات السابقة" وتقمص الأرواح، وهي عقائد هندوسية وبوذية تُناقض أصول الإيمان الإسلامي.

كل هذه الأفكار لا تستند إلى دليل علمي أو شرعي، بل هي محض خيال وتدليس، وغالباً ما تقود أصحابها إلى الانحراف العقدي أو حتى إلى الإلحاد.

خطر هذه الممارسات على العقيدة والصحة

  • ضرب أصول التوحيد:

كثير من مدربي الطاقة يروجون لفكرة وحدة الوجود، أو أن الله هو "الطاو" أو "المصدر"، أو أن الخير والشر متساويان في الكون، وهي أفكار باطنية خطيرة تهدم أساس العقيدة الإسلامية.

  • تبديل مفهوم الإله:

يخلطون بين مفهوم الله في الإسلام وبين مفاهيم "الطاو" أو "لوسيفر" (إله النور في بعض العقائد الباطنية)، بل ويجعلون الشيطان مرشداً أو معلماً، والعياذ بالله.

  • نشر الشعوذة والسحر:

كثير من هذه الجلسات تعتمد على استحضار الأرواح، أو التعامل مع الجن، أو تقديم القرابين، أو استخدام رموز سحرية. وهذا كله من أعمال السحر والشعوذة المحرمة شرعاً.

  • تدمير الصحة النفسية والجسدية:

يروجون لفكرة أن الأمراض سببها "انسداد مسارات الطاقة" أو "مشاعر سلبية مخزنة في الجسد"، ويمنعون الناس من اللجوء للطب الحقيقي، مما يؤدي إلى تفاقم الأمراض، بل ويؤدي أحياناً إلى أمراض جديدة بسبب ممارسات خطيرة مثل "غسيل الطاقة" أو "جلسات الرحم الطاقية".

  • تفكيك الروابط الأسرية والاجتماعية:

بعض هذه الممارسات تزرع الشك بين الأبناء والآباء، وتروج لفكرة أن مشاكل الشخص سببها "مشاعر الأم أثناء الحمل" أو "أحداث في الحيوات السابقة"، مما يخلق قطيعة وفتنة داخل الأسرة.

تحليل علمي وشرعي: أين الدليل؟

  • من الناحية العلمية:

لا يوجد في الطب أو علم النفس أو الفيزياء أي دليل على وجود "مسارات طاقة خفية" أو "ذبذبات روحية" أو "شيفرات رقمية للوعي". كل ما يقال عن ذلك هو خرافات لا أساس لها، ولا يعترف بها أي مرجع علمي موثوق.

  • من الناحية الشرعية:

كل ما يتعلق باستحضار الأرواح أو التعامل مع الجن أو تقديم القرابين أو الإيمان بالحيوات السابقة هو من أعمال السحر والشرك، وقد نهى الإسلام عنها بشدة.

  • عن الروح والقرين:

لا يعلم حقيقة الروح إلا الله، كما جاء في قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} (الإسراء: 85). أما القرين فهو شيطان يوسوس للإنسان، ولا علاقة له بالحاسة السادسة أو الإبداع أو الاختراعات.

تجارب واقعية: ضحايا الوهم والشعوذة

شارك بعض الحضور تجاربهم المؤلمة مع هذه الدورات، حيث تعرضوا لمشاكل صحية ونفسية خطيرة، مثل:

  • اضطرابات في الدورة الشهرية وتليفات في الرحم بعد جلسات "غسيل الطاقة".
  • أعراض نفسية وجسدية شديدة أثناء وبعد الجلسات، مثل نوبات هلع أو فقدان الوعي أو العزلة الاجتماعية.
  • خسارة المال والوقت، وضياع البوصلة الدينية، والشعور بالفراغ الروحي.

كل ذلك نتيجة الانسياق وراء مدربين لا يملكون علماً ولا ديناً، بل يروجون للسحر والشعوذة تحت مسميات براقة.

كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • التمسك بالعقيدة الصحيحة:

لا يجوز لمسلم أن يعتقد أو يمارس أي أمر يخالف التوحيد أو يفتح باب الشرك أو السحر.

  • الرجوع للعلم الموثوق:

لا علاج إلا بما ثبت علمياً وطبياً. لا يوجد ما يسمى "طب شامل موحد" أو "علاج بالطاقة" معترف به في أي مرجع طبي عالمي.

  • الحذر من المدربين والدورات المشبوهة:

أي شخص يدعي علاجاً خارج الطب المعتمد أو يستخدم رموزاً غامضة أو يطلب بيانات غريبة (كالاسم واسم الأم) أو يدعي معرفة الغيب، فهو دجال أو مشعوذ، ويجب الابتعاد عنه.

  • التوعية المجتمعية:

من واجبنا جميعاً أن ننبه أبناءنا وبناتنا إلى خطورة هذه الممارسات، ونوضح لهم حقيقتها، ونحذرهم من الوقوع في شباكها.

خاتمة: رسالة لكل باحث عن الشفاء والسعادة

أيها القارئ الكريم، إن الشفاء بيد الله وحده، وقد جعل لنا في القرآن والسنة والطب الموثوق سبيلاً للعلاج والراحة النفسية. لا تنخدع بالأوهام، ولا تترك دينك أو عقلك لأشخاص يتلاعبون بمشاعرك ويستغلون حاجتك.

العلم والدين هما الحصن المنيع ضد كل خرافة وشعوذة. فتمسك بهما، واحرص على سلامة عقيدتك وصحتك، وكن واعياً لما يُروج حولك من أفكار دخيلة.

نسأل الله أن يحفظنا ويحفظ أبناءنا من كل ضلال، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.

إذا كان لديك تجربة أو استفسار حول هذه الموضوعات، شاركنا بها في التعليقات لننشر الوعي ونحمي مجتمعنا من هذه الآفات.

https://www.youtube.com/watch?v=JvK2chNIMkw

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك