خرافات الطاقة وقانون الجذب: تجارب حقيقية ونصائح عملية للنجاة من خداع العصر الجديد
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والفتيات العرب مفاهيم مثل "الطاقة الكونية"، "قانون الجذب"، "توأم الشعلة"، و"العين الثالثة"، وغيرها من مصطلحات ال
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والفتيات العرب مفاهيم مثل "الطاقة الكونية"، "قانون الجذب"، "توأم الشعلة"، و"العين الثالثة"، وغيرها من مصطلحات العصر الجديد (New Age). هذه المفاهيم دخلت حياتنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، دورات التنمية البشرية، وبعض المدربين الذين يروجون لها على أنها علوم روحية أو طرق لتحقيق السعادة والنجاح. لكن، ما حقيقة هذه المفاهيم؟ وما أثرها الحقيقي على النفس والدين والمجتمع؟ في هذا المقال، نستعرض تجارب واقعية لأشخاص خاضوا هذه الدوامة، ونقدم نصائح عملية للوقاية والشفاء منها.
1. لماذا نرفض محددات الغرب ونتمسك بقيمنا؟
بدأ النقاش بسؤال جوهري: لماذا يجب علينا كمسلمين أن نلتزم بمحددات وضعها الغرب، بينما هم لا يلتزمون بمحدداتنا المستمدة من الشريعة والوحي الإلهي؟ الله سبحانه وتعالى خلق لنا عقولاً مختلفة، وأرسل لنا منهجاً واضحاً لحياة متوازنة تحفظ الكرامة والفطرة. بينما نجد أن كثيراً من القيم التي يروج لها اليوم تحت مسميات "الإنسانية" و"الرحمة" و"العدالة" تحمل في طياتها سموم فكرية وتؤدي إلى تشتت الأسر، ضياع القيم، وتحويل المرأة إلى سلعة، في حين أن الإسلام حفظ للمرأة كرامتها وفطرتها.
2. خداع العصر الجديد: كيف يتم تسويق الوهم؟
دخلت علينا مفاهيم العصر الجديد من بوابات براقة: الحرية، تطوير الذات، السلام الداخلي، استكشاف الطاقة الكونية، وغيرها. لكن الحقيقة أن هذه المفاهيم غالباً ما تكون مغلفة بخداع شيطاني، فهي تروج للانفصال عن الدين، الانغماس في الخرافات، وتغذية الأوهام حول التحكم المطلق في الكون أو تحقيق السعادة عبر ترديد عبارات أو ممارسة تمارين تنفس غريبة.
تجارب الكثيرين أثبتت أن الغرب لم يتقدم بهذه القيم، بل تقدمه الحقيقي كان في مجال العلم التجريبي فقط، أما على مستوى القيم الاجتماعية والأسرية، فهم يعانون من نسب عالية من التفكك الأسري، الاكتئاب، الأمراض النفسية، ونسب الانتحار.
3. شهادات حية: كيف تبدأ رحلة الانخداع؟
شاركت إحدى المشاركات تجربتها الشخصية المؤلمة مع علوم الطاقة. بدأت القصة بانبهارها بمحاضرات ودورات مدربين مشهورين، وشراء كورساتهم، ثم الانخراط في تمارين مثل "السبلمينال"، "الاسقاط النجمي"، و"تنفس الهيلوتروبيك". في البداية، لم تلاحظ أي تغيرات كبيرة، لكن مع مرور الوقت، بدأت تعاني من نسيان شديد، فقدان الحفظ، اضطرابات نفسية، وانقطاع عن الصلاة والقرآن.
عندما حاولت تطبيق بعض تمارين التنفس المصحوبة بسماع آيات من القرآن بطريقة غير شرعية، تعرضت لهلاوس مخيفة، رأت وجوهاً مرعبة، وأصيبت بحالة من الهلع والاضطراب النفسي. أدركت بعدها أن ما كانت تفعله هو باب من أبواب الشيطان، وأن هذه العلوم ليست سوى خزعبلات تضر أكثر مما تنفع.
4. كيف تروج هذه المدارس لأفكارها؟
تعتمد مدارس الطاقة والعصر الجديد على خلط الحق بالباطل، فتستخدم ألفاظاً دينية مثل "الأوراد"، "الذكر"، "الاستحقاق"، وتدّعي أن تكرار سور أو آيات بعدد معين يجلب البركة أو يكشف الأسرار، بينما لم يرد في الشريعة شيء من ذلك. كما يروجون لمفاهيم مثل "توأم الشعلة" على أنها علاقة روحية مقدسة، بينما هي في حقيقتها تفتح أبواب العلاقات المحرمة وتدمر الأسر.
يستغل هؤلاء المدربون حاجات الناس النفسية، آلامهم، رغبتهم في التغيير، فيبيعون لهم الوهم مقابل المال، ويعدونهم بتحقيق الأحلام عبر "توكيدات" أو "جلسات طاقة" أو "تأملات"، بينما هم أنفسهم غالباً يعيشون مشاكل نفسية عميقة ولا يملكون حلولاً حقيقية.
5. أثر هذه الممارسات على النفس والدين
أثبتت التجارب أن الانخراط في هذه الممارسات يؤدي إلى:
- الابتعاد عن الدين: ترك الصلاة، هجر القرآن، الشعور بثقل في العبادة.
- اضطرابات نفسية: قلق، اكتئاب، نوبات بكاء هستيرية، فقدان السيطرة على الأعصاب.
- تشتت الأسرة: تصاعد أفكار الطلاق، الشعور بعدم الرضا الدائم، البحث عن "توأم الشعلة" المزعوم.
- الانخداع بالخرافة: تصديق رؤى وأحلام وهلاوس على أنها حقائق روحية.
6. كيف كان طريق العودة؟
تقول إحدى المشاركات: "عندما أدركت أن كل ما كنت أؤمن به هو خرافة، شعرت براحة كبيرة وزال عني هم ثقيل. بدأت أبحث عن الشفاء الحقيقي، فعُدت تدريجياً إلى الصلاة، وقراءة القرآن، والالتزام بالأذكار، وطلبت المساعدة من طبيب نفسي متخصص أكد لي أن كل هذه العلوم زائفة ولا أصل لها في علم النفس."
وتنصح كل من تورط في هذه الدوامة أن يكثر من سجود الشكر، الدعاء، الاستعاذة بالله من الشيطان، وأن يبتعد عن أي ممارسات مشبوهة أو تكرار للآيات بعدد معين لم يرد في السنة.
7. الرد على شبهات مدربي الطاقة
يحاول بعض المدربين تبرير علومهم بأن لها أصولاً في جامعات عالمية مثل هارفارد أو أكسفورد، أو أنها "علوم باطنية" أو "معارف إنسانية مشتركة". لكن الحقيقة أن هذه الجامعات صنفت هذه العلوم كـ"علوم زائفة" (Pseudoscience)، وحذرت من ممارستها. بل إن بعض الدول الغربية منعت اليوغا في المدارس والجامعات لارتباطها بمعتقدات دينية وثنية.
كما يحاولون إقحام الدين في هذه العلوم، فيربطونها بالذكر أو أسماء الله الحسنى أو قصص الأنبياء، وهذا من أخطر أنواع التدليس، لأنهم يخلطون بين العقيدة الصحيحة والخرافة.
8. نصائح عملية للوقاية والشفاء
- اعرف مصدر المعلومة: لا تأخذ دينك أو علمك إلا من مصادر موثوقة (القرآن، السنة، العلماء الربانيين).
- احذر من خلط الحق بالباطل: لا تنخدع بمن يلبسون الخرافة ثوب الدين أو العلم.
- لا تتبع كل جديد دون تمحيص: ليس كل ما يلمع ذهباً، والغرب نفسه يحذر من هذه العلوم الزائفة.
- حافظ على صلاتك وأذكارك: الالتزام بالعبادات هو الحصن الحقيقي للنفس.
- استشر أهل العلم والمتخصصين: إذا شعرت بأعراض نفسية أو روحية، توجه لطبيب نفسي موثوق أو شيخ عالم.
- شارك تجربتك: إذا نجوت من هذه الدوامة، شارك قصتك لتحذير غيرك، فهذه صدقة جارية.
9. كلمة أخيرة: العودة للفطرة هي النجاة
كل من خاضوا هذه التجارب أكدوا أن العودة للفطرة السليمة، والتمسك بالكتاب والسنة، والبعد عن الخرافات، هو الطريق الحقيقي للراحة النفسية والسعادة. لا تجعل عقلك ملعباً لكل مدرب أو مؤثر على السوشيال ميديا. ديننا فيه كل الخير، وكل ما يدعيه هؤلاء من "سلام داخلي" و"سعادة" و"تحقيق الذات" موجود في الإسلام، لكن بطريقة صحيحة تحفظ للإنسان كرامته وفطرته.
ختاماً
احذر من أن تبيع دينك ونفسك مقابل وهم مؤقت. وكن دائماً باحثاً عن الحق، مستعيناً بالله، متوكلاً عليه، فالحياة قصيرة، وما عند الله خير وأبقى.
مصادر موثوقة للبحث والتعلم:
- كتاب "خرافة السر وقانون الجذب" للدكتور عبد الله صالح العجيري.
- قنوات علمية متخصصة في كشف خرافات الطاقة والعصر الجديد.
- استشارة العلماء الربانيين وأطباء النفس المعتمدين.
شارك المقال مع من تحب، فقد تكون سبباً في إنقاذ شخص من براثن الخرافة والضياع.
كتبه: فريق التوعية بخرافات العصر الجديد
https://www.youtube.com/watch?v=do85ooKspQQ